الرجل في أغلب الأحيان لا يرى المرأة الا جسدا أو شكلا ..
اما عقلها وفكرها وعلمها وقلبها فهذه الأشياء تأتي في مرتبة متأخرة جدا
والمرأة فطنت لذلك منذ البداية فأفنت على زينتها من المساحيق والأصباغ
ما يكفي ثمنه لاطعام شعوب عديدة قتلها الجوع والمرض ...
المرأة الآن لونت عينيها بلون فساتينها وأطالت كعب حذائها
واستبدلت بشعرها الطبيعي شعرا أحمر أو أصفر أو ورديا أو ( على كيفك)
فالمهم عندها التلوين والتبديل ومع مرور الأيام وعوامل التعرية الزمنية
على تضاريس المرأة يتبدل الوجه غير الوجه ويبيض الشعر ...
وهنا تبدأ كراهية معظمهن للزمن وتتمنى لو توقفت عقارب الساعة
عند دقات معينة او امتنعت الأرض عن الدوران حتى لا يحدث الليل والنهار
والدليل البسيط على كراهية المرأة للزمن عندما تسألها عن عمرها ...
فأما أن تهرب من الاجابة واما أن تعطي لنفسها عمرا يقل عن عمرها الافتراضي!
والمرأة تتضاعف سعادتها أكثر وأكثر عندما ترى نظرات الاعجاب والانبهار
في عيون كل الرجال فهذه لحظة رائعة من لحظات الزمن التي تتمنى المرأة
أن تتوقف عجلة الحياة امامها !! ومتى دارت العجلة ادار الرجل ظهره للمرأة
باحثا عن امرأة اخرى اكثر تضاريسا وانضر بشرة وعيونا !!
ومن هنا أقول أن على الرجل أن يخلص المرأة من عذابها مع الزمن بان
يركل نظرته اليها كجسد فقط .. ويهتم بمواطن الجمال الباقية ....
والتي تزداد تألقا وتوهجا مع الأيام ، عقلها كيف يفكر وقلبها كيف يدق
وروحها كيف تسمو وتشف ... فهذه الأشياء باقية ومن الحكمة التمسك
بالباقي وترك الفاني ... الا اذا كان العقل عقيما حيث يكون الاهتمام
بالجسد فقط ..!! اذا فعل الرجل ذلك فانه يجبر المرأة على أن تغوص في أعماقها
لتنقب عن كنوز غالية تزخر بها الحشى .. اوشكت مع الجهل أن تصدأ أو تذوب
حيئذ سوف تتخلص المرأة من عذابها وقلقها ... وسوف يراها الرجل كيانا حساسا
جديرا بالاهتمام والتأمل باطنا وليس ظاهرا فحسب .. بمعنى أن يهتم الرجل
بتاريخ المرأة لا بجغرافيتها ......
http://kaartjes.gifplaatjes.nl/images/pasen/9.gif