حاجز الخوف ( قصــــــــة )
كانت الصدفة ولا شىء سواها هى التى جعلتهم راغبين فى التحدث و التلاقى فى ذات الوقت ليتفهم كل منهم سريرة الآخر خفية .. لم يخطط أحدهما فى إرساء علاقة مع الآخر فكلاهما لم يلبث الخروج من قصة حب فاشلة بناها على الوهم ...
و قررا أن يلتقيا ...
هى كانت بأوصاف الزهور .. رقيقة .. جذابة .. رائحتها ذكية .. عروقها الخضراء جلية أدنى بشرتها البيضاء .. لديها القدرة على امتصاص الحزن من الهواء لتخرج الحب بدلا منه ...
أما هو فكان بأوصاف البحر .. حنونا .. هادئا .. صافيا .. لبشرته لون رملى .. لعينه العميقة مشاهد خلابة .. على شواطئه تتهادى سفن النسيم .. و مهما تعالت أمواجه لا يتغير ...
بالرغم من ذلك جمعتهم أرض واحدة ...
حول المنضدة جلسا متقابلين .. دار بينهما حوار مرهف و بين عيونهما كلمات صامتة .. ألمت بقلبيهما نشوة مبهمة و إحساس بروعة تلاقيهما .. غلفتهما سحابة من نغم حتى خيل إليهما أن السماء أرسلت ملائكة لتحميهما من دنياهما .. أراد أن يتلمس أوراقها اليانعة وأن يشتم شذاها .. و رغبت فى أن تغفو على شاطئه و أن تغوص و تلهو مع أمواجه .. و تساميا عن حدود المكان ، حلقا بأجنحة ملائكية ووجدا أنهما كيان وروح واحد و تمنيا أن يتلاصقا و يندمجا و يذوبا ببعضهما ثم يتبخرا فلا يراهم أحد و لا يشعر بهما غيرهم ...
دنت من أقتحام مياهه و دنا من قطفها و تلاشت المسافات .. حتى اقترب كل منهما من الإنصهار بأحضان الآخر حبا ، لتبتلعهما الأرض فى باطنها ...
لكن الزمان توقف و الأمانى .. ارتفع حاجز خوف...
فهى لم تكن له بعد ، و هو يعجز بأوصافه على أن يكون لها الآن لأن الدر لم يخرج من أحشائه بعد .. فهما يريدان أن تجمعهما الأرض قوق سطحها لا بباطنها لذا تمزعت المسافة بينهما .
--------------------
wassim1eg@hotmail.com
