أخبار سياسية آلاف النساء في مظاهرة « الحجاب يتحدى

آلاف النساء في مظاهرة « الحجاب يتحدى » في الناصرة

شهدت مدينة الناصرة، يوم السبت الماضي، مظاهرة نسائية تحت عنوان « الحجاب يتحدى »، شارك فيها ما يزيد عن ثلاثة آلاف امرأة وفتاة، من جميع انحاء البلاد، تعبيرا عن الموقف الملتزم بلبس الحجاب كأمر الهي، واحتجاجا على قرار الحكومة الفرنسية منع الحجاب للطالبات المسلمات في المدارس الرسمية .
انطلقت المظاهرة، التي نظمتها ادارة العمل النسائي في الحركة الاسلامية، من ساحة العين في المدينة، عبر الشارع الرئيسي، تتقدمها طالبات مدرسة بلال بن رباح لتحفيظ القرآن الكريم وطالبات حراء في كفر كنا، كما سار في مقدمة المظاهرة قيادات الحركة الاسلامية وبينهم الشيخ كمال خطيب والشيخ هاشم عبد الرحمن، حيث انتهت بعد نحو ساعة في ساحة اللحام في منطقة الكراجات، ليعقد فيها لقاء خطابي تولت عرافته الأخت الداعية سامية عكاوي، التي تحدثت عن وجود 20 مليون مسلم في أوروبا وخمسة ملايين مسلم في فرنسا لوحدها، يتعرضون للاضطهاد الديني وان قرار فرنسا سيكون له تداعيات على بقية الدول الأوروبية .
وتحدث الشيخ كمال خطيب نائب رئيس الحركة الاسلامية الذي أكد على اعتزاز الأمة بهؤلاء النساء اللواتي أكدن التزامهن بشرع الله، ولسان حالهن يقول : إنّا بغير محمد لا نقتدي .
وقال الشيخ : نرفع صوتنا من الناصرة الى القاهرة وتونس ودمشق وعمان ثم الى كل العواصم الأوروبية لنقول ان معركة الحجاب هي نصرة لله، فلا نساوم عليها لأن ديننا لا يوضع في المزاد العلني .
وتحدث الشيخ عن انتشار الحجاب في مجتمعنا خلال السنوات العشرين الأخيرة، ولم يعد الحجاب غريبا كما كان في السبعينات .
وأرسل الشيخ تحية الى الأخوات في فرنسا، وكذلك الى الإخوة رهائن الأقصى، وقدم الشكر لأصحاب الأرض التي احتضنت المسيرة، وهم من المسيحيين، ثم تطرق الى لبس الحجاب في مستشفيات الناصرة، ودعا المستشفى الفرنسي أن يحذو حذو المستشفى الانجليزي والمستشفى النمساوي في السماح للممرضات والطبيبات بلبس الحجاب أثناء العمل، كما دعا المدارس الأهلية في الناصرة الى اتخاذ خطوة ايجابية للسماح للطالبات المسلمات بلبس الحجاب داخل المدارس، علما بأن غالبية طلاب هذه المدارس هم من المسلمين، وقال الشيخ :« ننادي المدارس الأهلية في الناصرة والتي تعلمنا فيها ونحبها ونتمنى لها كل خير أن تسمح لطالباتها المسلمات بلبس الحجاب » .
وتحدثت باسم الناصرة الأخت سهر الشيخ خليل التي رحبت بالأخوات المشاركات في المظاهرة، وأكدت على أن هذه المظاهرة هي صرخة في وجه أعداء الحجاب .
ووجهت عريفة المنصة رسالة لشيخ الأزهر تطالبه بالرجوع عن فتواه التي أثارت المسلمين من علماء ومفكرين ومواطنين، وطالبته بأن يتقي الله في النساء وفي المسلمين وخاصة في أخواته وبناته من المسلمات في فرنسا .
وألقت الأخت ليلى غليون - رئيسة تحرير مجلة « اشراقة » قصيدة رائعة حول الحجاب والمعركة الدائرة ضده في فرنسا وفي كل مكان، كما ألقت الدكتورة ميسون من كفر كنا، طالبة الطب في معهد التخنيون، كلمة حول تحصيل العلم والحجاب، الذي لم يمنعها من تعليمها كما يدعي البعض، وتحدثت كذلك الأخت الداعية حليمة تايه من قلنسوة في كلمة مؤثرة ، قالت فيها : كيدوا للحجاب كما شئتم فلن تنالوا منا .
هذا وكانت مفاجأة الموقف، حينما لبست مجموعة من الأخوات الحجاب والجلباب على المنصة، ولم يكنّ قبل ذلك ملتزمات ليؤكدن أن كل محاولات طمس هوية المرأة المسلمة لن تفلح في ابعادها عن دينها، وجاء هذا الموقف ليؤكد عكس ما نادت به المصرية هدى شعراوي - زوجة سعد زغلول، في بدايات القرن العشرين، يوم وقفت وأحرقت الحجاب، وهي تقول أنها بدأت معركة الحرية !!
وفي ختام المظاهرة قدمت فرقة الاعتصام مجموعة أناشيد، منها أنشودة الحجاب، والتي حظيت باعجاب المشاركات .