حقيقة قصة الأشخاص المقبوض عليهم في البحرين

مفكرة الإسلام : تفاجأ أهل البحرين بجميع أحزابه واتجاهاته بالخبر الذي نشر يوم الأحد 15 ذي الحجة 1423هـ الموافق 16/2/2003م المدعوم بالصور ، والذي صرّح فيه مصدر بحريني مسؤول : [ بأن قوات جهـاز الأمن الوطني ألقت القبض علي خليّة كانت تخطط للقيام بأعمال إرهابية ، بعد معلومات مؤكدة عن تحركاتها والتي تستهدف المصالح الوطنية لمملكة البحرين وتعريض حياة المواطنين الابرياء للخطر ، وقد تم القبض علي افراد هذه الخلية .. ] وهم :
1- محيي الدين محمود محيي الدين خان بحريني مولود في لبنان بتاريخ 26 يوليو سنة 1961
2- بسام عبدالرزاق عبدالله بوخوة بحريني مولود في المنامة بتاريخ 19 ابريل سنة 1970
3- بسام يوسف عبد الكريم علي بحريني مولود في المحرق في عام 1965
4- عيسي عبدالله عبدالرحمن البلوشي بحريني مولود في الخبر بتاريخ 25 ديسمبر 1972
5- جمال هلال محمد البلوشي بحريني مولود في المنامة بتاريخ 41 فبراير سنة 1965
وسر هذه الذهول الكبير لدى مواطني البحرين كما يقول مراسل ' مفكرة الإسلام ' في المنامة أن هؤلاء لم يعرف عنهم سوى العمل التطوعي الخيري الذي استفادت منه أرامل وأيتام البحرين ، وزاد من هذا الذهول أن هؤلاء لم يسبق لهم أي عمل جهادي أو حصل عليهم تحقيق سابق أو اعتقال ، وأخيرا زاد من تساؤل الناس أن ماذكر من مصادرة أسلحة وذخائر إنما هي مجرد قطع قليلة وبسيطة توجد في كل بيت بحريني وصارت تعتبر من الأسلحة الشخصية التي يحافظ بها كل مواطن على نفسه وعرضه بل يوجد عند أفراد الطوائف غير السنية أسلحة تفوق كمًّا وكيفاً عن مثل هذه الأشياء وكلنا نذكر ماقامت به طائفة غير سنية من عمليات تفجيرات ضخمة هزت البحرين من أولها إلى آخرها واستمرت في جرائمها ضد الشعب البجريني والأسرة المالكة مدة خمسة عشر عاماً .
ومن المعروف لدى المطلعين على الشأن البحريني أن الحكومة تصادر كل فترة أسلحة من بعض أفراد الشيعة ومع ذلك لم يحصل منها أي إعلان أو ضجة كما حصل مع أبناء السنة الخمسة بل وللأسف أنه لم يعلن ولو لمجرد إعلان فقط عن مثل هذه الجرائم مما جعل الكثير من مواطني السنة يوجهون سؤال للحكومة : لماذا يتم إلصاق التهم بمثل هؤلاء وهم من عرفوا بحب البلد والتضحية لأهله وفي نفس الوقت السكوت عمن أراد الاضطراب والسوء للبحرين وأهله وإقامة حكم شيعي يضاهي الحكم الإيراني ؟
وإلى هذه الساعة لم يعترف المتهمون بانتمائهم إلي أي تنظيم ، وإنما الاتهام الرئيسي ضدهم حالياً هو تهمة حيازة الأسلحة والذخائر حيث يجرم القانون البحريني حيازة وجلب والتجارة بالأسلحة والذخائر والمفرقعات .
وحسب معلومات مراسلنا فإنه قد أجرت السلطات المختصة تحقيقات مع أشخاص آخرين للاشتباه بارتباطهم مع هذه المجموعة، إلا انه لم يتم إلقاء القبض عليهم حيث لا يوجد دليل ضدهم ، مما يعني ضمناً عدم صحة عملية التشويه المتعمد ضد هؤلاء المواطنين
وقد تعاملت السلطات بغير تجرد أو دقة في التعامل مع أطراف هذه القضية رغم تأكيد النائب العام الشيخ عبدالرحمن بن جابر آل خليفة بأن النيابة ستتعامل مع القضية بتجرد كامل ، مشيراً إلي أن المتهم بريء حتي تثبت ادانته ] ، واستبق النائب العام الجميع من جهة علاقة الأمريكان بالقضية حيث استبعد تسليم المتهمين في حالة ادانتهم بالانتماء لتنظيم ٍکالقاعدة إلى الولايات المتحدة الأمريكية أو إرسالهم إلي ' غوانتنامو ' مشدداً علي أن قانون ودستور البحرين لا يسمحان بذلك ، ونحن نتساءل أي قانون يسمح بفضح وإشهار واتهام وتصوير شباب مسلمين على أنهم مجرمون رغم أن كل جريمتهم حيازة قليل من الأسلحة علما بأن هذا الكلام ـ إن صح ـ لا يعني بأي حال من الأحوال بأن التحقيق في هذه القضية سيكون على أيدي جهاز الأمن البحريني حيث أنه تم التحقيق مع بعض الشباب الملتزم عقب أحداث 11 سبتمبر على أيدي محققين من الإف بي آي الأمريكية وأشارت بعض المصادر إلى مشاركة عناصر الموساد فيها .
