قصة معاناة فلسطيني في السجون الأميركية .. أُجبر على أكل الخنزير وتعرض لمحاولتي قتل

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله

قصة معاناة فلسطيني في السجون الأميركية
أُجبر على أكل الخنزير وتعرض لمحاولتي قتل
كشف مواطن فلسطيني من احدى قرى محافظة جنين المحتلة، النقاب عن تعرضه لابشع صنوف التعذيب والتنكيل والاهانة والمس بمشاعره الدينية والانسانية اثناء تواجده في الولايات المتحدة التي تسمي نفسها ببلد «الحريات»،وذلك بين عامي 2001-2002.

وقال المواطن انه تشجع الآن فقط بالكشف عن ما حدث له بعد ان ضاقت به الدنيا ولم يعد يقوى على تحمل كتمان ما ذاقه من اهانة واذلال، الامر الذي ما زال يجثم على صدره كالصخرة.

لكنه فضل عدم الكشف عن اسمه او نشر صورته خشية من ان تصبح قصته على كل لسان في قريته المحافظة، خاصة وانه ارغم على تناول لحم الخنزير الذي يحرم الدين الاسلامي اكله، وقال المواطن: «توجهت الى ولاية تكساس في اميركا يوم12 أغسطس 2001 لزيارة اقاربي وهناك تزوجت من شابة اميركية وقبل انتهاء فترة اقامتي القانونية.

واذا برجال ال«اف بي اي» وسلطة الهجرة يداهمون الشقة التي كنت اسكن فيها واصطحبوني معهم للتحقيق وقام المحققون بأخذ كافة المستندات مني وادخلوني الى غرفة التحقيق، ورفضوا اعطائي حراما لاغطي نفسي به، حيث كان البرد قارسا جدا وبدأ محقق سلطة الهجرة بتحذير زملائه المحققين مني ويقول «احذروا من هذا الفلسطيني انه ارهابي يقتل الاسرائيليين».

واضاف يقول: «اثناء فترة السجن التي استمرت خمسة اشهر ونصف، كانوا يقدمون لي لحم الخنزير كوجبة للاكل في الصبح والظهر والمساء، وعندما قلت لهم انني انسان مسلم ومحرم علي اكل لحم الخنزير كانوا يردون علي بان هذا ما عندهم من طعام».

ونتيجة للاوضاع المزرية التي عاشها داخل السجن تدهورت حالته الصحية وعانى من عدة وعكات صحية وامراض جلدية وارتفاع بضغط الدم، والتهاب في المفاصل بسبب البرد القارس، اضافة الى معاناته من ضعف النظر بسبب اضاءة غرفة السجن بشكل دائم ليلا ونهارا بمصابيح من نوع«نيون».

ويتابع المواطن الفلسطيني سرد حكايته ويقول «لقد عمد احد محققي سلطة الهجرة خلال فترة سجني الى نشر تقارير صحافية ضدي وكان يصفني بالفلسطيني الارهابي واتهامي بانني تزوجت من اميركية متخلفة عقليا فقط بهدف حصولي على الجنسية الاميركية، وهذا شيء غير صحيح فكيف يعقل ان اتزوج من انسانة متخلفة عقليا،ولو كان هذا صحيحا لرفض القاضي اتمام عقد الزواج، ثم ان زوجتي كانت متزوجة في السابق ولها اربعة اطفال، ومعها رخصة قيادة سيارة، فهل انسانة كهذه متخلفة».

وتابع: «النشر في الصحف الأميركية أساء لي كثيراً داخل السجن وتعرضت لمحاولتي قتل من السجناء بعد أن قرأوا ما ذكر في الصحيفة التي تعمدت سلطة الهجرة ادخالها إلى السجناء».

وبعد ان قضى ثلاثة اشهر في سجون سلطة الهجرة اصدر قاضي احدى المحاكم قرارا بالافراج عنه وترحيله الى فلسطين، وكان هذا في يناير من العام الماضي 2003 ويقول «لم تستطع المحكمة اثبات الادعاءات بانني تزوجت من سيدة متخلفة عقليا وتزويري عقد الزواج وتبين لي ان الهدف من كل هذه الزوبعة كان طردي خارج الولايات المتحدة الاميركية.

خاصة ان العرب اصبحوا غير مرغوب فيهم، بعد احداث الحادي عشر من سبتمبر وازدياد الكراهية للعرب والمسلمين في اميركا، وقد اصدر القاضي قرارا بطردي ومنعي من دخول الولايات المتحدة لمدة عشرة اعوام وطلقني من زوجتي علما ان زواجي منها كان زواجا مدنيا».

رام الله ـ عبدالرحيم الريماوي البيان الاماراتية