فابيو بن كابيلو كالقمر في ضيائه

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

احرز فابيو كابيللو كاس اوروبا والبطوله الاوروبيه مع اندية ميلان، وريال مدريد ورما، فهل يعتلي منصة التتويج بالمره المقبله مع مانشستر يونايتد؟ هذا السؤال يدور بقوه هذه الايام في اروقة الاولد ترافورد مع اقتراب تنحي اليكس فيرجسون ومع احتلال اسم كابيللو قائمة المرشحين لخلافته.

وقد طلب مدرب روما من رئيس النادي ابداء نواياه علنا حول مستقبله مع روما، وفي الوقت نفسه لم يخف رغبته في اضافة اسم النادي الانجليزي العريق الى سيرته الذاتيه المميزه.

اعلن كابيللو في اخر مقابله له الاسبوع الماضي في مدينة تريجوريا القريبه من العاصمه الايطاليه روما، رغبته في المنصب الجديد، وان كان قد اكد على نيته احترام عقده مع روما حتى نهايته ففي ختام الموسم الحالي مضيفا: (( كل شئ جائز من الان وحتى نهاية الموسم، والامر متروك للرئيس فرانكوسنس )).

على انه هذا التصريح، رغم ما يحمل من ولاء لنادي روما، الا انه يفوح من خلاله الشعور بالفخر لارتباط اسمه بالنادي الانجليزي الكبير، وهو ما علق عليه كابيللو قائلا: (( عملت في الدوري الاسباني والايطالي واضافة الدوري الانجليزي الى سجل اعمالي هو انجاز اتطلع الى تحقيقه خصوصا اذا جاء مع افضل ناد في العالم. كذلك لا باس من اتقان اللغه الانجليزيه الى جانب الاسبانيه والايطاليه )).

هكذا يفكر كابيللو (( 55 سنه الذي يعتبر نفسه شابا وفوق هذا ناضج الى حد التخطيط لمرحلة التقاعد التي ينوي ان يقضيها في ايطاليا مسقط راسه.



ولد كابيللو في منطقة فريول التي قدم منها انزو بيرزوت، سيزار مالديني ودينو زووف، وجميعهم من المشاهير. وكان قد بدأ مسيرته كلاعب مع فريق روما. ثم ذاق مرارة الرحيل عندما هتف جمهور روما بسقوطه عندما انتقل للعب في صفوف اليوفنتوس، وهو الفريق الذي برزت معه مواهبه كلاعب وسط خلاق، ففاز معه بثلاث بطولات في الكالتشيو.

وكان قد شارك في 32 مباراه مع منتخب ايطاليا قبل ان يشد الرحال الى فريق ميلان محطته التاليه في الكالتشيو. وبعد الاعتزال عمل كابيللو كمستشار تلفزيوني وبالاضافه الى بعض الاعمال التجاريه. كان رئيسه المباشره فيها (( سيلفيو برلسكوني )).

وشارك كذلك في ادارة نادي ميلان لفتره محدوده موسم 86 - 87 اما حقبة انجازاته الحقيقه فبدأت موسم 1991 عندما تولى ادارة فريق ميلان للمره الثانيه خلفا للمدرب اريجو ساشي، الذي قاد ميلان للفوز بالكاس الاوروبيه موسمي 89 و 90.

وواصل كابيللو النجاح الذي حققه سلفه، فاحرز البطوله الاوروبيه مع ميلان موسم 94 ومعها الكالتشيو اربع مرات، وفي حقبة وصفها النقاد بانها الاقوى في العالم.

هذه الانجازات تتحدث عن نفسها حتى عند مقارنتها بانجازات المدربين من وزنه امثال فيرجسون مع مانشستر يونايتد والالماني اوتمار هيتزفيلد مع بايرن ميونيخ، ويعتبر كابيللو ان مهنة التدرب تواجه تحديات عدة في الوقت الحاضر لخصها في فلسفته الخاصه التس استعان بها في تكوين فريق قوي متعدد العناصر في خطوطه كافة يقول عنه: (( اعتبر روما من اوائل الفرق التي طبقت نظام اشراك عدد من النجوم بالتناوب في جميع خطوطه )).

