عالم مثيرا حذروا عند الاختيار: الألعاب تؤثر في سلوك الأطفال
السلام عليكم
http://www.alriyadh.com.sa/Contents/.../images/C3.jpg
يظل عالم الطفل، هو العالم الأكثر إثارة والأكثر دهشة!! ويظل كل ما يحيط بالطفل، عالما مثيرا ومميزا وذلك لاتصال الطفل به، واحتكاكه الدائم معه!! ولكن ماذا عن عالم اللعبة في حياة الطفل؟ كيف يراها؟ وكيف يقيمها؟ وماذا تعني بالنسبة له، وبماذا تؤثر هذه الألعاب على سلوك الطفل؟.
وهل حقاً هناك تأثيرات نفسية تؤثرها هذه الألعاب على حياة الطفل؟ وماذا عن التأثيرات الاجتماعية التي من الممكن ان تنتجها هذه الألعاب؟ وبالنسبة للطفل أي الألعاب أقرب إليه؟!
أهي تلك التي يختارها أم تلك التي تُختار له؟!
وما مدى تعلق الأطفال بألعابهم.. حينما يكبرون؟ وما هي أبرز فوائد هذه الألعاب بالنسبة لذهنية الطفل؟!.
الشهور الأولى
تعتبر اللعبة في حياة الطفل احدى الثنائيات الهامة التي تبدأ معه منذ سن مبكرة جدا، حيث تقتحم اللعبة حياة الطفل منذ الأشهر الأولى من عمر الطفل، والذي تتملكه الدهشة للوهلة الأولى، إذ في الغالب ان اللعبة تكون كجسم غريب يقترب من الطفل، ولعل هذا ما يبرر بكاءهم أو صراخهم في بعض الأحيان حينما يقرّب أحد الوالدين اللعبة منه، بالرغم من ان الألعاب في هذه السن تكون في أبسط شكل وأسهله كما انها تتميز بسلامة الملمس، وكثرة الألوان كي تحافظ على شد انتباه الطفل.
تشكيل السلوك
السلوك الطفولي من أبرز الأمور التي يسهل التأثير فيها وعليها ايضا، ولذلك لعبت الكثير من الألعاب دورا كبيرا في تشكيل السلوك الطفولي، مثلا بعض الألعاب نمّت السلوك العدائي عند الطفل، إذ انها تتطلب منه تقمص أدوار عدائية، أو تهيئة لأن يقوم مثلا بدور المجرم أو السارق أو الألعاب التي يتطلب فيها ان يقوم الطفل بالمطاردة وخصوصا ما يتعلق بالالكترونية، أو غيرها مثل "المسدسات والرشاشات" الآلية التي تصدر ضجيجا عاليا.
الجرأة
كما ان بعض الألعاب ساهمت بشكل واضح في تنمية حس الجرأة عند الطفل وخصوصا تلك الألعاب في المدن الترفيهية، وكذلك ساهمت هذه الألعاب في خلق جانب المغامرة عند الأطفال واكتشاف عوالم جديدة لم يعرفها الطفل من قبل، مما ساهم بشكل واضح في تنمية شخصية الطفل، وهنا تختلف استجابة الاطفال تجاه هذه الألعاب، فبعض الأطفال تكون استجابتهم أسرع من أطفال آخرين.
انطواء
وبالرغم من ان العديد من هذه الألعاب تساهم في بناء الشخصية إيجابيا إلا ان بعضها يساهم بشكل سلبي، فبعض ألعاب الأطفال تساهم في خلق طفل "منطو" وغير متأقلم اجتماعيا بسبب ركونه الدائم إلى هذه الألعاب والانشغال بها عن مخالطة أقرانه، أو الاحتكاك بأفراد عائلته الآخرين، سواء أثناء تواجدهم في المنزل أو حتى أثناء زيارتهم لأقارب آخرين. بل حتى ان الطفل في هذه الحالة يكون ميّالاً إلى العودة السريعة إلى المنزل والانشغال بلعبته بعيداً عن الآخرين، ربما لا يكون هناك اشكالية كبيرة في هذا الأمر في البداية لكن المشكلة تتفاقم كلما تقدم الطفل في السن وازدادت عزلته، وبعده عن الاختلاط بالآخرين.
اختيار اللعبة
يفضل الطفل عادة الألعاب التي يختارها، إذ انه بالعادة يستجيب لعقله الباطن الذي يدفعه لاختيار لعبة بعينها كونه الأعلم بما يدور في داخله، ولذلك نجد اصرار الكثير من الاطفال على لعبة بعينها، والبكاء أو الصراخ حتى يحصلون عليها. كما ان اختيار الطفل للعبته يعزز فيه قوة الشخصية والقدرة على اتخاذ القرار وتحمل تبعات هذا القرار.
صديق حميم
في كثير من الأحيان تصبح اللعبة بالنسبة للطفل الصديق الحميم والقريب الدائم التواجد، إذ تتحول العلاقة من مجرد علاقة كائن حي بجماد إلى العلاقة بين صديقين قريبين جدا من بعضهما، بل حتى ان بعض الأطفال يلجأ إلى تسمية لعبته، ومناداتها باستمرار بهذا الاسم، وهنا تتحول المسألة إلى ود يقدمه الطفل لهذه اللعبة التي ترافقه أينما حل أو ارتحل بل ان بعض الأطفال لا يستطيع النوم إلا ولعبته المفضلة بجانبه على السرير.
تنمية الذهن
ساهمت العديد من الألعاب وخصوصا الالكترونية والحسابية منها في تنمية ذهنية الطفل، الذي كثيرا ما يقف حائراً أمام هذه اللعبة التي تتحول إلى سر غامض، ثم لا يلبث أن يتوغل فيها قليلا قليلا إلى ان يكتشف هذا السر ويستطيع حله، هذا يدفع بذهنية الطفل إلى مراتب أعلى، إذ انه ينمي في عقلية الطفل أهمية المحاولة، والتجريب، وكذلك فإن هذا الجانب عموما ينمي في الطفل خاصية التحدي التي تقود الإنسان عموماً إلى اقتحام الأشياء الصعبة التي تقابله.
يظل عالم الألعاب عالما كبيرا ومجهولا، ويظل الطفل هو الأقدر على اكتشاف هذا العالم وفتح أسراره.
مع تحياتى
