::::
كانت التساؤلات .. وكانت المبررات ..
وكان ما كان بينهما من الحديث كالذي كان بيني وبين نفسي من العتاب ..
على أعتاب النكسة الأولى وإليكم الواقعة ...
::::::
(( من لا يطرق الباب .. لا يدخل أبداً ))
مالك يا نفس جزعة .. مضطربة .. خائفة ؟؟
لم تكن الدنيا يوماً غاية إهتمامك فماذا أصابك ؟! أوهكذا يفعل السخط !!
ما عهدتك بهذا الأسى .. خطوة ٌ للخلف لا تعني إنسداد الطريق أبداً .. !!
بل هي العزم - بإذن الله - الذي يولد مئات الخطى للأمام ..
::::::
أمسكي بيدي ودعينا نهاجر سويةً .. نهاجر في كتاب الحياة ..
نطوي صفحات ماضيه .. ونقرأ صفحات حاضره .. هو كتاب ..
:::::
ولا بد أن يقرأ .. نحن الآن في صفحة اليوم ..
نقرئها بلهفة وشوق لما سيحدث في الغد القريب .. في الصفحة المقبلة ..
وعندما يأتي الغد نقرأه فيصبح جزءا من الماضي ..!!!
:::::::
يا نفسي أنت ِ واحدة .. بين ملايين النفوس .. لست الأولى ..
ولن تكوني يوماً الأخيرة .. ما أصابك قد أصاب غيرك لا محالة ..
::::
هي أمنا الحياة !!
لها قلب الأم .. لها أحاسيس الأم ..
لها كيان الأم بعظمته وشفقته !! عندما تصفع ابنها لخطأ ارتكبه ..
::::
تسابق راحتها دموع ٌ باردة .. لتمحو أثر الصفعة ..
ففي حقيقة الأمر هي أول المتألمين من هذه الصفعة ..!!
::::
أتذكرين تلك العجوز .. الذي لم تبارح شجرة البلوط تلك .. كان تجلس وحيده
.. مهملاً ..
كنت أضنها قد أصيبت بالجنون أو الخرف ..
كل من مر بها يتنحى عنها ويتجاهلها ..
الكل لا يعيرونها لكيانها إهتماماً .. لقد كانت تكثر الكلام ..
وتصيب الناس بالملل .. والأرق ..
ولكن للآسف !! لم أدرك يوما ما تواريه كلماتها المملة من حكم ..
كانت دائما ما تقول لي بحروف متكسرة :
" يا ابنتي .. من لا يطرق الباب .. لا يدخل أبداً !! "
.. تبا لي ولحماقتي ..
كم كنت جاهلة !! لم أدرك يوما معنى عبارتها ..
لقد أصابت .. فالمحاولة هي أساس النجاح ..
وانعدام المحاولة تعني الوقوف بلا حراك على نقطة الحياة !!
فوق آلة الزمن ..!
::::::
إعلمي عزيزتي أن ما أصابك لم يكن ليخطئك
كما أشار المصفى عليه السلام .. فلم الحزن إذن ؟
تذكري بأن الله هو مالك الملك ..
الأرض أرضه .. والسماء سمائه .. والرزق من عنده ..
وكل الأمور بيده سبحانه .. فلم الإبتئاس ؟
ولم الحزن ؟
عجبا لنا أشد العجب بنوا البشر !!
:::
وداعا أيتها النفس المحبطة .. فأنا راحلة إلى المجد وعالم الأحلام والطموح ..
إن أردتي مرافقتي فانفضي عنك غبار اليأس ورتوش الإحباط ..
وتشبثي بي حتى أنال مرادي ..
وإن أبيتي وآثرتي القعود فلكي ذلك .. سأرحل جسدا وأترك نفس ..
لأنني راحلة لا محالة !!
فهي صفحة الزمان التي اخبرتك عنها منذو قليل !!
لا تترك أحدا ......
