تاتير القراة على الكتابة......مقال رائع
ما إن أفرغ من قراءة كتاب ما .. أدبيا كان أو علميا بغض النظر ...
أتسائل كثيرا .. وُاكثر السؤال على نفسي ... كيف استطاع هذا الكاتب او الأديب أن يجذبني إلى مواصلة القراءة ... كيف جعلني أصل إلى الصفحة الأخيرة من كتابة دون كلل أو ملل .. و كيف جعلني استمتع وأنا أقرأ له .. بل كيف أستطاع أن يصل لتلك المرحلة .. أقصد الكتابة بأسلوبه الخاص به ....
أجد الإجابة دائما ... لا اعلم ..
أستحث نفسي على الكتابة .. وأكتب كثيرا وتضل معظم الكتابات حبيسة ملفات الكمبيوتر ... وذلك لأني أخشى أن لا ترى من يتابعها ..
يكون شعور المبتدئ في الكتابة دوما .... هل سيُقرأ أم سيمر القراء عليه مرور الكرام ...
لا يكتب أي كاتب مبتدأ كان او متمرسا ..
أقول ..
لايكتب هذا الكاتب إلا ليقرأ الناس ماكتبه .. فهو في كتابته تلك إما يريد أن يوصل حالة نفسية يمر بها .. او أن يضرب هدفا قصده من وراء كتابته وتكون ضربته في الصميم .. او يوصل معلومة للناس ..
ولكنه يصطدم أحيانا بعدم الرضا عما كتب .. أو أن ُيضرب ماكتب هذا الكاتب عرض الحائط من قبل القراء ..
في زمننا هذا قليل من يقرأ .. الكل يريد أن يفهم المعلومة بسرعة وبدون تعب ...
والكل أيضا يريد أن يستشعر الحالات النفسية بسهولة ...لا يوجد إلا القليل والقليل جدا من الناس من يريدون أن يتعمقوا في القراءة ..
لذلك تجد الكثيرين ..يثنون على ماكتبه الكاتب وإذا سألتهم عن فحوى ماكتب ... تجدهم لم يقرأو إلا اول سطور كتابته ... او ان اعينهم أخذت تتحرك حركه الأرنب بين الأسطر فتارة يقفز سطرا ويقرأ سطرا .. وتارة أخرى يتجاوز مجموعة أسطر وكأنه في هذه الحالة قد قلب حالة عينيه من حركه الأرنب إلى قفزة الخيل ..
عقبات كثيرة يتفاجأ بها الكتّاب في وقتنا الحالي .. ولعلني ذكرت قليلا منها ..
وهذا يفقدنا العديد منهم .. وهم في بداية طريقهم ..
ولكن لو نظرنا إلى الكاتب كيف كتب مقالته .. أنا اتكلم عن البعض لا أجمع الكل في كلامي هذا ...
أقول ..
لو نظرنا إلى بعض الكتّاب اللذين يصابون بحالات اليأس والإحباط من جراء عدم تفاعل الناس معهم ... نجد ان كتاباتهم لم تصل بعد إلى المستوى اللذي يجعل القراء يتهافتون إليها ...
لماذا ؟
بعضهم ...يكتب مايكتبه من جراء تأثره بكتاب ما قرأه أو برواية سرقت منه لبه .. فتكون كتابته تأثرا بما قرأ ..
وبعضهم الآخر ... نجده يكتب ... نعم يكتب ... ولكنه في المقابل لا يقرأ ..
قال تعالي ( إقرأ باسم ربك اللذي خلق ) .. وهي اول آيه نزلت على نبينا محمد صلى الله عليه وسلم ..
ومن هذا المنطلق تكمن لنا أهمية القراءة وعظم شانها ...
سمعت مقولة من مدرس درسني في المرحلة الثانوية .. لا أعلم قائلها الحقيقي ..
هذه المقولة ( من كان شيخة كتابة . كان خطاؤة صوابه ) ..
لا ادري هل تناسب مقالي هذا ... ولكن أستشهد بها من زاويه صغيرة جدا .. أمممم .. قد اكون أفتعلتها لأجد لنفسي مخرجا أخرج به ..
وهي أن كل من أراد ان يكتب .. فله ذلك وهو حق من أبسط حقوقة .. ولكنه في المقابل يجب ان يقرأ ..
لمن يقرأ؟ ... هنا السؤال المرّ .... سؤال يحير الكثيرين وأنا أولهم ..
فالكتب تملأ المكتبات ... ولكن في أي مجال ...
كل انسان يحب أن يكتب في مجال معين .البعض يكتبون في اكثر من مجال ...
فهناك من يكتب القصص .. وهناك من يكتب المقالات... وهناك من يكتب الخواطر . وهناك من يقرض الشعر ... كثيرة هي مجالات الكتابة ..
مع اني لا أرى بينها تعارضا .. فالأدب لايقسم من وجهة نظري الشخصيه البحتة ....
