و باتت قطر مكمن الخطر

بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله
رأينا بأم أعيننا ووعينا بحزن قلوبنا المشهد المقزز؛ رأينا وزير الخارجية القطري وهو يوقع اتفاقية التعاون العسكري بين دولة قطر وعدوة الإسلام والأديان؛ أمريكا. وفي هذا الوقت العصيب الذي تتبجح فيه أمريكا بضرورة ضرب العراق مهما كانت النتيجة، وبدا جلياً أن وجود لجنة المفتشين في العراق ليس إلا تمثيلية تنويمية رخيصة في سيناريو التجهيزات لاحتلال المنطقة بالكامل. كم كان منظر ورسميات التوقيع بشعاً مُشِعاً بالجريمة ومنذراً بالعقاب والانقلاب في الأحوال والموازين؛ دجاجة تعانق ذئباً مريداً؛ فتقدم له ما تملك من حب وماء، ويأبى الذئب إلا اللحم الدافئ المُدَمَّى! فتقدم له دجاجة من صويحباتها، ثم أخرى إلى أن يلتهمها وتصبح فلسطين أخرى! ثم في مهزلة إعلامية يدعي الجميع أن التعاون لا دخل له بالعراق!! فلعله لاحتلال بلاد أخرى إذن كالسعودية ودواجن الخليج العربي! أم لعله تعاون على إطلاق مدافع رمضان القادم! وامصيبتاه ها قد باتت قطر حقل تآمر ومكمن الخطر!

هل ضاع الدين والوطن بين تعصب نتن ياهو الوزير اليهودي وتفسخ خِرٍع ياهو الوزير العربي؟!! لا والله لن يكون بإذن الله؛ فنحن على يقين أن أبناء قطر؛ أنصار الدين وفلسطين، لن يكرروا المأساة على أنفسهم وعلى أمتنا المنكوبة بقادتها.

لقد أصبحت الأخبار كلاليب تشدنا إلى النار، وتدخلنا التاريخ من باب العار والشنار. فبدلاً من أن نغسل عار صدام بأيدي المجاهدين الطاهرة ها نحن نتمرغ في وحل لا يقل خسة ودناءة عن خسته وغدره؛ لقد اتضح الآن أمر بطولاته الزائفة التي ما دفع ثمن طيشها إلا الشعوب، ولما كانت هذه الحملة الصليبية تضع في برنامجها حكمه ورأسه شخصياً، استبدل، وبلا حياء، فروة الأسد والأنياب بلباس الأرانب وعز أمريكا في الخطاب !! وكان يجب على الأمة أن ترفع شعار " بيدي لا يد جورج" لتتطهر من دنسه وجرائمه، بدلاً من احتضان الأفاعي والذئاب المتلمظة لدمائنا!

وأقل مانطالب به كمسلمين منكوبين بمثل هذه المعاهدات؛ أن يستقيل وزير الخارجية الذي وقع هذه المعاهدة وأوقع أمتنا في براثنها، وأن تتخفف قطر من تلك المعاهدات الخبيثة وتسجل موقفاً تاريخياً مشرفاً ومشرقاً لأمتنا، فنحن ودائماً نُقتل ولا نُسأل، وإذا سألنا يُجاب علينا بنيران السلاح والإعلام، لكننا سنسأل ونسأل ولن نيأس، ومما نسأل عنه أين قول ودور علماء الأمة في مثل هذه المهالك والنوازل؟ أم أنه لا تجوز فينا الشفاعة أو الاهتمام منهم كما حظي باهتمامهم بوذا الصنم؟! أم أن الله تعالى أعطانا البترول لنحرق بعضنا بعضاً ويلعن بعضناً بعضاً بين جلبة الشياطين وصمت الشيوخ؟! حسبنا الله ونعم الوكيل.

وتعلن انصار الشريعة بالتنسيق مع لجنة الحقوق الشرعية عن مظاهرة براءة من هذا المنكر، قبل أن يتحول مداد هذه المعاهدة الخبيثة إلى أنهار من دماء أمتنا، ومحارق لها. ونرجو من كل مخلص أن يحضر ويعلن برائته ويحث على ذلك، بالرغم من الضغوطات الأمنية وشدة البرد؛ ولا شك أن نار جهنم أشد حراً وبرداً.