يتبـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــع
يــــــــــــــــــــــــــــتــــــــــــــــــــــــبــــــــــــــــــــــــع
عندما وصلنا إلى المطار العسكري في جنوب كاليفورنيا على الحدود المكسيكية كان الطيارين في تمريناتهم الصباحية للمناورات , سال لعابي على ركوب إحدى هذه الطائرات عندما رأيتها تحلق برشاقة .. حقا إن منظرها رائع ..
لم أتوقع الموافقة على طلبي هذا .. ولكنني أظن انهم كانوا يريدون مني أن أركب معهم لأعرف مدى قدرة هذه الطائرة ..
ركبت الطائرة بعد أن أخذت موجز بسيط عنها وعن إمكانياتها وعما سوف أتوقعه لدى التحليق مع الكابتن .. وسارت الطائرة على المدرج إلى أن وصلت إلى بدايته .. وأنا أسمع من خلال الخوذة بعض الكلمات التي لم أفهم منها شيء فهي مصطلحات طيرا نية بحتة ثم سمعت البرج يقول يمكنك الإقلاع ..
أنا متعود ومحب لجميع الألعاب البهلوانية في مدينة الملاهي .. وهذه أحدها ..
بدأت الطائرة بالتسارع الشديد على المدرج وهي تقلع.. فكرت في نفسي وقلت : هه والله الكورفيت ليست عنك ببعيد نفس الإحساس نفس قوة الدفع ..
وما كدت أفرغ من التمتمة مع نفسي وإذا بقائد الطائرة يسحب العصا إلى أسفل فتصعد الطائرة بزاوية عمودية عن المدرج بسرعة تصل إلى 8G وهي قوة الطرد ( الكورفت 1.1G ) .. أحسست أن عيوني سوف تخرج من أصابع أقدامي .. وأن الدم سوف يلحق بها .. وبعد الصعود إلى إرتفاع شاهق أعاد الكابتن الطائرة الى وضعها المستوى , فعاد الدم إلى دماغي ..وأدركت مدى حماقتي ...
قبل العودة إلى القاعدة العسكرية تماديت في طلباتي , فطلبت من قائد الطائرة أن يزيد من السرعة ليكسر حاجز الصوت .. أكرمني إذ إتصل بالبرج وأخبرهم فجاءت الموافقة على ذلك ..
وفوق صحراء أريزونا سارت الطائرة بسرعة( 1.5 ماخ ) أي ما يعادل 1811 كم/ساعة .. وكسرنا حاجز الصوت .
والذي شد إنتباهي هو الهدوء العجيب للطائرة من الأصوات والاهتزازات والضجيج ..
فسألت قائد الطائرة :
- إنها في منتهى الهدوء ..إنها أهدأ من سيارتي الكورفيت أثناء وقوفها والمحرك مطفئ..!!!
- نعم هي كذلك ( ثم إستطرد قائلا ) إن كل الضجيج والصوت والإهتزاز الذي تستغرب من عدم وجوده هو خلفنا .. فنحن الآن نسبق كل ذلك فكل هذه الأمور خلفنا فنحن نسبق الأصوات الضجيج فلا تسمع شيئا .
هنا قال لي الكابتن تماسك ..
قلت لم..؟؟ قال سوف نهدأ السرعة ... وما أن أعاد السرعة إلى ما كانت عليه قبل تحطيم جدار الصوت .. حتى عادت كل الأصوات التي كنت أستغرب من إختفاءها .. بل وأحسست أنني وكأني إرتطمت بجدار .
ونزلنا على الأرض .. وطلبت منهم راحة لبعض الوقت من هذه الرحلة ثم أخذت بتجهيز سيارتي للسباق ..
ركبت الإطارات الخاصة بها ووقفت وإلى جانبي الطائرة النفائة على مدرج الإقلاع .. إحساس رهيب ..
السباق هو مسافة الربع ميل ( حوالي الأربعمائة متر أي طول أربعة ملاعب كرة قدم )..
رفع الحكم العلم .. وما أن أنزله أرضا معطيا علامة الإنطلاق .. حتى سمعت ضجيج الطائرة يتلاشى خلفي ..
وفي حدود 9 ثواني كنت قد وصلت إلى نهاية المدرج منتصرا ثم أقلعت خلفي الطائرة ..
بانت أضراسي من الإبتسامة العريضة التي إرتسمت على وجهي ..
هه قال يسبقني قال ..!!!!
الحقيقة أن سرعتي كانت 125 ميل في نهاية الربع ميل .. وهذه النقطة التي تبدأ الطائرة بالجنون والتسارع ..
للمعلومية :
فإن الطائرة تصل إلى سرعة 1 ماخ ( 1205 كم/ ساعة ) في 41 ثاني ..
وسيارتي لا تصل إلى هذه السرعة .. حتى ولو تم تركيب 10 محركات من نفس النوع ...
http://www.assayyarat.com/~forums/at...=&postid=54428
منــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــقـــــــــــــ;-) ــــولة
المصدر
http://www.assayyarat.com/~forums/sh...&threadid=8435