مايكروسوفت والإنترنت.. المطرقة والسندان
منذ فترة أقيم في مدينة لاس فيجاس الأمريكية معرض كومديكس الشهير، والذي يعتبر من أكبر المعارض المتخصصة في مجال الحاسب الآلي. والملاحظ لتوجه الشركات، على كثرتها، في هذا المعرض يتمحور بشكل أو بآخر حول الإنترنت واستخداماتها. والغريب في الأمر، هو أن البعض بدأ ينظر لتعامل الشركات مع الإنترنت على أنه انحرف من "كيف نستخدم الإنترنت لتفعيل تطبيقاتنا المختلفة؟" إلى "كيف نغير تطبيقاتنا لتستخدم الإنترنت؟" ولكن ليس هذا هو ما أردت الحديث عنه. فظاهرة أن الإنترنت ومايكروسوفت يسيران بهدوء لإغلاق الدائرة حول مستخدم الحاسب الآلي وجعله أسيرا لهما تحتاج لمزيد من التمعن.
في حديثه في أول يوم من المؤتمر، قام بيل جيتس زعيم مايكروسوفت بالحديث عن توجه شركة مايكروسوفت المستقبلي، والذي يركز على التحول من فكرة "الحاسب الشخصي" personal computer إلى "الحوسبة الشخصية" personal computing. وسأشرح المصطلحين باختصار لمن لا يعرف الفرق بينهما، فالأول يركز بشكل كبير على الحاسب الآلي ويهمل المستخدم، فمن يريد استخدام الحاسب الآلي سيحتاج لأن يجلس على كرسي أمام شاشة الحاسب الآلي ويقوم باستخدامه، وفي حالة قيامه عن الكرسي فإن استخدامه للقدرة الحاسوبية في الجهاز قد انتهت. أما المصطلح الآخر فيركز على المستخدم بشكل كبير، وكيفية تقديم القدرة الحاسوبية له أينما توجه. ومن هنا انفتح الباب على مصراعيه بحيث لايمكن إغلاقه، فظهرت المنظمات الشخصية مثل بالم بايلوت و بوكيت بيسي، والتي يمكن حملها في كل مكان، ومن ثم دخلت الإنترنت في اللعبة وأصبح عمالقة التقنية، كما ذكرت في بداية المقال، يفكرون بكيفية تحوير منتجاتهم لتفعيل الإنترنت، ومن هنا ظهرت فكرة الهواتف المحمولة الذكية وفكرة إدخال الحوسبة في المنزل بشكل مختلف عن جهاز الحاسب الشخصي مثل توجه مايكروسوفت لإدخال XP Media Center والذي يمكن التحكم به بواسطة ريموت كنترول بشكل يجمع استخدام كل من التلفاز والفيديو ومسجل الصوت وغيرها من التطبيقات المنزلية الأخرى. ولا ينتهي الحديث هنا بل توجد العديد من التوجهات التي تدور حول تفعيل الحوسبة الشخصية والإنترنت.
مادفعني لكتابة هذا المقال هو التضخم الهائل لشركة مايكروسوفت وإدخالها لنظامها الجديد XP في التطبيقات المختلفة من الأجهزة الشخصية، وحتى الهواتف المحمولة! ولا شك بأن شركة مايكروسوفت تعتبر من أكبر الشركات التي استفادت من وجود الإنترنت، بل أن المتطلع في توجهها يجد أنه يعتمد بشكل كبير على الإنترنت، وأكبر مثال على ذلك هو توجه.NET الأخير. ومن هنا يتساءل الشخص عن مستقبل الحاسب الآلي بعد سنوات قليلة، هل ستصبح كلمة حاسب آلي تعني مايكروسوفت؟ هل سيتمكن الشخص منا من امتلاك حاسب آلي واستخدام الإنترنت بدون الحاجة لمايكروسوفت؟ وبدخول الإنترنت في كافة مجالات الحياة، هل سيتمكن الواحد منا في المستقبل من قيادة سيارته دون الحاجة لمايكروسوفت؟!
الكاتب:د.عبد القادر الفنتوخ
شرايكم في هالكلام؟
