وجعلنا السماء سقفا محفوظا..اّيه قراّنيه وحقيقه علميه مبهره

بسم الله الرحمن الرحيم
ايها الاحبة في الله / السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ... تحية طيبة وبعد
يقول الله تعالى في الاية الثانية والثلاثين من سورة الانبياء :
( وجعلنا السماء سقفا محفوظا وهم عن آياتها معرضون )

في لقاء علمي ايماني مع عالم الجيولوجيا وعلوم الارض الاستاذ الدكتور / زغلول النجار ساله مقدم البرنامج عن اوجه الاعجاز العلمي في هذه الاية حيث قال : ما معنى السقف ، وما المقصود بقوله تعالى : وجعلنا السماء سقفا محفوظا ؟

فاجاب فضيلته قائلا :
في التعبير اللغوي يقولون : كل ما علاك وارتفع فوقك واظلك فهو سماء ، فسقف القاعة سماء لمن بداخلها ، وسقف البيت سماء لاهله .
والقران الكريم يقول فيه ربنا تبارك وتعالى : وجعلنا السماء سقفا محفوظا .
وهو تعبير عن ان السماء بناء ، وليست فضاء ، كما كان يتخيل الناس من قبل ، ولذلك يقول الحق تبارك وتعالى في كتابه العزيز : والسماء بنيناها بأيد وإنا لموسعون .
فالغلاف الغازي للارض يتخلخل بالتدريج ويقل ضغطه حتى لا يكاد يدرك بعد ( 1000 كم ) من سطح البحر ، وتخيل الناس في بداية الامر ان بعد ( 1000 كم ) يوجد فضاء تماما فاذا بالعلم الحديث يثبت انه لا يوجد في الكون شيء اسمه خلاء او فضاء ، وان المادة تنتشر انتشارا كاملا ، وأن السماء بناء محكم .

وحتى ان ( فريد هويل ) وهو احد كبار علماء الفلك في زماننا هذا وهو عالم معاصر وله نظريات متعددة باسمه ( فريد هويل ) ، هذا العالم يعترف بان السماء بناء وليست فضاء وذلك في كتاب له الفه بعنوان :
( الكون الذكي ) The Intelegent Universe

يقول في كتابه : كنا ننكر وجود خالق لهذا الكون من قبل ، فاذا بالخالق يؤكد لنا وجوده ، بامتلاء الفراغات الناتجة عن ابتعاد المجرات ، بمادة تتخلق من حيث لا ندري من اين تاتي هذه المادة ؟
فهذه شهادة بان الذي خلق هذا الكون ، هو الذي يخلق هذه المادة ، ليملأ بها هذه المسافات الشاسعة التي تتكون بين المجرات المتباعدة عن بعضها .

يقول الله تعالى : ( وجعلنا السماء سقفا محفوظا ) :
فهي سقف محفوظ بحفظ الله تعالى ، كما انها سقف حافظ للارض ايضا ، لان هذا السقف المحفوظ تمسكه قوى لا يعلمها الا الله من ان ينهار او ان ينتابه شيء من الخلل ، كما قال الحق تبارك وتعالى في كتابه العزيز : ( ويمسك السماء أن تقع على الأرض إلا بإذنه إن الله بالناس لرؤوف رحيم ) .

( وجعلنا السماء سقفا محفوظا ) :
اي لشدة تماسك اجزاء السماء وترابطها مع بعضها البعض بالرغم من ان الكون يتسع باستمرار ، بمعنى ان المجرات تتباعد عن بعضها البعض بسرعات تكاد تقترب من سرعة الضوء ( 300 الف كلم ) في الثانية ، وتتخلق المادة من حيث لا يعرف الناس لتملأ الفراغات الناتجة بين هذه المجرات المتباعدة حتى لا يكون في السماء فراغ ولا فضاء .

( وجعلنا السماء سقفا محفوظا ) :
فهي سقف محفوظ بمعنى : انها مترابطة متماسكة لا خلل فيها ولا فروج كما قال تعالى : ( أفلم ينظروا إلى السماء فوقهم كيف بنيناها وزيناها وما لها من فروج ) .
وهي ايضا تحفظ ما تحتها : اي تحفظ الحياة على الارض او على اجرام سماوية اخرى .

هذا والله تعالى اعلى واعلم وصلى الله على سيدنا محمد وعلى اله وصحبه وسلم والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته