سان جيرمان يضرب بكبرياء فيرجسون عرض الحائط:

في الوقت الذي كانت فيه جماهير مانشستر يونايتد تلوح بانتظار نجمها الكروي البرازيلي الاول حتى تصفق له بحمل الفانلة الحمراء التي ما هدأت من إشعال الحماس الكروي ذي النكهة الخاصة في ملاعب الريدز حتى فوجئنا بصعود رونالدينهو سلم الطائرة المتوجهة الى برشلونة وملعبها نيو كامب وذلك للتوقيع على عقد كروي مع الفريق الاسباني الشهير لمدة خمسة مواسم بدءاً من الموسم المقبل، وسيكون بذلك رابع نجوم الكرة البرازيلية الذين وطأت أقدامهم ملعب البرثا أي برشلونة بعد كل من روماريو ورونالدو وريفالدو·· فهذا هو رونالدينهو الساحر الذي سيقلب برشلونة ونتائجه الساخرة بالمقارنة مع سمعته الكروية في الموسم الماضي·
مالذي حدث في كواليس هذا الانتقال الذي كان شقيق اللاعب ورجل أعماله يؤكد على الدوام مثله مثل شقيقه اللاعب أن مانشستر هو فريقه في الموسم المقبل، هذا التساؤل الذي يفتح من جديد درسا جديدا في مضمون الصفقات الكروية وانتقالات نجومها نظراً للخطأ الفادح الذي وقعت فيه ادارة مانشستر يونايتد، وخطأ المعلم يحسب له الكثير لاسيما بعد تخلي مانشستر عن بيكامب في الوقت الذي كان ينتظر فيه رونالدينهو وإذ بالسير فيرجسون يعود بخفي حنين من هذا النجم أو ذاك، في وقت باتت فيه الانظار جميعها متوجهة الى دوري الكرة الاسبانية الذي بات يحظى بصفوة نجوم الكرة العالمية الذين كنا نراهم أيام زمان في إيطاليا·· هذه العبارة التي لم يبخل بها رئيس فريق ريال مدريد فلورنتينو بيريز عندما علم عن انتقال رونالدو الى منافسه التقليدي في وقت كان هو الآخر يأمل أن يترك إنتقال رونالدينهو الى صفوفه حدثا للصيف المقبل قائلاً·· هذا الانتقال سيثري قوة الدوري الاسباني في الموسم المقبل·
نعم، رونالدينهو في البرثا وهاردلك لمانشستر، لكن في هذا الدرس يلزم على أهل كواليس الصفقات الكروية إدراكه بجدية لعدم الوقوع فيه مستقبلاً، لاسيما وأنه عندما يكون اللاعب تحت وصاية توقيعه لأي فريق كان، فإن لهذا الفريق الكلمة الاولى والاخيرة في إنتقاله·· وصحيح أن رونالدينهو نجم كبير فإن حجم النادي القادم لشرائه لا يغير في موازين هذه المعادلة الشيء الكثير، ونذكر في أيام زمان مسلسلات الانتقالات الكبيرة للنجوم أمثال مارادونا أو غيرهم مثل رونالدينهو أو زيدان أو حتى بيكهام، فإن كبر النادي المضيف لايدخل في أشكال اللعبة كما اعتقد السير فيرجسون بقدر ما يدخلها النجم الكروي والحق يقال كان فيرجسون يعد عليه الكثير بيد أن النجم غير من رأيه بين يوم وليلة فقط لان الحسابات الكروية تركت من برشلونة آمالاً أكبر بكثير من تلك التي كان ينتظرها رونالدينهو من مانشستر ·· كيف؟