تكافؤ الفرص


ويتناول باولودي كاينو احد نجوم ايطاليا البارزين طرف الموضوع معلقا على اسلوب كابيللو: (( احدث ثوره في عالم ادارة وتدريب الفريق الفريق عندما اقر مبدأ المنافسه على المراكز بين النجوم، وكان عبقريا في تحفيزنا لبذل اقصى ما لدينا حتى نضمن المشاركه وكل ذلك في جو صحي لمصلحة الفريق، واقول هذا رغم اني لا اكن له الكثير من الود لكن الحقيقه انه كان قادرا على الفوز )).

هذه النظريه نجحت نجاحا باهرا مع ريال مدريد في موسمه الوحيد الذي تولى تدريبه واحرز معه بطولة الدوري، وهو نجاح شهد به نجوم ريال مدريد وكان اولهم فيرناندو هيرو الذي مدحه علنا، واضاف راؤول ان كابيللو علمه كيف يكون محترف دائما.

على ان لمسته السحريه قد فارقته عندما عاد لسان سيرو موسم 1997 الذي خلا من اي القاب، وعندها قرر ان يخلد للراحه لمدة عام بعيدا عن التدريب.

ثم عادت اللمسه الذهبيه مره اخرى مع روما، ففي ثاني موسم له معهم احرز روما بطولة الكالتشيو خلال شهر يونيو الماضي وللمره الثالثه في تاريخه، ورغم ان بداية الفريق هذا الموسم اتسمت بالتواضع الا انهم عادوا ليدكوا حصون فريق ليشي بخمسة اهداف في الكالتشيو ثم تمكنو من تامين موقع لهم في المرحله التاليخ من البطوله الاوروبيه بعد تعادلهم مع ريال مدريد.

راي الخبيــر


بعيدا عن منافسات الدوري المحلي، فاكبيللو له راي محدد بالشأن الكروي دوليا يعبر عنه قائلا: (( اعتقد ان بعض الدول يجب ان تشارك في نهائيات كاس العالم بدعوة من الفيفا وليس يخوض التصفيات للتاهل وهي منتخبات ايطاليا، فرنسا، انجلترا، المانيا، البرازيل والارجنتين وهي الدول التي بنت واسست تاريخ الكره ومازالت وقد اشيف اليها روسيا ايضا )).

كذلك يعبر كابيللو بصراحه عن رايه في التحديات التي تواجهها اللعب على مستوى الانديه وناديه على وجه الخصوص الذي يلعب له عدد من نجوم امريكا الجنوبيه، الذي ترهقهم الرحلات المكوكيه الطويله بين القارتين لتمثيل منتخبات بلادهم.

ومن المشكلات التي يهتم بها كابيللو كذلك الانفجار المالي في عالم الكره هذه الايام، والذي يقول عنه (( اصبح الوضع خرافيا ابتداء من عقود النجوم وحقوق البث التلفزيوني وحتى رواتب اللاعبين والمدربين، ولا احد يعلم كيف ينتهي الامر بعد صفقة فيجو وزيدان، ولا احد يدري كذلك ماذا ستفعل الانديه حيال ذلك واذكر قبل خمس سنوات عندما كنت مع ريال مدريد اني اشتريت دافور سوكور، مياتوفيتش، باتوشي، روبرتو كارلوس، اليجنر وسيدورف دفعت ثمنا لهم جميعا مبلغ 28 مليون دولار امريكي ولم يحدث هذا قبل 20 سنه بل خمس سنوات، والان سمعنا عن المدافع ريو فيردناند الذي دفع فيه ليدز 27 مليون دولار )).

وعن البطوله الاوروبيه يقول كابيللو: (( تحولت البطوله الاوروبيه الى تجاره رابحه، ومع محاولات كل فريق شراء افضل النجوم، اصبح من الصعب تكوين تشكيلة مميزه مع اي ناد )).

