هذا هو الله سبحانه ....فاعرفوه
في احدى زياراتي لفرنسا كنت في محاضرة تتحدث عن الغيبيات حيث صال وجال المحاضر في امور كثيرة خطرة كان أهمها توصيل معلومه بان الكون كله يسير وفق قانون عرضي بمعنى انه لا يقوده احد وانه تشكل في محض الصدفه .. وقد تضايقن صديقاتي من هذا المحاضر وجائتني احداهن غاضبه وقالت ياافراح لم لا تردين على هذا المحاضر لم الصمت والسكوت .. هل اعجبك كلامه .. ولم اتكلم .. وانتظرت حتى انتهى المحاضر من كلامه وبدأت الاسئله وكان معظمها تصب في صالح المحاضرة .. كان الموقف بالنسبة لنا شديد الصعوبة حيث الكل من أهل المادية ومن اهل المذاهب والافكار المشوشة .. وجاءت صديقتي ثانيه ويبدو انها هذه المره قررت امرا فقالت لي ياافراح ان لم تردي على هذا المحاضر فلن نتكلم معك وسنقول انك بنت ماديه علمانيه مجرمه مثلهم .. فرفعت يدي وطلبت الكلام .. ثم اعتليت المنصه وقلت .. سأوجه كلامي للمحاضر وارجو منه أن يجيب علي .. وقلت .. كلكم تعرفون ان العقل يحكم ضمن الحواس الخمس واي اعاقه بها فان العقل وقتها لن يستطيع اعطاء حكما صحيحا .. ولنفرض مثلا .. اني احضرتك في مكان ما وقلت لك اخبرني ماذا داخل هذه الغرفه .. فانك لن تستطيع الاجابة ولكن لو سمعت كحه فانك تعرف من صوت الكحه ان شخصا في الغرفه بل تحدد من صوت الكحه اذا كان بنت او شاب بمعنى انك تحدد جنسه وربما سنه ايضا .. ... اذن مادام العقل محصورا في الحواس الخمس فكيف له ان يحكم مارواء الماديات .. كيف له ان يحكم على حقيقه مخفية عنا في السديم الاعلى الذي يبعد عنا مليارات السنين الضوئية .. وموجود اثارها بيننا .. فانبهر الحضور .. ولم يرد المحاضر .. فقلت له .. لو شخصا ما قال لك ان في فرنسا حدثا مثيرا فهل تصدقه .. بالطبع سوف تتشكل لك درايه مؤقته يصورها لك العقل من خلال السمع .. وبالتالي فان العقل لن يستوعب هذا الحدث كونه حكم من مادة واحدة من المواد الخمس ولكن هل هذه هي كل الحقيقة .. وبذات الوقت هل يعني هذا انه غير حقيقه .. وهل يعني هذا اننا يمكننا ان نكذب هذا الخبر .. فسكت الحضور .. وقلت لهم .. ان العقل يستوعب الاشكال المادية بحكم ميراثه الاجتماعي وبمنظوره العرفي والتطوري وبما لديه من مخزون ذاكري لكنه لا يمكن ابدا ان يصل لعلوم فائقة التعقيد ودليلنا ان الكثير من اسرار الجسم المادي لم يصل لمعرفته العقل حتى الان .. فكيف يمكننا ان نطلب من العقل ان يحكم في ذات عليه تفوق العقل وتفوق الوجود كله .. وقلت .. ان العقل يحكم من خلال التواجد المكاني واحيانا يحكم من خلال التخاطر الروحاني .. واذا نظرنا في التخاطب الوجداني فاننا نرى ان العقثل يميل في وجود قوة عظمى تدور هذا الكون وسألتهم فجأة .. اليس في عقولكم شيئا ما من هذه القوة الموجودة حولنا .. فاصيب
الجميع بهمهمه .ز وقلت لهم .. افتحوا اياديكم وانفخوا بها .. هل تحسون بالهواء .. فان كنتم تحسون فيه فهل ترونه .. ان العقل خكم بوجود الهواء برغم انه لم يره .. فلم لا تحكمون بوجود الله سبحانه وهو موجود في وحدة خلقه ولكنكم لا ترونه .. انظروا للشمس فوقكم وامشوا تحتها سترون ظلكم .. لقد حكم العقل بوجود الشمس من رؤيتكم لها وحكم العقل بوجودها من وجود الظل المرافق لها .. ولكن هل يرى ماحول الشمس .. هل يرى من ادار هذه الشمس .. هل يرى من هو الذي اوجد الشمس .. فصرخ احدهم وقال .. انه الله .. انه الله
قلت نعم .. انه الله سبحانه .. يتجسد وجوده في وجودكم ومرئيات خلقه .. وعجيب صنعه .. انه المتفرد في كونه وعلمه .. قلت لهم .. انظروا للمايك الذي اتكلم منه انه يضخم صوتي لكم كي
تسمعونه .. لكن كيف تم هذا انه ينقل ذبذبات موجودة ويضخمها من خلال اسقاطها علستقبالات
جاهزه .. فهل رأي مصنعها هذه الذبذبات .. انه لم يرها .. فكيف ضخمها .. ان كنتم تؤمنون بهذه الذبذات من حولنا ونحن لا نرها .. فلم لا تؤمنون بالله سبحانه ونحن نرى خلقه وعلمه ويده في كل شي من حولنا ... وقلت ان مشكلتكم انكم تبحثون في ذات الله سبحانه وهذا امر من الصعب تحصيله لاننا لم نخلق كي نراه انما خلقنا كي نتعرف عليه بالغيب وقد وضع بنا ادوات نستطيع من خلالها التعرف على وجوده من خلال موجوداته ومخلوقاته واثار ابداعه وصنعه في ارضه وفضائه .. ثم نزلت من المنصه ... ولم يتكلم المحاضر .. ولم يرد المحاضر .. ونظرت لصديقاتي فوجودت رقرقة الدموع في عيونهن .. فابتسمت .. وقلت حتى الدموع تعرف الله سبحانه .. انها تنهمر من خشيته وعظمته ..