اعتاد نجوم الكرة الاجانب القدوم لدوري الكرة الفرنسي من شتى القارات لكونه الدوري المؤهل فعلياً للاعب في سبيل التحرك الى هذا المكان أو ذاك، فاللاعب الافريقي أو الجنوب أميركي وحتى العربي يأتي بفنونه الكروية، وتأتي مبادرة صقله التي تحتاج على الأقل إلى موسم واحد أو إثنين، وهي الفترة التي يتم تدعيمه في اللياقة البدنية وقواعدها الكثيرة في سبيل المحافظة على استقرار أداء اللاعب وعدم اصابته بشكل متكرر كما حدث لبعض اللاعبين الاجانب الذين قدموا من دول عربية ومنها الجزائر على سبيل المثال، حيث أن أسلوب الدوري الفرنسي وفرقه في لعب الكرات القصيرة يعزز من قدرة اللاعب على التحرك والتسارع بالحركة مع الحفاظ على فنونه الكروية المنسوبة إليه بل وتطويرها وهذا بالضبط كان واقع رونالدينهو، ومن ثم حتى وإن كانت نتائج فريقه باريس سان جيرمان غير كبيرة إلا أنها لم تكن هزيلة أيضاً، وهذا ما ترك اللاعب بعد موسمين من التفكير في الانطلاقة الى الجوار الاوروبي بحثاً عن خوض البطولات الأوروبية الكبيرة مثل الشامبيونز ليج ، فكان مانشستر الذي لا يهدأ كبير مدربيه السير فيرجسون مواصلاً القدوم الى ملاعب الكرة الفرنسية كما إعتاد على الدوام لاسيما وتلك التي تقرب من الحدود الفرنسية المطلة على بلاده، وكان رونالدينهو منذ أكثر من موسم واحداً من مرابطه الذين يتابعهم عن قرب لاسيما وعمر اللاعب الصغير، وبالتالي تناسب اللاعب وفنونه لأن يكون بمثابة البرازيلي الاول الذي يمكنه النجاح في دوري معضلة العضلات في إنجلترا، إذ أن اللاعب كان قد تمرس على الاداء الاوروبي من خلال باريس سان جيرمان الفرنسي وبالتالي باتت عضلات قدميه يمكنها التحرك دون اكتراث بقوة الاداء الانجليزي، وكان المثال الآخاذ قد حدث تحديداً في كأس العالم الاخيرة قبل عام من الآن عندما أمطر رونالدينهو مرمى الحارس الانجليزي سايمان بهدف ملعوب سماه رونالدينهو من باب المزاح بهدف الصدفة، وفي الحقيقة لا يسدد لاعب مثل رونالدينهو على مرمى خصومه بالصدفة، فهو يفعل وفي عمق ادراكه يكون هناك أمل التسجيل لتقوم انجلترا ولم تقعد في المونديال الذي أبكى سايمان بالخروج من الكأس بعد هدف كذاك الذي عاشه من أقدام رونالدينهو وهو الحارس الذي كان يريد إعادة صورة بيتر شيلتون الى اذهان جماهيره الانجليزية الغفيرة·
وفي الوقت الذي عمل فيه السير فيرجسون على التلويح أمام شقيق اللاعب ورجل أعماله سيسي، وكذلك أمام اللاعب وطموحاته، كان باريس سان جيرمان ورئيسه فرانسيس جراي الذي يرتبط على وجه التحديد برئيس فريق برشلونة الجديد دولابورتا يواصلان الاتصالات على أمل قدوم رونالدينهو مقابل انتقال نجمين اثنين ضمن صفقة انتقاله، وهما الارجنتيني ريكلم والفرنسي كريستنفال الذي ذهب مؤخراً الى مرسيليا، والى جانب هذه الاتصالات كان باريس سان جيرمان يدغدغ فرحة رئيس فريق ريال مدريد بإمكانية البيع غير العاجل أي يتم الاتفاق الضمني هذا الموسم على أن يتحقق في الموسم المقبل وكانت هذه المناوشات ضمن حيز الاحتياط الذي يوفر لباريس سان جيرمان امكانية التحرك أمام مخالب قيادة الحسابات في رابطة الاندية الفرنسية التي تساءل أي فريق لايقدر على الايفاء أمام مستلزمات موسمه والتي يمكنها فوراً اتخاذ قرارات جريئة جداً قد تطول سمعة النادي بأكمله بل حتى هبوطه الى درجات كروية دنيا، ولطالما مفتاح الامان كان موجوداً جاء السير فيرجسون الى باريس بعد أن كان قد قطع وعوداً كثيرة أمام إدارة الفريق الفرنسي الماضية وحتى الجديدة بالإيفاء في عقد يصل الى 30 مليون