بسم الله الرحمن الرحيم
فقد شاع في هذه الأيام بين الناس مايسمى (بالدش) ، وأنه ينقل جميع مايبث في العالممن أنواع الفتن والفساد والعقائد الباطلة والدعوة الى أنواع الكفر والإلحاد مع مايبثـــه من الصور النسائية ومجالس الخمر والفساد وسائر أنواع الشر.
فلهذا وجب التنبيه على خطورته ووجبة محاربته والحذرمنه وتحريم إستعماله في البيوت وغيرها، لما في ذلك من الضرر العظيم والفساد الكبيروالتعاون على الإثم والعدوان ونشر الكفر والفساد بين المسلمين والدعوة الى ذلك بالقول والعمل، فيجب التواصي بتركه عملا بقول الله عز وجل : ( وتعاونوا على البر والتقوى ولا تعاونوا على الإثم والعدوان واتقوا الله إن الله شديد العقاب) وقول النبي صلى الله عليه وسلم : ( من رأى منكم منكرا فليغيره بيده فإن لم يستطع فبلسانه فإن لم يستطع فبقلبه وذلك أضعف الإيمان) وقوله صلى الله عليه وسلم : ( الدين النصيحة الدين النصيحة) فالواجب على جميع المسلمين حكومات وشعوبا العمل بها والتناصح فيما بينهم والتواصي بالحق والصبر عليه والحذر من جميع أنواع الفساد رغبة فيما عند الله وإمتثالا لأوامره وحذرا من سخطه وعقابه.
فللدش مزايا نافعة وأخرى ضارة . ومع أن ضره أكثرمن نفعه فهو يفيد في بعض المجالات الدينية والتعليمية والثقافية...الخ، فهناك البرامج الهادفة التي تسعى الى جعل الدش وسيلة تعليمية نافعة ومفيدة.
ولنتوقف الأن عند بعض الأضرار الناجمة من متابعة الناس للقنوات الفضائية ولما يعرض عبر شاشات التلفزة من مشاهد وبرامج ومسلسلات وأفلام. وعند التأمل في أنواع الأضرار والمخاطر الناجمة عن التأثر بما يعرض عبر شاشات القنوات الفضائية فسنجد أنها :
v اضرار ومخاطر على العقيدة والتصورات والأفهام.
v أضرار ومخاطر على الأخلاق والأداب.
v أضرار ومخاطر على الأمن والإستقرار.
أولا: أضرار في جانب العقيدة والتصورات و الأفهام
أ- سنجد أن معظم ماتبثه تلك القنوات يورث ضعف الإيمان بالله تعالى ، ويؤدي الى الإعراض عن عبادته.
فإذا وصل الشخص الى هذه المرحلة ، فيكون كما أخبر النبي صلى الله عليه وسلم عن الشقي في قبره أن عمله يقول له: ( فو الله ما علمتك الا كنت بطيئا عن طاعة الله سريعا في معصية الله) . ثم يصل به الأمر الى أن تكون الشهوات المحرمة أحب إليه من كل شيء ، بل تصير بمنزلة الإله له - نعوذ بالله من ذلك - كما قال سبحانه: ( أفرءيت من إتخذ إلهه هواه وأضله الله على علم وختم على سمعه وقلبه وجعل على بصره غشاوة).
ب-إضعاف عقيدة الولاء والبراء:
ومن المعلوم أن هذه العقيدة لها أصلها الأصيل من هذا الدين، كيف لا وقد قال صلى الله عليه وسلم: ( أوثق عرى الإيمان: الحب في الله والبغض في الله).
ويقول تعالى: ( لاتجد قوما يؤمنون بالله واليوم الأخر يوادون من حاد الله ورسوله ولو كانوا ءاباءهم أو إخوانهم أو عشيرتهم ).
فالواجب هو محبة المسلمين ومحبة الخير لهم ، وبغض الكفار والتبرؤ منهم ، والحذر من مودتهم.
وقد أخبرنا الحبيب المصطفى عن هذا الشأن فقال: ( لايحب رجل قوما إلا جاء معهم يوم القيامة )، وقال عليه السلام: ( المرء مع من أحب ).
جـ- التشبه بالكفار والإنبهار بعاداتهم وتقاليدهم:
وذلك أن معظم ماتبثه كثير من الفضائيات يظهر المجتمعات الغربية الكافرة بوجهها الجميل فقط ، وجه القوة والنظام والإنتاج والإبداع ، ولا تظهر حياتهم التي يعيشونها الأن، من إحساس الغرب بالخواء الروحي المرير والشقاء والحيرة والإضطراب ، والتفكك الأسري ، والإنحلال الخلقي.
فهذه الصورة لاتعرضها القنوات الفضائية عن واقع الغرب ، وذلك للتشبهه بهم ثم إتباع ملتهم ، قال تعالى: ( ولن ترضى عنك اليهود والنصارى حتى تتبع ملتهم).
