من مذكرات عاشق

مذكرات عاشق (1)

أن الصمت إذا ما أحاط بإنسان اكتسى هذا الإنسان باللون الأسود فلا تستطيع إن ترى لة ملامح أو تستبين لة شخصية كذلك كان حال تلك الفتاة فهي في قمة الأناقة تجلس في هدوء في الشرفة المجاورة لمنزلي وكان ما يثير تعجبي أنها تظل على صمتها فترات طويلة دون إن تتحرك عيناها بعيدا عن السماء وكبالأفق ث عن شيء بالأفق

ظللت على حيرتي لفترة ليست بقصيرة حتى أظن أنة قد أخطا بصرها وانتبهت إلى..

نظرت في عيناها ورجعت خائبا ولم استطع إن استشف اى شىء من نظراتها او المس اى شىء بداخلها يمكن ان يتضح من نظراتها فقد كانت نظراتها غامضة لحد بعيد ..

ولما جذبني غموض تلك الفتاة قبل جمالها حاولت ان اجمع بعض المعلومات عنها من خلال جيراننا او احد لة صلة بأهلها وبالفعل سعيت لذلك وكانت النتائج غريبة بعض الشيء فهي منذ نعومة أظافرها منعزلة بنفسها عن الوسط الاجتماعي برغم من تعليمها ووصولها إلى المرحلة الثانوية إلا أنها لا تملك أصدقاء حتى اختلاطها بأسرتها كان ضعيف جدا فهي لا تجاذبهم إطراف الحديث إلا قليل كما أنة يقال عنها أنها عاشقة للرسم

دفعني فضولي لمتابعة تلك الفتاة في فترات جلوسها في الشرفة فهي لغز يستحق المتابعة وجمال يسترعى الانتباة ومن خلال متابعتي لها استطعت بعد عدة شهور إن استرعى انتباهها واستطعت إن اخذ الكثير من نظراتها اتجاهي وما إن نظرت إلى حتى شعرت بأنها تأخذ منى ما تريد الاستفسار عنة وشعرت أنها فهمت سر جلوسي إمامها وعرفت أنة إعجاب بجمالها واستفسار عن صمتها

ومع هذة النظرات استطعت إن استشعر هزة المرة ببعض الأحاسيس المختلفة تجاهها وبدأت افهم أنها انسانة رومانسية للغاية ورقيقة

وبعد عدة أسابيع من تبادل النظرات رايتها تتحرك باتجاة نهاية شرفتها وألقت إلى بورقة صغيرة سقطت في شرفتي وما إن أمسكت بتلك الورقة عرفت باننى سأعرف الكثير من لغز تلك الحسن الصامت وسرعان ما قمت بقراءة الورقة وكان مكتوب بها00

( إن طير أراد أن يحلق بسماء العشق الرحيبة فضاقت علية السماء )

وما إن قرأت تلك الورقة احترت في مغزاها وكالعادة انتظرتها اليوم التالي في الشرفة ولكنها لم تظهر في ذلك اليوم على غير عادتها وبعد عدة أيام جاء النبأ المفجع بأنها انتقلت إلى السماء الرحب سماء الآخرة.. منتحرة

وتركتني وسط دموعي ...