والشيء الملتفت للإنتباه فعلا هو تعاطف الشارع البحريني الكبير مع هؤلاء ، حيث لاحظنا اهتمام الناس بهم والسؤال عن حالهم بل ووصل الأمر إلى زيارة الكثير لأسرهم وأقاربهم وتطييب خواطرهم وإبداء مشاركتهم في مصابهم .
ولا يزال الغموض يلف هذه القضية ، خاصة إذا علمت :
1. أنّ من بين المتهمين من هو الحريص على طلب العلم الشرعي وحضور الدورات العلمية في البحرين .
2. أن هؤلاء المتهمين ممن ليس لهم سوابق ، سوى اهتمامهم بقضايا الأمة الإسلامية ، ولم يسبق لهم المشاركة في الجهاد الأفغاني أو الشيشاني ..
3. يوجد في البحرين من هم أولى في القبض عليهم من هؤلاء لقيامهم بأعمال تخريبية كما حصل في رأس السنة الميلادية الفائتة والتي تمت المظاهرات فيها بأسلوب منظم وبطريقة مدبرة حيث عجزت الشرطة وبقية رجال الأمن عن إيقافها إلا بعد مساعدات من بعض الجهات الأخرى ومع ذلك مازال المدبرون لهذه أحراراً طلقاء ينتظرون الفرصة الأخرى للقيام بمثل تلك الأعمال .
وكان موقف مشايخ البحرين متبايناً من هذه القضية ، فقد صرح النائب البرلماني الشيخ عادل المعاودة [ رئيس جمعتي التربية الإسلامية والأصالة ] أن الارهاب أصبح مسمى يتهم به الأبرياء زوراً وبهتاناً وأنها من البدع الأمريكية المشكوك بها...وأنكر على الإعلام ما يقوم به من نشر أسماء وصور دونما تثبت وفي ذلك تشويه لسمعة العائلات بل فيه تشكيك بسمعة البحرين التي لم تكن يوما مكانا للعمل غير المشروع...
وخشي النائب البرلماني الدكتور الشيخ عيسى المطوع [ جمعية التربية الإسلامية ] من تهويل الموضوع ، وتخوف من ان يكون هذا الحدث بداية التضييق على الدعوة الإسلامية في البحرين ، ولا بد من التفرقة بين عمل الأفراد وبين توجهات التيار الإسلامي المستنير والذي يعتبر معتدلا وضد أي إرهاب ، وأكد أن الغلو حالة استثنائية والاعتدال هي القاعدة ، ودعا إلى عدم التعميم والبعد عن الاستعجال ، وأكد قائلا بأننا ضد الإرهاب وفي نفس الوقت ضد الاتهام به دون بينة ولا برهان ولا شك ان إتاحة الفرصة للمحكمة سوف يجلي الصورة ويمنح المسألة وضعها الطبيعي .
ونوه النائب البرلماني الشيخ محمد خالد [ جمعية الإصلاح ] إلى أنه على علاقة وثيقة مع المتهم [ محي الدين ] ويستبعد أن تكون له أي صلة بالخلية المقبوض عليها ولعل ورد اسمه ضمن مذكرات ومفكرات بقية المتهمين ، واعتبر نشر صور المتهمين إعلامياً هو تكرار لخطأ [ أحداث شارع المعارض ] فالمتهم بريء حتى تثبت إدانته ، وأضاف أن القانون يلزم النيابة العامة بتقديم المتهمين للمحاكمة في غضون 48 ساعة ولم يتم حتى الآن أي شيء من ذلك ، واستغرب وتسائل عما إذا كان إلقاء القبض على المواطنين المعروفين بدماثة خلقهم هو من أجل إرضاء امريكا !!...
وأما الشيخ عبدالرحمن عبدالسلام [ الجمعية الإسلامية ] فقد كان موقفه ضعيفاً من هذا الحدث حيث امتنع عن الإدلاء بأي تصريح مشيراً إلى أنه لا يعلم بالنبأ ولا يفضل الإدلاء بأي تصريح خصوصاً أنه رجل قانوني ويمثل جهة رسمية .
وقد تحركت جمعية حقوق الإنسان وقالت : نحن سندافع عن المتهمين بوصفهم أبرياء حتى الآن يثبت اخلالهم بالأمن فيأخذ القضاء العادل مجراه وأضافت أن الانفعال غير مطلوب في هذه المرحلة ولكن المطلوب تغليب مصالح الوطن الكبرى ويجب أن يكف الجميع عن تعزير المصالح الشخصية على حساب المصالح الوطنية.
ونحن في ' مفكرة الإسلام ' ندعو ملك البحرين أن ينظر في قضية هؤلاء الشباب الأخيار بما عهدناه عنه من حبه لأبناء بلده والشفقة عليهم ونتمنى منه أن يوقف هذه المهزلة الإعلامية والأمنية المتعمدة والتي أحزن الجهات المحركة لها هذه التكاتف الكبير بين الملك وأفراد شعبه .
http://islammemo.tv/newsimages/usama.../Manama-02.jpg