يورو كقيمة للانتقال ·· لكن في هذه الزيارة التي جاء فيها فيرجسون ومديره الاداري كانيون للجلوس على مائدة المفاوضات بحضور شقيق اللاعب ومدير أعماله وكذلك رئيس فريق باريس سان جيرمان للحديث على مواصفات العقد دون التطرق الى قيمته مع رئيس الفريق الفرنسي وكأن الامر لايعني الفريق الفرنسي بقدر ما يعني اللاعب البرازيلي، الامر الذي لم يحتمله رئيس باريس سان جيرمان الذي وصف زيارة فيرجسون لحضور الاجتماع وسماها بدعوة لزيارة النجم فيرجسون مع أن هذه الاجتماعات عادة لا تدخل فيها هذه المواصفات التي يجلس فيها الجميع على طاولة واحدة بالتساوي لإن المصلحة تعني بالجميع، هذا دون الحديث عن اقامة مباراة كروية بين الناديين يذهب ريع حقوقها التلفزيونية لباريس سان جيرمان ليصبح العقد بقيمة 33 مليون يورو بدل الثلاثين لكون فريق باريس سان جيرمان يريد تعويض المبلغ الذي دفعه لفريق اللاعب البرازيلي جيرميو على الاقل، لاسيما وأن الربح الكبير في هذه الصفقة لن يذهب لباريس سان جيرمان، وانما لشركة تجارية يرأسها جان كلود دارمون وهي التي حددت تعويض أكثر من عشرين مليون يورو لحساباتها في حال ترك اللاعب لفريقه قبل عام ،2005 وشركة دارمون المسماة بسبورت فايف المتجانسة بين الصورة الدعائية، وحقوق النقل التلفزيوني نصت في عقد موثق مع إدارة الفريق الفرنسي القديمة لتطل به على نجم باريس سان جيرمان واللاعب الوحيد الذي يمكنه أن يحقق الصفقة بين لاعبي الفريق وهكذا·· باتت آلام باريس سان جيرمان وادارته الجديدة تنزف خاصة بعد رفض اللاعب قبول الانضمام للتدريب في معسكر الفريق المقام حتى يوم أمس الاول بالقرب من جبال الالب وسط شرق فرنسا بمدينة إيكس ليبان، الامر الذي أزعج تماماً مدربه الجديد البوسني وحيد خليلوزيتش·
هكذا كان لوقع الخبر على ادارة فريق مانشستر يونايتد التي اعتقدت أن فريق باريس سان جيرمان بأشد الحاجة للمال العاجل، الامر الذي كذبته أوساط الفريق الباريسي، وكذلك إستهتار إدارة مانشستر بالرئيس الجديد لفريق باريس سان جيرمان فرانسيس جراي الذي كان يعلم بقدرة برشلونة على الشراء·· هذه الفكرة التي غابت تماماً عن إدارة مانشستر يونايتد التي كانت تمتلك تأكيدات غير صحيحة عن صحة الفريق الاسباني المالية، ليتم الاتفاق ويعرض الموضوع أمام اللاعب وكأنه الامر الواقع، هذا الامر الذي كان يحبذه رونالدينهو لكون برشلونة بالنسبة له يعتبر أفضل بكثير من مانشستر للطرق بقوة على بوابة النجومية العالمية، وهكذا ذهب رونالدينهو للحديث مع زملائه المقربين في المنتخب البرازيلي الذين لعبوا لبرشلونة ومنهم رونالدو وريفالدو الذين قدموا له ما يلزم من النصيحة التي جاءت كما يحلوا لآمال رونالدينهو الذي قبل دون تردد إعتلاء سلم الطائرة المتوجهة الى ملعب نيوكامب بدل ملعب واتفورد، ولقاء جماهير البرثا بدل الريدز لتبقى إطلالة رونالدينهو ذات نكهة خاصة في الملعب الذي يداوم فيه 120 الف متفرج في عطلة كل أسبوع للنادي الذي يريد العودة بقوة لإعتلاء صدارة الدوري بعد مواسم الانتصار لريال مدريد ·· وهكذا هي كرة القدم دروس وإنتصارات ·· وكذلك نجوم·