وتتلخص وجهة نظر كابيللو الماضيه جرت تسع بطولات اوروبيه لم ينجح اي ناد في بسط هيمنته عليها كم فعل ميلان خلال حقبة الثمانينات واوائل التسعينات. ويعلق على ذلك قائلا: (( مستوى الفرق مرتفع عمرما ولا توجد فوارق كبيره بين مانشستر يونايتد وبايرن ميونيخ مثلا، وكذلك ريال مدريد الذي يسجل حضورا دائما على الساحه الاوروبيه ومعها يوفنتوس )).

القرعه الاوروبيه
من المحتمل ان توقع القرعه فريق روما في مواجهة احد الفرق الانجليزيه في دور السته عشر في البطوله الاوروبيه، وهي فرصه ينتظرها كابيللو الذي يطمح في ابراز عبقريته التدريبيه اما خصوم اقوياء كالانجليز، يدعمه في ذلك المسعى مجموعه من النجوم في صفوف روما ومنهم والتر صامويل، داميانو توماس، فرانشسكو توتي وجابريل باتيستوتا.

ورغم هذه التشكيله التي تبدو غاية الجاذبيه فالواقع يقول ان الانديه الايطاليه متخلفه بمراحل خلف نظائرها الانجليزيه، الاسبانيه وحتى الالمانيه اوروبيا خلال السنوات الثلاث الماضيه، وعن ذلك يقول كابيللو: (( في وجود عدد من الانديه الايطاليه في البطوله الاوروبيه هذا الموسم، سنسمع الكثير عن كلمة الكالتشيو، ورغم عدد المباريات الهائل الذي نلعبه في ايطاليا وانجلترا واسبانيا الا انني اتوقع منافسه حاميه، هذا رغم ان الانديه الالمانيه تتمتع بميزة عطلة الشتاء والتي شاهدنا تاثيرها الموسم الماضي بين بايرن ميونيخ وفالنسيا الذي اصابه الارهاق بعد المشوار الطويل )).

وعن الكره الانجليزيه يقول كابيللو: (( لا يمكن القول ان كرة القدم في بلد ما افضل من البلد الاخر، رغم ان بعض النقاط في مصلحة الكره الانجليزيه والسبب في ذلك انهم قاموا بتغيير اسلوبهم في الاداء، واصبحت كرتهم تكتيكيه اكثر منها لياقيه كما كانت من قبل، ومن امثلة ذلك ان روما كان قد افضل من كاس اوروبا من كاس اوروبا الماضيين على يد ليفربول، ليدز ومانشستر يونايتد )).

عاشق مانشستر يونايتد
لا يخفي كابيللو احترامه وحبه الشديد لفريق اليكس فيرجسون ويقول عنه انه افضل من يلعب كرة القدم مضيفا (( هم مميزون حتى على مستوى النجوم، وانا اعرف فيرون ولوران بلان من خلال مشاركاتهما في الكالتشيو اما فان نيستلرون فاتابعه باعجاب. كذلك راقبت راين جيجز منذ ان كان في السادسه عشره وهو وديفيد بيكهام من كبار النجوم واعتبر الاخير هو لاعب العام، وقد ينافسه في ذلك اللقب توتي او راؤول وهو الان لاعب مميز الى جانب كونه قائدا ناجحا )).

والان هل يعني كل هذا الاطراء ان كابيللو راغب حقيقة في قيادة هذه المجموعه التي ذكرها؟ يقول المدرب الدبلوماسي: (( بالطبع يسرني جدا ان اسمع بان اسمي قد ورد ضمن قائمة المطلوبين لخلافة فيرجسون في مانشستر يونايتد الذي لا ينافسه على زعامة اندية العالم سوى ريال مدريد )).

والسـلام عليكم ورحمــــة الله
ترجــم من منتدى هاير لايــك الايطالي