ثلث الطريق بنفسجي

قاد الأداء المتوازن والفكر الكروي العالي المستوى للمدرب ميتسو والروح المعنوية العالية التي يختزلها الفريق منذ انطلاقة الموسم الكروي الحالي البنفسج إلى فوزه الثاني في البطولة على حساب السد القطري في ثاني جولات مباريات التجمع الآسيوي ربع النهائي للمجموعة الثالثة لبطولة السوبر الآسيوية.

وخاض البنفسج اللقاء الهام وسط ظروف فنية وحسابات أفرزتها مباريات الجولة الأولي في البطولة الحالية وأبرزها بأن السد القطري دخل المباراة وهو يعلم بأن هذه المواجهة تعتبر الفرصة الأخيرة له للبقاء في البطولة الآسيوية وتحت هذه الحسابات والاعتبارات خاض البنفسج والسد المباراة الثانية لهما والتي جاءت من الناحية الفنية والتكتيكية كأفضل ما يكون في هذه الجوانب حيث قدم الفريقان المستوى الفني الكبير ورفع مستوى اللقاء إلى أعلى درجاته الفنية حيث أكد فريق العين وللمرة الثانية على التوالي بأن طموحاته من البطولة الآسيوية تتعدى حدود ربع نهائي البطولة وهو قادر على الانتصار على عوامل الإرهاق والضغوط النفسية وقادر على حسم كل الحسابات المسبقة من خلال الأداء المتوازن للاعبين داخل الملعب وصولا إلى تطبيق استراتيجية تكتيكية نقلت الفريق بحق إلى مصاف الفرق الكبرى القادرة على تجاوز وتنفيذ كل التكتيكات الكروية والتي يسعى ميتسو مدرب الفريق إلى تطبيقها مع العين كفريق يقدم كرة حديثة.

فرض الأسلوب
مما لاشك فيه يثبت فريق العين بأنه قادر على التعامل مع الظروف ومع الفرق من خلال فرض أسلوبه على الفرق التي يقابلها في المباراة داخل الملعب من خلال فرض هويته الهجومية الدفاعية المتوازنة في الملعب والتي لا تعتمد على الهجوم على حساب الدفاع وإنما انسجام في الخطوط وتوازن كبير بين هذه الخطوط يقوده خط وسط يلعب دورا كبيرا في هذا الجانب ·· ولعل الدفاع القوي والاستبسال في التصدي إلى هجمات السد القطري كان أساسها تلك المعادلة التي ثبتها المدرب الفرنسي برونو ميتسو في الفريق وهي التحرك ككتلة ومجموعة واحدة في أرض الملعب وعدم فتح المساحات في وسط الملعب للفريق المقابل والتصدي للهجمات من مهدها كل هذا التنظيم الدفاعي والتقدم في حالة الهجوم بسرعة من خلال نقل الكرة بصورة سريعة كهجمات مرتدة عادة ما تشكل الخطورة الكبيرة على مرمى الخصوم.

دور كبير لخط الوسط
مما لاشك فيه يلعب خط الوسط العيناوي دورا كبيرا في إنجاح خطة وطريقة المدرب ميتسو في المباريات وفي تطبيق الفكر الكروي الذي يسعى إليه المدرب إلى أعلى مستوى من التطبيق حيث أن الواجبات التي توكل إلى لاعبي خط الوسط في الفريق العيناوي هي واجبات كبيرة من حيث الربط بين خطي الدفاع والهجوم ولعل هذا ما يفسر تأثر بعض لاعبي الوسط في الجانب الهجومي لأن الشق الدفاعي دائما ما يأخذ حيزا وبالذات عندما يتقدم البنفسج بهدف في توقيت مبكر فالتعليمات واضحة وتقول مرفوض إعطاء الفريق المقابل فرصة التعويض في المباراة مما يعنى قتالا واستبسالا في حالة هجمة الفريق المقابل والتصدي لهذه الهجمة في ملعب الخصم ومن مهدها حتى تضعف وتخف خطورتها ولهذا واجبات مزدوجة أكثر دقة ويقظة للاعبي خط الوسط هذا في حالة الدفاع ·· أما في حال الهجوم فينبغي على لاعبي الوسط تمهيد الهجمة السريعة بصورة متقنة وإيصالها للهجوم في أحسن صورها سواء من خلال إرسال الكرات في العمق أو عن طريق الأطراف من خلال الكرات العرضية سواء العالية أو الأرضية الزاحفة أنه عمل كبير يجب أن يصاحبه إتقان كبير ذلك العمل الذي يقوم به لاعبو خط الوسط في الربط بين الدفاع والهجوم.

