ذات ليلة وردية سقطت مدينة
في ليلة بدرية والناس نايمين ..
حلمت اني في مدينة كبيرة يحكمها رجل عادل يسابق الريح كرمه
ويشرف بنفسه على شؤون بلده .. والكل في المدينة سعداء والخير يأتيهم رغدا
وحلمت ذات ليلة بنفس المدينة .. فوجدت الناس في هلع وخوف وبؤس
سألتهم مالذي اصاب مدينتكم . مابكم .. ماحل بكم
قالوا .. كنا نعيش في سعادة وكنا نجد رزقنا دون تعب .. ولكننا اسرفنا في النقاش
واسرفنا في التشاور واسسنا لجان واقمنا مكاتب وشكلنا رجال .. فكان الكل يفتي
وكان الكل يريد مكانا له .. واصبح النزاع على الكراسي والمناصب
قالوا .. كنا في راحة وهدوء .. وكنا في مجد وعلو .. فجاء من يقول لنا لم هذا الهدوء
لم هذا السكوت .. طالبوا بالاكثر .. طالبوا بحقوقكم ..
فداهمنا قصر الحاكم وقتلناه .. واقمنا حكما اخر .. وشكلنا وزارات وحكومات
ولم نجد راحتنا السابقة
وحلمت ذات ليلة في نفس المدينة .. فلم اجد اثر للناس .. ووجدت رجالا لااعرفهم
ونساء غريبات .. واطفالا يلعبون .. فسألتهم اين الرجال الذين كانوا قبلكم هنا
فابتسم الكل .. وقالوا ..
صدقونا واتبعوا خطواتنا .. حتى هزمناهم .. وطردناهم .. وسكننا بيوتهم
وشوارعهم .. واستولينا على اموالهم واقتصادهم
وصحوت من النوم فزعه
صحوت من النوم
ودمعة حائرة تشتكي ظلم الانسان
