الحيوان يقرأ أفكارك((الحلقة(3))
لقد أثبتت الأبحاث اللاحقة بما لا يدع مجالاً للشك أن الشمبانزي يملك بالفعل القدرة على ((تبين الذات)) Self Recognition .
وقام العلماء إستخدام أسلوب جالوب وسميت طريقته في أدبيات العلم ((إختبار المرآة)) Mirror Test .
ولقد أخضعت لهذا الإختبار أنواع عديدة من الحيوانات شملت الغوريلا والأورانجوتان(إنسان الغاب Orangutan)، وقردة المكاك وقردة الريساس والفيلة وبعض الطيور، والحيوانات البحرية، وغيرها.
ومن ذلك خلص العلماء إلى أن الشمبانزي والأورنجوتان فقط منم بين كل الحيوانات التي تمت دراستها، هما النوعان الوحيدان القادران على تمييز صورتيهما في المرآة.
في أوائل العام 2001 أعلن باحثون من بروكلين بالولايات المتحدة أنهم اكتشفوا قدرة الدلافين أيضاً على تبين صورها عندما وضعت لها مرايا في أحواضها تحت الماء، غير أن الإطمئنان النهائي لم يزل بحاجة إلى مزيد من الأدلة.
ولكن ما أهمية أن يتعرف الحيوان على صورته في المرآة؟؟!!
يجيب العلماء بأن تبين حيوان ما لصورته لابد أن يكون نتيجة لإحساس الحيوان بذاته وكنيونته، فالحيوان الذي يعرف نفسه ويدرك انه موجود، ويملك فكرة عامة عما يمر به من أحداث، وهو وحده الذي يستطيع تبين صورته، سواء رآها في مرآة أو شاهدها على صفحة المياه التي يشرب منها.
أما الحيوان الذي لايدري عن نفسه شيئاً فهو من الأساس غير مؤهل بيولوجياً للتعرف صورته بأي حال، ولن تفلح أي حيلة في مساعدته على تبين ذاته. ويستمد أولئك العلماء دعماً لآرائهم مما هو معروف عن البشر من أن الطفل الصغير يتصرف عادةً في المرآة وكأنه يشاهد طفلاً آخر، ولا يبدآ في تبين صورته في المرآة قبل بلوغه سنتين من العمر أو سنة ونصف السنة على أقل تقدير.
ومن الثابت ان الطفل قبل هذه السن لا يشعر بنفسه ولا يحتفظ بذاكره لما يدور حوله، أي أن بداية تعرف الطفل على صورته في المرآة تتزامن بدء إدراكه لوجوده وتشكيله ذاكرة الأحداث التي تمر به.
وللتجارب بقية في الحلقة القادمة.
والسلام ختام
;-)