ولكن كل أنسان له ملكة في الكتابة في مجال معين ... وهذا أيضا لايناقض ماكتبته أعلاه ...
أيضا سمعت مقولة أخرى ( ان كل انسان يولد وفيه كل المواهب ولكن مع الزمن يطغى احد هذه المواهب على الجميع فتكون صفته المميزة ) ..
ولو جزمنا بصحة هذه المقولة مع أنني مقتنع بها تماما ...
لو جزمنا بصحتها .. فهذا يعني أن كل انسان لدية من المواهب الشي الكثير .. ولكنه تميّز بواحدة منها ... ولكن لو تدرب على الأخريات فإنه قد يتقنها ....
ألستم معي في ذلك ؟ ..
نحن هنا تهمنا ملكات الكتابة والقراءة ..
وأنا أراهما يسيران في خطين متوازيين . فمن يريد أن يكتب يجب ان يؤسس نفسه بالقراءة أولا ....
فكثير من المفردات قد يحتاجها في كتابته وإذا أراد أن يكتب مفردة ما .. فإنه سيجد في ذاكرته العديد من مثيلاتها فيبدأ مرحلة الإختيار بينها .. ليجد الأقوى ويكتبها ...
كذلك الأساليب الجميلة وأساليب الجذب والخطوط الحمراء والصفراء والخضراء ... فمع القراءة سيعرف هذه الخطوط جيدا وسيعمل على التنقل بينها بحرية كبيرة وبسلاسة متناهية ....
أيضا لا أنسى دور القراءة في توسيع المدارك .. أقصد مدارك العقل البشري ... فالعقول تتغذى كما البطون وغذاؤها العلم والعلم لا يتأتى إلا بالقراءة والممارسة ... إذا حينما قلت أن الكتابة والقراءة قرينان أعتقد اني أصبت في قولي ....
وحينما يقرأ الإنسان كثيرا ... تجده أنه قد حصل على كم وافر من المعلومات تؤهله للدخول في اي مجال للمناقشة وهو مايعشقة العرب كثيرا .. أقصد المناقشات ....
في مجالسنا مع الأهل والأصدقاء .. تكون عادة مناقشات حول الأوضاع الراهنة .. وقد ترتقي المناقشات حول أمور أخرى ..
تجد الكثيرين من شبابنا يريد الدخول في المناقشة ولكنه يخشى من ضعف معلوماته ... وكذلك ركاكة اسلوبة .. وقلة خبرته في التحدث بجرأة امام منهم أكبر منه سنا ...
ولقد رأيت كثيرين من الناس حينما يدخل في المناقشة تجد المستمعين له ينصرفون عنه إما لضعف أسلوبة أو لأنه لم يجذبهم إليه ...
وقد يصاب بعقدة نفسية تلجمه عن الدخول في المناقشات أو إبداء الرأي مرة أخرى ..
من تجربة شخصية .... حينما أتحدث مع شخص يقرأ كثيرا ... أجد اني أنجذب في التحدث معه وأسترسل في ذلك ..
أستمتع كثيرا بالتحدث مع هؤلاء الأشخاص لأني في حديثي معهم أستزيد من المعلومات ... وكذلك استفيد من أسلوبهم في النقاش والحوار ...
وبذلك تكون القراءة أثبتت لنا فائدة أخرى لها وهي من النواحي النفسية أيضا ..
كذلك تجد القارئ الجيد يكون حجة دائما في اي موضوع .. لأنه يستشهد بما لديه من مخزون ثقافي وفكري وعلمي ..
هل تظنون أن هذا المخزون قد جاء من الفراغ أم انه رضعه من ثدي امه صغيرا ....
الأكيد أنه قد تحصل عليه بالقراءة ...
لا أقول انني سأحصر فوائد القراءة في هذا المقال ولكن أبيّن بعضا منها وإن كنت أقل من أن أتحدث عن القراءة لأني لست من القدامى فيها ...
ختاما .. قبل الأسف على طول الكلام وعدم التريب فيه ..
أجدني مجبرا على القول أن كل من يقرأ كثيرا .. سوف يستطيع أن يكتب جيد ويجتذب الناس إلي مايكتب ....
اما البعض اللذين لايقرأون ..فماهم إلا مجرد فقاقيع صابون ما إن ينتهي مالديهم من أفكار تجدهم يعودون لطرح قضاياهم بشكل آخر وستجدهم أيضا يعودون إدراجهم ولايتقدمون إلى الأمام ..
نصيحتي لكل أفراد هذا المنتدى .. أن يقرأو .. بواسطة القراءة نحصل على الكثير .. بينما القراءة لا تأخذ منا سوى الوقت القليل ...
أعذروني على ما أخطأت وليتكم تزيدونني من مما لديكم عن هذا الموضوع ...
منقول من جريدة
مع تحياتى