يقظة وفكر عال للدفاع العيناوي
الدفاع الجيد واليقظ يعنى النتيجة الإيجابية ومعدلات فنية عالية ذلك شعار يرفعه دفاع فريق العين في المباريات التي يخوضها والذي نجح في التعامل مع قوة الهجوم لفريق السد القطري وكبح من جماح أخطر لاعب في البطولة كيتا وزميله في الفريق سيرجيو وناصر كميل ذلك المثلث الهجومي القوي وبالتنظيم الدفاعي وتطبيق الدفاع القوي في طريقة 4/4/2 أصبح للعين الكلمة في المباريات من خلال الدفاع من وسط الملعب وبالتالي العددية التي يريدها المدرب في ملعب الفريق المقابل وإغراق منطقة الوسط باللاعبين في هذه المنطقة بالذات·· ففي حالة الهجمة من الناحية اليسرى على فريق العين يلعب اللاعب في الجهة المقابلة دور لاعب العمق من الوقوف بنظام الخط المائل والعكس صحيح في حالة الهجمة من الناحية اليمنى ولعل هذا ما يفسر عدم مقدرة هجوم السد في الاختراق من الوسط أو من الأطراف وهذا ما يفسر أيضا الكرات الخطرة التي يسطر عليها الدفاع العيناوي في حالة مراوغة كيتا والتخلص من المدافع الأول حيث يفاجأ بالمدافع الثاني مباشرة.

تألق وليد سالم
أعطني حارسا ممتازا أضمن لك النتائج الإيجابية تلك مقولة تقترب كثيرا من الحارس المتألق وليد سالم الذي يعيش فترة متميزة مع فريقه العين في الآونة الأخيرة والذي تصدى وأبطل مفعول الكرات والفرص التي نادرا ما تخترق الدفاع العيناوي ·· وليد كان مسيطرا على جميع الكرات العرضية التي ترسل إلى مهاجمي السد أمس الأول كما تصدى لانفراد صريح بالكرة من سيرجيو وناصر كميل وساهم مع زملائه في الفريق وبالذات في الدفاع في التصدي للكرات والهجمات الخطرة فاستحق نجومية حراس البطولة وحافظ على شباكه نظيفة.

الهجوم الكاسح
سانجو وتراوري بالإضافة إلى اللاعب المتألق أيضا محمد عمر يشكلان عمقا هجوميا وخطورة دائما على مرمى الخصم تلك حقيقة أثبتها اللاعبان في المباريات من خلال تحركاتهما الخطرة ومهارتهما في الهجوم والتسجيل وبالذات سانجو الذي يقاتل من أجل فريقه بصورة أشبه بالفدائيين ويكفي بأن يجبر دفاع الخصم بتثبيت 4 لاعبين في الخلف يكونون ثابتين وبالرغم من الحراسة الشرسة التي طلبها مدرب السد في المباراة أمس الأول من عبد الله كوني الذي راقب تراوري كظله و فابيو تشيبوت الذي راقب سانجو وكان يرافقه طوال المباراة لكن الهجوم العيناوي وجد الفرصة في التسجيل والتعامل مع هذه الرقابة بذكاء وكاد سانجو أن يسجل في الدقائق الأولى للمباراة عندما خدع المدافع بجسمه وانطلق بالكرة في مواجهة أحمد خليل إلا أن تسديدة سانجو القوية مرت فوق العارضة بقليل وكانت في الدقيقة الـ9 من زمن المباراة هذا العمق والخطورة الهجومية التي شكلها الثنائي الإيفوراي في المباراة شكلت الخطورة على مرمى فريق السد·· أما محمد عمر المهاجم الثالث في الفريق فأعتقد بأن ميتسو يعرف متى يشاركه في المباراة حيث يعتبر محمد عمر من خلال انطلاقته السريعة من أهم اللاعبين الذين يجيدون الهجمات المرتدة.

منقول من جريدة الاتحاد