رسالة من طفلة عراقية الى يوش
هذة رسالة من طفلة عراقية الى المصروع بوش طبعا تتحدا فيها انسانية هذا المصروع ... اتمنى ان يكون قد قرائها ليعرف كيف ينظر الاطفال الى المستقبل في هذة المنطقة .
معذرة اذ يبيح الصغار الحق لأنفسهم بمخاطبة رئيس اكبر دولة في العالم، فقول الحق يلغي المسافات مع الباطل مهما عظمت قوته، فأنا ابنة الحصار اللعين، التي حكمت عليها بشتي العقوبات من قبل ان تصبح جنينا في رحم امها. لقد حكمتم عليّ ان اولد من ام يضنيها الجوع والمرض بسبب الحصار، ويعصرها الالم والجزع علي اختي التي دفنتها صواريخ طائراتكم تحت ركام دارنا العتيق.
انا ابنة العراق التي ولدت في اعوام القحط، حيث لا حليب يطعمني، ولا لقاح يحميني، ولا دواء يواسي المي.. انتم من حرمني من كل شيء، وحكم بالاعدام علي طفولتي البريئة من قبل ان يخلق الله نطفتي.. لكنني قاومت، واراد الله لي الحياة لاكون شاهدة علي جرائمكم البشعة المخزية. وليأتي هذا اليوم الذي اصبح قادرة فيه علي الكتابة لسيادتكم دون خوف او ملامة.
فبأي حق يا حضرة الرئيس تبيعون وتشترون باطفال العراق، وتحكمون علي جيلنا بالموت، او العاهة المستديمة باشعاعات اسلحتكم النووية التي لا نقوي علي الاحتماء منها؟ ومن اعطاكم الحق في تدمير مصانع الحليب والادوية وضرب المستشفيات والمدارس وملاهي الاطفال!؟ أليس من حقنا ان نولد في بيئة نظيفة، ودار آمنة لا تهزها انفجارات قذائفكم اللعينة!؟ الا تستحق طفولتنا البريئة شرب الماء العذب، وتناول لقمة العيش الهنية، واقتناء الدفاتر واقلام الرصاص والتعلم في مدارس لنفترش ارضها الرطبة في البرد القارص، ولا تقتحمها الامطار من النوافذ المهشمة والسقوف التي خربتها حربكم العدوانية الآثمة؟ فكيف لضمائركم ان تخلد للنوم وانتم تتفرجون علي مأساتنا الانسانية عبر الشاشات! فهل انتزع الشيطان ضمائركم من الصدور، واقتلع معاني الأبوة من ثنايا قلوبكم.. ومسخكم الي وحوش ضارية لا تفرق بين حياة البشر وشريعة الغاب!
سيادة الرئيس الامريكي جورج بوش:
يكفيكم تهديدا ووعيدا لوطننا الحبيب، ودعونا نعيش بسلام، ونستمتع بما بقي لنا من اعمار. لقد ضربتم ودمرتم وسفــــــكتم دماء بما يروي ظمأ كل وحــــوش الارض.. ربما ستبررون افعالكم النكرات بشتي الوان الزيف ومـــــفردات السياسة التي لم ندخل مضمارها بعد، لأننا ما زلنا اطفالا.. وكنا سنصدقكم لو علمنا انكم اخترعتم قنابل وصواريخ لا تقتل الا الكبار، وتتحول الي دمي والعاب وزهور علي صدور الاطفال.
وختاما، اعلموا اننا جربنا الموت اكثر من مرة منذ ان خلقنا الله، ولن ترهبونا ثانية، بل انكم ستجدون لعنتنا تلاحقكم حتي في اسرة نومكم، ومثلما ورثتم الحقد عن آبائكم، سترثون الهزيمة ويرث ابناؤكم الموت الزؤام علي ايدينا، هذه رسالتي لكم يا سيادة الرئيس بوش، وكل ما اتمناه ان لا يعجز رئيس اكبر دولة في العالم علي الرد عليها، او دعوتي لحوار مباشر مع سيادته علي اي محطة فضائية والله اكبر، ولنقذف بالحق علي الباطل فيدمغه فاذا هو زاهق .
الطفلة يسري نزار خضير العبادي
العراق ـ بابل ـ حي البكرلي
مقيمة حاليا في اليمن