وقال الشيخ ابن تيمية - رحمه الله - : ( إن المشابهة في الظاهر تورث نوع مودة و محبة و موالاة في الباطن، كما أن المحبة في الباطن تورث المشابهة في الظاهر، وهذا أمر يشهد به الحس والتجربة).
وكل ذلك يفعلونهمن أجل أن يزيلوا عقيدتنا من نفوسنا؛ قال الله تعالى: ( ودوا لو تكفرون كما كفروا فتكونون سواء).
ثانيا: الأضرار والمخاطر التربوية والأخلاقية والإجتماعية
أ-من ابرز الأضرارالتربوية والأخلاقية والإجتماعية لما تبثه كثير من القنوات الفضائية حصول الإنحراف السلوكي لدى الأطفال والشباب والفتيات وهكذا الكبارمن الرجال والنساء.
وذلك أن المشاهد المعروضة عبر تلك الشاشات تظهر العلاقات المحرمة بين الرجل والمرأة.
فسنجد: التساهل في تكوين العلاقة المحرمة بين الرجل والمرأة وإعتباره أمرا طبيعيا.
وسنجد: إستساغة حمل المراهقات سفاحا، وإعتياد ذلك وشرح كيفية التخلص منه.
وسنجد: عدم الإستغراب لمواعدة الرجل المرأة أجنبية لأمر محرم.
ب-فشو الفواحش على إختلاف أنواعها مع ما يلحقها من الإختلاف الإجماعي في نواح عدة.
حيث إن عرض تلك المناظر لابد وأن يؤثر على الشباب والفتيات وخاصة من لم يتزوج منهم، ذلك أن تلك المناظر تؤجج الشهوات وتجعل الشخص ذكرا أو أنثى مهيئا للوقوع في الرذيلة متى فتح له بابها، بل إنه ليعمد إلى كسر كل باب يمنعه من مشتهياته المحرمة.
جـ- العزوف عن الزواج، ولإكتفاء بالمناظر المحرمة:
حيث إدامة نظر الشباب الى مناظر الفضائيات المحرمة من الفتيات العاريات وغيرهن أحدثت عندهم خمولا نحو ما أحله الله، وشرها نحو الفواحش المحرمة.
وهناك أيضا العديد من الأضرار من ظهور الشذوذ الجنسي والإنتكاس الفطري والإخلال بهوية المجتمعات الإسلامية وغير ذلك.
ومن نتائج ذلك وثمراته المُرة :
الوقوع في المحارم... نعوذ بالله من ذلك.
ولقد حذر عليه السلام من شطحات الأمم الضالة فقال: ( لتتبعن سنن من كان قبلكم شبرا بشبر ، وذراعا بذراع ، حتى لو دخلوا جحر ضب لتبعتموهم) قال الصحابة: يارسول الله ! اليهود والنصارى ؟ قال: ( فمن؟!).
كما من نتائج ذلك الإنحرافات الأسرية و ظاهرة الخيانة الزوجية ؛ ومن أسباب ذلك في خروج المرأة للعمل وإختلاطها (بزملائها) الرجال وتحدثها معهم بخصوصياتها.
ومن نتائج ذلك أيضا الإستظهار بالمنكرات وعدم الإكتراث بنظر وعلم الأخرين؛ والميل لتكوين العلاقات المحرمة .
ثالثا: الإخلال بالأمن
أ- إستساغة الجريمة واعتيادها:
فتعمل معظم القنوات على عرض أفلام الجريمة، المسماة (البوليسية) ، وتكرار المناظر للجريمة على أنظار الناس بمختلف طبقاتهم وأعمارهم يجعل الجريمة في أنفسهم أمراً إعتياديا، وتكون بمثابة الأحداث اليومية من حياة الناس.
ب- تمكين المنحرفين من إرتكاب الجريمة المنظمة:
ومن ذلك: السرقة وكيفية التخطيط لها، وكيفية الوصول للأماكن المستهدفة، والأدوات المستخدمة.. وإعداد السموم والمواد المكونة لها، وكيفية دسها على الشخص المستهدف.. وتوضيح إعداد المتفجرات وإعدادها من المواد الأولية القريبة من الأشخاص في حياتهم اليومية، وتوضيح الخطوات المتبعة لإخفاء معالم الجريمة والتخلص من أدواتها.....الخ .
ولكثرة أضراره وصعوبة السيطرة عليه من منع الناس من مشاهدة الأشياء المحرمة فيه ، فالأولى تركه والإبتعاد عنه ، فهو لم يصنعه الغرب ويصدروه الى بلاد المسلمين من أجل أن يستفيد منه المسلمين أو يتسلوا به، بل فعلوا ذلك لأنهم…(يريدون ليطفئوا نور الله بأفواههم والله متم نوره ولو كره الكافرون) وليكون لهم سلاح يلهون به المسلمين عن دينهم، فكل هذه أضراره والملاخظ أنها ضعف أضعاف نفعه؛ فالواجب على المسلم أن يبتعد عنه ينصح إخوانه المسلمين بذلك.
