العولمة .. هذا المصطلح الفضفاض - حاله حال الإرهاب ?: - .. احتار الكثيرون في تعريفه و تفسيره , حتى أنهم قرنوه ب (( الأمركة )) , و لكن الشيء الذي لا يختلف عليه إثنان هو في أهمية هذا المفهوم , و خاصة بالنسبة لنا كعرب في ظل ما نتعرض له من غزو فكري شرس ..
و لعل أطرف ما قرأته في مجال تعريف العولمة هو ما صاغه روائي مصري معروف في إطار ساخر ..
" الواحد منا يستيقظ في الصباح على منبه ياباني, و يغسل وحهه بصابون فرنسي ثم يحلق ذقنه بفرشاة صينية و ماكينة إنجليزية, و يغسل أسنانه بمعجون أمريكي, ثم يتناول إفطارا من جبن دمياطي صنع في الدنمارك, و يشرب شايا هنديا أو سيلانيا بعدما يضيف إليه لبنا جافا من فرنسا أو إيطاليا أو سويسرا .. ثم يرتدي ملابس بسيطة: قميصا أو بنطلونا على الموضة القادمة من فرنسا أو إيطاليا , و في العمل يرتقي مصعدا بلجيكيا و يشرب فنجان قهوة برازيلية أو (( سفن أب )) أو (( كوكا كولا )) مع سيجارة مارلبورو بعدما يشغل التكييف التايواني أو الياباني , و يتحدث عبر هاتف سويدي ثم يبدأ العمل مستخدما قلما فرنسيا أو يابانيا و ورقا فنلنديا .. و عند الظهر يذهب إلى الجمعية التعاونية ليشتري أرزا باكستانيا و تونة تايلاندية و سردينا إسبانيا , و في الطريق إلى العودة يأخذ خبزا مصنوعا بدقيق أمريكي و منظفات فعالة بالماركة الأجنبية و مصباحا بلجيكيا و دهانا أستراليا لتلميع الأحذية و صلصة يونانية و أدوية سويسرية و إيطالية , و يركب الأتوبيس الألماني الصنع أو سيارة تاكسي يابانية , ثم يشتري لإبنه شوكولاتة سويسرية .. و على شاشة تلفزيون كوري يتفرج على فيلم أو مسلسل أمريكي , و قبل أن ينام على سرير إيطالي يسمع في نشرة الأخبار تصريحات المسؤولين و هم يشيدون بجودة الصناعات الوطنية التي لم يرها حتى في الحلم :6 !!" ..
مع تحياتي ..
عاشقة الورد
