مستقبل لينكس

من المواضيع المثيرة للجدل في الآونة الأخيرة، هي مدى ملائمة نظام لينكس للعمل في الأجهزة المكتبية و الشخصية، و إمكانية أعتباره نظام لأجهزة الحاسوب الشخصية و المكتبية Desktop.

الجدل بدأ منذ أسابيع عندما أعلنت شركة Eazel أغلاق أبوابها و إنهاء أعمالها. شركة Eazel أنتجت برنامج Neutilus الذي بشر بمستقبل مشرق للينكس مجال الأستخدام الشخصي و المكتبي، لكن مع أغلاق الشركة، ظهر تشاؤم واضح من مستقبل لينكس في هذ المضمار.

الأشارات متضاربة، و الصورة غير واضحة، لكن الشيء الوحيد المؤكد ان مستقبل لينكس من الصعب التنبؤ به، لأنه فاجئ العديدين و منهم الرجل وراء نظام لينكس لينوس تورفالدس الذي أعلن في أكثر من مناسبة أنه لم يكن يتوقع ما يحدث للينكس الآن من نجاح قبل عشرة سنوات، أو حتى خمسة سنوات!

لينكس فاجئ العديدين، و دخل مجالات كثيرة و حقق نجاحات واسعة، بداية بأستعمال لينكس كنظام تشغيل في الخادمات Servers لعدد كبير من مزودي خدمات الأنترنت،و كذلك أستعماله مع برنامج Apache في خادمات الويب WebServers، إلى دخول لينكس إلى عالم الأجهزة المدمجة مثل الأجهزة المحمولة على الكف و الهواتف الخلوية و الأجهزة المنزلية مثل التلفاز و الفيديو و غير ذلك. ولهذا فأن مجالات لينكس غير منتهية و لا حدود لها.

من المعروف أن نظام ويندوز المقدم من شركة مايكروسوفت له حصة كبيرة من سوق أنظمة الأجهزة المكتبية Desktop إذ تصل نسبة وجود نظام ويندوز فيها إلى أكثر من 92%، و هذه نسبة عالية، لكن المتابع يدرك أن زيادة نسبة نظام لينكس بنسبة تزيد عن 10% لتصل إلى 3% من حصة السوق للأجهزة المكتبية.. البعض بتشائم عند النظر لهذه الأرقام، لكن أنا أرى فيها كل أسباب التفاؤل، لماذا؟ لأن حصة لينكس تزيد، بينما حصة ويندوز في تناقص.

يبدو أن نظام ويندوز اكس.بي Windows XP المتوقع نزوله إلى الأسواق في نهاية أكتوبر (تشرين أول) يحمل في طياته أكثر من التطويرات و التحسينات الموعودة، فمعه سيتم تطبيق نظام صارم للحد من النسخ الغير قانونية من هذا النظام، و يشمل هذا النظام أجبارية تسجيل ويندوز registeration في موقع مايكروسوفت أو أحد مكاتبها خلال فترة محددة بعدها سيتوقف النظام عن العمل إذا لم يتم التسجيل. في عملية التسجيل يتم أرسال معلومات الخاصة بمكونات الجهاز المستخدم عليه النظام، حتى يتم منع أستخدام نفس النظام على جهازين مختلفين. و كذلك فأن نظام الحماية من القرصنة ( كما تسميها مايكروسوفت) سوف يحدد لك عدد محدد من المرات المسموح لك أن تثبت ويندوز فيها. و كذلك يوجد مشاكل من أمكانية أن يتوقت النظام عن العمل في حال تم تطوير قطع من الجهاز مثل بطاقة الشاشة، أو المعالج، إذ أن النظام يعتقد أن النظام تم أستخدامه في جهاز غير الأصلي و يتوقف عن العمل.. كما يبدو فأن مايكروسوفت أصابها العمى من كثر الطمع، و أستحلت حريات الناس و خصوصياتهم لتضمن حقها، و هذا ليس مبرر.

النقطة الإيجابية في هذه الكارثة هي أن العديد من مستخدمين ويندوز الذين يرفضون أن تنتهك حرياتهم ( في تطوير جهازهم مثلا) و خصوصياتهم ( نوع جهازك، عدد مرات تنزيل النظام، تواريخ تنزيل النظام، و الله أعلم ماذا أيضا) سوف يتركون ويندوز ليتحولوا لأنظمة أخرى مثل لينكس و FreeBSD و غير ذلك، لكن نظام لينكس سيكون صاحب الحظ الأوفر لما يوفره من تسهيلات للمستخدم الجديد..

المراقبون يتوقعون أن تكون جهازية لينكس كاملة للعمل في الأجهزة المكتبية، إذ أن سرعة تطور لينكس عالية، و أهتمام الشركات الكبرى فيه مثل IBM و SUN و HP و ORACLE يطمئن الشركات الأصغر المطورة للينكس بأن لينكس سيكون له مستقبل مزدهر.

هذه نظرتي لمستقبل لينكس .. فما رأيكم ؟