الأثنين ( 6 رمضان 1423هـ - 11/11/2002م) طاغية الأردن يعيث بالأرض فسادا

مفكرة الإسلام :

أفادت الأنباء الواردة من معان بالأردن نقلا عن مصادر مقربة من الأجهزة الأمنية الأردنية ،أن عددا غير محدد من القتلى والجرحى سقطوا حتى الآن في مدينة معان ، بينما ذكرت الإذاعة البريطانية أن عدد القتلى لا يقل عن ثلاثة أشخاص وأصيب عدد آخر بجراح في الاشتباكات التي بين قوات الأمن الأردنية وإسلاميين في مدينة مَعَانْ بجنوب البلاد .
وكانت هذه القوات قد بدأت ليل أمس الأحد عملية اقتحام واسعة النطاق للمدينة التي تبعد نحو 270 كيلومترا إلى الجنوب من العاصمة عمان.
واعترف مصدر رسمي أردني بسقوط قتيل في صفوف المدنيين، وإصابة عدد من رجال الأمن بجروح بينهم ضابط، فيما قالت مصادر أخرى إن عدد القتلى أربعة، وذلك في العملية التي قالت المصادر الرسمية إنها تهدف إلى 'إلقاء القبض على عصابة مسلحة خارجة عن القانون دأبت على الإخلال بالأمن وترهيب وترويع المواطنين'.
وتقصد أجهزة الأمن بذلك عشرة من الإسلاميين .
هذا وقد عمدت السلطات الأردنية إلى قطع الاتصالات الأرضية والخلوية عن المدينة، وقال شهود عيان كانوا قادمين من المنطقة الجنوبية في البلاد إن خدمات الهاتف الخلوي مقطوعة في تلك المنطقة.
وبالرغم من تأكيد البيان الرسمي الأردني، على شكر الحكومة والأجهزة الأمنية لسكان مدينة معان - التي تعتبر معقلا تقليديا للإسلاميين السلفيين في الأردن - بسبب دعمهم لقوات الأمن التي اقتحمت المدينة، إلا أن المشكلة الرئيسة تكمن في أن سكان المدينة وعشائرها يرفضون تسليم المطلوبين باعتبار أنهم أبرياء.
ولا يخفي مراقبون شكوكهم بأن العملية، التي ما زالت قائمة حتى الآن ، تأتي على خلفية محاولة السلطات الأمنية الأردنية إلقاء القبض على شخص يشتبه بأن له صلة بعملية اغتيال دبلوماسي أمريكي قبل نحو أسبوعين في العاصمة عمّان.
وأوضح البيان الرسمي الأردني، أن قوات الأمن تمكنت من إلقاء القبض على 'عدد من أفراد العصبة المؤمنة وضبط أسلحة أوتوماتيكية ورشاشات كانت بحوزتهم'، وأشار البيان إلى أن عملية البحث ما زالت مستمرة 'لإلقاء القبض على بقية الشباب المستقيم .
هذا وقد ذكرت مصادر أردنية أن البحث يجري على محمد شلبي، واسمه الحركي 'أبو سياف' ونحو عشرة أفراد تم القبض على عدد منهم، وأن عددا من شيوخ العشائر هناك رفضوا تسليمهم للشرطة خوفا من أن تسلمهم الحكومة الأردنية للسلطات الأمريكية لاستجوابهم .
وكانت القوات الأردنية قد طاردت محمد شلبي بعد حادثة اغتيال الدبلوماسي الأمريكي بيوم واحد، وهو أحد سكان مدينة معان ، إلا أنه استطاع الهرب من السلطات الأمنية بعد أن دخل إلى المدينة واختبأ بين سكانها الذين وفروا له الغطاء الأمني اللازم.



عن / مفكرة الأسلام ( مع تعديل الألفاظ العلمانية )