(( قصـــــور مـــن رمــــــــال ))

قصور رملية يبنيها صبية صغار في الخامسة من العمر كل شوق و لهفة ..على شاطئ البحر تملك وجودهم و تتحول بعد قليل مادة لحوارهم يتطور إلى مشادة ؛
أي قصر أجمل وأيها أقوى ؟ لحظات و يتحول النقاش من الأفواه إلى الأيدي و الأرجل وتغدوالقصور المشيدة أطلال أصابتها لكمة أو رفسة غاضبة ؛
أو بكل سلم بين الشلة يفاجئهم البحر بترحيب حار و عناق بالأمواج فيهدم قصورهم " غاية آمالهم "
هل هذه حياتنا الدنيا و هل بكل ما نملك من عقل و حكمة وتجربة نشبه أولئك الصبية الصغار ؟؟
نتنافس على مال فان أو شهرة كاذبة أو كرسي زائل ..حتى و إن امتدت عشرات السنين ..
ليت الأمر كذلك وليتنا كأولئك الصبية نعبث ببراءة و نتعارك في غفلة من الزمن ..في فسحة طفولة منحنا الله إياها ..
لكن لا ..فنحن في حياتنا الدنيا بكل آمالها و شهواتها..كمن يلحق بسراب بعيد خادع و قاسي ؛
و ما أدق التعبير في قول الله عزوجل.. بسم الله الرحمن الرحيم { كسراب ببقعة يحسبه الظمآن ماءً حتى إذا جاءه لم يجده شيئاً ووجد الله عنده فوفاه حسابه }صدق الله العظيم
و ليتـنا نعيش تلك الكلمات و نتمسكها في أعماقنا كل لحظة و كل ساعة ليذوب فينا الحرص و الجشع والأنانية و الاستعلاء ،
و تختفي من قواميسنا العربية الغيبة والنميمة و الحسد و الحقد ، و تصفو نفوسنا من الرياء و العجب و الغرور ، وتسمو روحنا في ملكوت الله و في ظل عرشه ؛
فنبني في دنيانا بيوتاً عامرة بذكر الله و نبني في الجنة قصوراً خالدةً بإذن الله ..