بسم اللّة الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين القائل في محكم كتابه ( وفي انفسكم افلا تبصرون ) والصلاة والسلام على رسول الله نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين .
ان المتأمل لعظيم خلق الله لهذه النفس البشريه ليجد الدلائل والقرائن التي مهما كبرت ووضحت وتجلت فأنه يقف عاجز بعقله وقاصر بعلمه امام عظمة الخالق حين خلق هذا الخلق . وصدق الله العظيم ( ومااوتيتم من العلم الا قليلا)... فهذه النفس مهما عظم شانها لدى صاحبها واوهمها بانها جباره وصبوره وتتحمل النوائب والمصائب . فما تلبث ان تتكشف حقيقتها عند حدوث الازمه وعند حلول الامتحان والابتلاء وعند نزول الكربات وتتحول قوة التحمل الى ضعف والصبر نوعا ما الى جزع . فمن صبر على اقدار الله وابتلائه وامتحانه في دار الابتلاء والامتحان نال الاجر والمثوبه وارتفع شانه بقدر صبره وتحمله وان قال ( انا لله وانا اليه راجعون , اللهم اجرني في مصيبتي واخلف علي خيرا منها ) فقد حقق معنى الاحتساب ومعنى الصبر . ومن جزع فليس له سوى الجزع وفوت على نفسه اجر عظيم حيث ان جزعه لن يرجع مافات ولن يعوض ماذهب . وفي كلا الحالتين سواء للصابر وسواء للجازع هناك نعمه عظيمه انعم الله بها على عباده جميعا وهي نعمة النسيان فمهما كبرت المصيبه . نسأل الله ان لايجعل مصيبتنا في ديننا . فمهما كبرت فمصيرها في نهاية الامر الى النسيان طال الزمان او قصر . اليست هذه نعمه تستحق الشكر
--------------------------------------------------------------------------------
