آفات النفس واللسان
إن ضعف الوازع الديني وقلة مخافة الله من أهم اسباب آفات اللسان ، بجانب مسايرة الأصحاب أو مجاملتهم ومساعدتهم على الحديث ، فمطلوب من هذا الإنسان أن يكون مع اصدقائه في السراء والضراء ، ويخوض معهم في ذكر العيوب ـ ـ ـ ولو فكر الفاعل في حسرته وجنايته وخسارته وخزيه يوم القيامة ، يوم يحمل سيئاي من آذاهم بالقول والفعل ، وعرف كيف سيكون حاله ، أنه عرض نفسه لموقف أعظم وأشد ، فسيأخذ الحق منه ويساق تحت سيئاته أمام رب العالمين وعلى الملأ ـ ـ ـ إنها آفة النميمة ، لأن الباعث عليها إما أراد السوء للمحكي عنه أو اظهار الحب للمحكي له ، وحقيقتها افشاء السر وهتك الستر عما يكره كشفه ، وبذلك جمع بين الغيبة والنميمة ، فينبغي أن لاتثق بقوله ولابصداقته ، لأنه لاينفك عن الكذب والغيبة والغدر والخيانة والنفاق والغل والإفساد بين الناس
أما الغيبة فقد ذمها سبحانه في كتابه العزيز فقال {فلا يغتب بعضكم بعضاً } ، وشبه صاحبها بأنه كمن يأكل لحم الميته ، وقال صلى الله عليه وسلم ــ يامعشر من آمن بلسانه ولم يؤمن بقلبه لاتغتابوا المسلمين ولاتتبعوا عوراتهم فإنه من تتبع عورة أخيه تتبع الله عورته ومن تتبع الله عورته يفضحه في جوف بيته ــ
والغيبة ليست فقط أن تذكر أخاك بما يكره حتى لو سمع ذلك ، ولكن يدخل فيها ذكره بنقص في بدنه أو خلقه أو فعله أو نسبه أو قوله أو في دينه ودنياه ، وفي داره وثوبه يعتبر كل ذلك غيبة ، وحدث ولا حرج ، فسير الناس تلاك في جميع الإتجاهات ، وهناك من يسكت ، وهناك من يساهم ، وآخر يزيد ويضيف ، ورسول الله عليه الصلاة والسلام يقول ــ من أذل عنده مؤمن فلم ينصره وهو بقدر على نصره أذله الله يوم القيامة على رؤوس الخلائق ــ
وآفة الوعد الكاذب منتشرة على جميع الصعد ، أقربها في منزلنا ، نعد أبناءانا ونخلف في الوعد ، سواء كان ثواباً أو عقاباً ، ويدخل ذلك ضمن النفاق إلا إذا كان عدم الوفاء بعذر ــ عن عبد الله بن أبي الخنساء قال <بايعت النبي صلى الله عليه وسلم قبل أن يبعث وبقيت له بقيه فواعدته أن آتيه بها في مكانه ذلك ، فنسيت يومي والغد ، فاتيته اليوم الثالث وهو في مكانه فقال < يافتى لقد شققت علي ، أنا ههنا منذ ثلاث انتظرك >
منقووووووووووول
