الأستاذ الدكتور...؟

أثناء المحاضرة الثالثة قرر أن يرتقى عن الإستماع إلى المحاضرة الملقاة عليه . فهو لم يقتنع يوما بما يدرسه بالكتب ، كما أنه و إن أستمع فلن يفهم و إن فهم فلن يستفيه منه.. فلم يصغى و يرهق عقله بما لا يجدى .. فقرر أن يأخذ قلمه و يلج عالم الخيال ...
لكن الأصوات حوله بعثرت أفكاره و صعبت عليه رغبته القوية فى الكتابة و البعد عن جو المدرج الكئيب و عن هذه اللزوجة التى جعلت الجميع متلاصقين ببعضهم .. فهو يرغب فى التحرر من قيود المكان ، فبداخله أشياء تنافى ما يدرس و بعقله مدارك فشل ما بالكتب فى الإقتراب منها ...
كان يعشق السطور ويذوب على شاطىء المداد ، وكان الجميع يسأله ( لماذا لم تلتحق بكلية الأداب ؟. فأنت تمتلك موهبة بارعة.) فيجيبهم ببساطة ( إسألوا مكتب التنسيق !.)...
وما بين قلمه و سطوره وجد فكرته فبدأ يغوص بأعماق الأحرف مبتعدا عن اللزوجة اللعينة .. حتى أفاق من كتابته على أصابع توكز كتفه و صوت يحدثه ( قف.. إن الدكتور يناديك منذ فترة !.) فنظر للمحاضر الذى سأله بغضب ( ما الذى كنت أتحدث عنه الآن؟.) صدمه السؤال وجمده مكانه فى الوقت الذى قفزت فيه عيناه بأرجاء المكان عساها تلتقط كلمة من هنا أو هناك ، لكنها فشلت حتى عاد المحاضر يسأله ( فما كنت تكتب و يشغلك عن الإستماع ؟..هيا أرنى أياه.) أحتقن وجه صاحبنا و هو يتقدم نحو الدكتور الذى ما لبث أن قراء ما بالأوراق حتى مزقها لفتات ثم قال ( انت محول لمجلس تأديب .. و الآن أنصرف من القاعة.) وفورما تلقى هذه الكلمات حتى خرج يجر أذيال الندم فى صمت ، تعتصره أمنية قوية لأستعادة أوراقه الممزقة لكن أقدام الدكتور التى كانت تطئها حالت دون ذلك.
وسيم المغــــــــربــــــــــــى