قرأت ما نشرته عكاظ من سوءتقدير قاد عريسا شابا الى تقبيل عروسه ليلة الزفاف, وقال الخبر ان تلك القبلة كانت على مرأى ممن أتوا لمشاركة العروسين فرحتهما التي لم تتم, حيث قلبت تلك القبلة المشؤومة الفرح الى درس قاس في آداب الزواج لقنه النسيب الغيور للعريس المتهور على طريقة معلمي ايام (الفلقة) والخيزران, فعلى ما يبدو ان القبلة قد استثارت حفيظة اخي العروس والذي لم يستطع تقبل ذلك التصرف الارعن من (المجنون وليلاه) في حضوره فانبرى مقتصا لكرامته بعقاله والذي اشبع به العريس الجريء ضرباً في موقع الحدث, وبذلك انفض الجمع والعريس يلعق جراحه والعروس تندب حظها العاثر, وقال الخبر ان مباحثات تجري املا في اتمام ما تبقى من مراسم الزواج في السنة القادمة بعد ان يكون قد اندمل ما خلفته تلك (القبلة) من آثار سواء لكرامة الاخ المهان او على ظهر الحبيب الولهان, ومع ان الخبر ليس فيه من الفكاهة شيء الا ان (شر البلية ما يضحك) فقد ذكرني بقصة تلك الفتاة الريفية التي عادت ليلة زفافها الى بيت اهلها ملطخة بالدماء والشرر يتطاير من عينيها فسألها ابوها فزعا ما الخبر?
قالت قتلت العريس قليل الادب?!
فسألها ابوها لماذا??
قالت وما اقتلوش ليه (الشرف غالي يابوي!!
يبدو ان سوء الفهم وسوء التقدير وسوء التصرف كان السائد في الحالتين مع اختلاف النتيجة النهائية حيث ان بطل قصتنا قد نفذ بجلده على عكس عريس تلك الريفية, والحقيقة ان مراسم الزواج في بلادنا قد تغيرت كثيرا في العقود القليلة الماضية, ولعل الثقافة التلفزيونية كانت احد اهم عوامل ذلك التغيير والذي اوصل ذلك العريس الى ورطته بما اعتقده جزءا من طقوس الزواج ورآه اخو العروس جُنحة عقابها الجلد, واهانة لايمحوها الا الضرب بالعقال.
في الماضي القريب كان لكل منطقة في بلادنا عاداتها وتقاليدها ومراسم زواجها الخاصة بها والنابعة من تاريخ وجغرافية وتراث المنطقة ضمن ثوابت دينية وأعراف اجتماعية يحترمها الجميع .
وكانت تلك المراسم بسيطة وواضحة رغم وجود بعض الاختلافات الطفيفة بين عادات منطقة واخرى.
اما اليوم فلقد تداخلت تلك العادات مع عادات دخيلة تلاشت معها عاداتنا الجميلة بنسب متفاوتة تصل ذروتها في المدن الكبيرة وفي مراسم زيجات الموسرين, وما عريسنا الا ضحية للضبابية التي تكتنف مراسم الزواج العصرية في بلادنا.
ولابد ان عريسنا بعدما لقيه من عنت غيرة النسيب قد ترحم على عادات زمان, كما ان كل من سمع بقصته من عرسان المستقبل سيكون اكثر تقييما للموقف واقل تهورا!!
المصدر جريدة عكاظ
:D
