من شعر أنه غافل فهو مستيقظ! لأن الغافل لا يشعر أنه غافل- أثناء غفلته- فحين أدرك أنني في غفلة فذلك معناه أنه نبتت في قلبي نابتة يقظة، وبقي علي أن استثمرها جيداً للخلاص بالكلية من دائرة الغفلة..
فشعور الإنسان أنه يسير في الطريق الخطأ سيولد لديه إحساسا بالندم.
وهذا الإحساس بالندم (إذا استثمره جيدا) سيجعله ذات يوم يصر إصرارا شديداً على أن يخرج مما هو فيه ليستقيم على الطريق السوي مهما شق ذلك على نفسه، ولن يشق إلا في البداية فحسب، ثم سيطيب له السير ويحلو له السفر..
تلك بديهية تغيب عن أكثر الخلق، فيرون البداية صعبة بعض الشيء وينفضون أيديهم بالكلية من مواصلة الطريق!
والعجيب أنهم إنما يفعلون ذلك في الغالب مع الطاعات فقط!
(زين لهم الشيطان أعمالهم) فأصمهم وأضلهم وأعمى أبصارهم.. وهم في غير الطاعات لا يستسلمون أبدا لما يرونه من ثقل وصعوبة البدايات، بل يستمرون وهم يضرسون الجمر، ويدوسون على الشوك، حتى يتيسر لهم الأمر الذي أرادوه..
يتضح هذا جليا في هواية ما يحبها الإنسان ويريد أن يكون بارعا فيها، ألا نراه يغامر فيرمي نفسه في البحر، ويشرب من مائه، وقد يتعرض للغرق مرة ومرتين وثلاثا، لكنه لا ييأس ولا يستسلم، بل يمضي في طريقه حتى يجد نفسه وقد أصبح يجيد السباحة ببراعة..
أما ميدان الطاعات.. فإنه ينفض يديه سريعا بمجرد أن أوحى له الشيطان أنها ثقيلة!
سبحان الله.. ثم سبحان الله.. ما لكم كيف تحكمون؟
لا تنسوا الدعاء وسؤال الله التوفيق والإخلاص في العمل.
النــــــورس;-)
