بلاتر: كرة القدم لم تعد رياضة نظيفة

المنشطات ووفاة فو أسوأ ما في العام الحالي بلاتر: كرة القدم لم تعد رياضة نظيفة
شهد عالم كرة القدم حدثين ينتميان الى المستقبل في نهاية عام 2003 الذي ربما تسعد اللعبة الشعبية الاولى في العالم بأن تراه يطوي اوراقه.
ووجهت قرعتا نهائيات كأس اوروبا في البرتغال 2004 والدور التمهيدي لنهائيات كأس العالم 2006 في المانيا الانظار نحو المستقبل لكن كثيرا مما حدث خلال الاثني عشر شهرا المنصرمة لن يترك انطباعا جيدا دائما في عالم كرة القدم.
وستميز وفاة لاعب الكاميرون الدولي مارك فيفيان فو بعد سقوطه اثناء مباراة في نصف نهائي كأس القارات امام كولومبيا في فرنسا في يونيو عاما سيئا لكرة القدم.
ولم تتحسن الامور بحلول نهاية العام حين اعترف رئيس الاتحاد الدولي لكرة القدم ''الفيفا '' سيب بلاتر لاول مرة بأن كرة القدم تواجه مشكلة متزايدة مع المنشطات.
واعترف بلاتر بأن كرة القدم لم تعد ''نظيفة '' فيما يتعلق بالمنشطات وان صورة الرياضة تضررت من الافتقاد الهائل للاحترام سواء داخل الملعب او خارجه.
وكان لكلماته التي جاءت في اطار خطبة لاذعة في فرانكفورت في مطلع ديسمبر الجاري صدى خاصا في انجلترا حيث ابتليت كرة القدم بمشاكل خارج الملعب.
وعانت كرة القدم الانجليزية التي تحظى بتغطية اعلامية واسعة في مختلف انحاء العالم من فضيحة اغتصاب وخلاف حول اختبارات المنشطات استقطب الاهتمام.
وقد اجتذبت المرتبات الضخمة التي تقدمها اغلب الاندية في الدوري الانجليزي الممتاز كبار اللاعبين لكن كثيرا من اللاعبين الانجليز الشبان الموهوبين الذين يكسبون 20 الف جنيه استرليني ''35 الف دولار '' اسبوعيا بينما تخطوا العشرين بالكاد يجدون صعوبة في التوافق مع مثل هذه الثروة.
واتهم لاعب بالدوري الممتاز بالاغتصاب وتورط اخرون في لقاءات جنسية في فنادق بينما فرضت عقوبة الايقاف ثمانية اشهر وغرامة مالية على اللاعب الانجليزي الدولي ريو فرديناند من مانشستر يونايتد وهو اغلى مدافع في العالم ''30 مليون جنيه '' لانه ''نسي '' الحضور لاختبار منشطات مقرر.
ونالت دول اخرى حظها من مشاكل المنشطات ايضا ومنها ايطاليا حيث كان محمد كالون مهاجم انترناسيونالي واحدا من عدة لاعبين ثبت تعاطيهم عقار الناندرولون المحظور او مواد ذات صلة. ووقعت هذه الحوادث بينما يتردد الفيفا في تطبيق معايير الوكالة العالمية لمناهضة المنشطات في حالة المخالفات.
ويبدو ان الفيفا والوكالة حلا اغلب خلافاتهما لكن مشكلة المنشطات في كرة القدم خرجت الى العلن بالفعل واصبح لزاما التعامل معها بصورة عاجلة.
وعلى البساط الاخضر كانت ما تزال هناك بعض المباريات العظيمة ومباراة كلاسيكية صغيرة في نوفمبر حين فاز ميلانو على ديبورتيفو كورونا 8-3 في دوري الابطال.
واحيت هذه النتيجة ذكرى ايام قديمة حين بدأت مسابقات كرة القدم بين الاندية الاوروبية قبل نحو 50 عاما.
لكن الامر الاكثر نمطية لعام 2003 كان التعادل بدون اهداف في اسوأ نهائي لدوري الابطال منذ سنوات.
وفي غياب بطولات كبرى طوال العام ضمت المباراة الكبرى فريقي ميلانو ويوفنتوس الايطاليين في مانشستر المحايدة.
وبدلا من تقديم مباراة كلاسيكية قدما مباراة عقيمة رتيبة انتهت بالتعادل الذي حسم بركلات الترجيح لصالح ميلانو. وغط بعض المشجعين في المدرجات في النوم ونقلت كاميرات التلفزيون صورهم.
وعلى صعيد اخر زادت الفجوة بين الاندية الغنية مثل ميلانو ويوفنتوس والاندية الافقر.
وكان ليدز يونايتد بين عدد من الاندية الاوروبية التي تواجه الخضوع لادارة قضائية وربما الاغلاق في ظل رقم قياسي للديون الانجليزية بلغ 80 مليون جنيه استرليني.
وبلغت ديون تشيلسي 60 مليون جنيه الى ان ظهر المليونير الروسي رومان ابراموفيتش كمنقذ مالي لهم. واشترى ابراموفيتش الديون واستثمر اكثر من 100 مليون جنيه في شراء لاعبين جدد في اول ستة اسابيع من قيادته للنادي.
واصبح المال اكثر من اي وقت مضى يملي النجاح او الفشل في كرة القدم. ويستثمر شيوخ في قطر يحبون كرة القدم الملايين في اللعبة وقد تبدأ الاموال العربية قريبا في التدفق كاستثمارات في الاندية الاوروبية المتعثرة ايضا.
واحد الاثرياء هو كابتن المنتخب الانجليزي الشهير ديفيد بيكام الذي انتقل من مانشستر يونايتد الى ريال مدريد مقابل 25 مليون جنيه استرليني وسرعان ما حقق لناديه الجديد ربما ما يفوق هذا المبلغ بعد بيع حوالي مليون قميص تحمل اسمه للمعجبين في مختلف انحاء العالم.
وتحققت اعلى المبيعات في اسيا حيث استمر انتشار حمى كرة القدم التي اشعلها تنظيم نهائيات كأس العالم 2002 في كوريا الجنوبية واليابان.
ووقعت اكثر قصص العام حزنا في فرنسا حين سقط الكاميروني الدولي فو ''28 عاما '' في ارض الملعب ولفظ انفاسه في ليون.
وقال الاطباء في وقت لاحق ان وفاته ترجع لاسباب طبيعية تماما لكنها جاءت لتجسد حقيقة ان عددا كبيرا من ابرز اللاعبين يشاركون في مباريات اكثر مما ينبغي.
وعالج الاتحاد الاوروبي لكرة القدم هذه المسألة بتقليل عدد المباريات في دوري الابطال هذا الموسم.
وفي البداية لم تكن الاندية الكبيرة سعيدة بشأن ايراداتها الضائعة. وتضغط تلك الاندية الان على الفيفا والاتحاد الاوروبي لكرة القدم لكي تتحمل الاتحادات الوطنية مرتبات اللاعبين حين يشاركون في مباريات دولية.