الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على أشرف النبياء والمرسلين نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين ............................... ( أما بعد )
أحبتي الكرام :
حدثنا الشيخ أسد الغابه : لا أدري , أحياناً تأتيني حالة غريبة , أريد أن أتخاصم بل أتشاجر مع مصلٍ , داخل المسجد , وأتمنى أن أظهر ما عندي من حركات موجعة , ( تدربتها ) ولم أطبقها عملياً .
قد يقول , قائل , مالكَ , هوّن عليك , وما عهدنا منك هذا .
فأقول : لا تلم صاحبك , فمن لم يستحي مع الله , ثم يستحي من خلقه الذين يأتون إلى بيته , يريدون ما عنده .
فلا تستح منه , وليس أهلاً للحياء والكرامة .
نعم أحبتي , يتكرر معي , دائماً , هذا الموقف , ولست أعني من دخل المسجد ونسي الجوال ولم يغلقه أو يضعه على الصامت , ثم تأتيه مكالمة فيغلق الجهاز , بسرعة , ويخفق قلبه خوفاً وفزعاً , وينتهي الأمر .
إنما أقصد من تجاهل الفتاوى الصادرة بتحريم النغمات , ولم يلق لها بالاً , وذاك الذي تأتيه المكالمة , وتسمع النغمات والألحان المخزية , والتي يطرب لها قلب الإمام قبل المأموم !! لولا أن يربط الله على قلوب عباده المصلين .
ويذهب خشوع الفريضة والذي يجاهد أكثرنا للإمساك ولو بطرفه , بسبب نغمات هذا الشخص الغير مبالي لحرمة المكان , والأشخاص . وقبل ذلك عظمة الجبار , وأشغل عباد الله بجهازه .
سبحان الله , وما ألطفه, وما أوسع حلمه سبحانه على عبيده .
لو قيل لنا قبل عشر سنوات , أن الأغاني سنسمعها في المساجد , لقلنا لمن يحدّث بذلك كذبت وخبت وخسرت . فكيف يحدث ذلك , وأين الناس , وأين أهل الخير , والله لو أن الخير سيعدم في ذلك الوقت !!
واليوم نسمع مع كل فريضة لحن فريد وأغنية جديدة . وللأسف لا نجد من ينكر هذا المنكر الشنيع , إلا نادراً . وعلى استحياء !!
وأنا لا أستغرب , الآن , لو قال لي قائل : إن النساء خلال سنوات سيرقصن في المساجد !! , فأقول : كل شيء جائز , وهو أمر وارد , طالما أننا تعاملنا مع الموسيقى والمعازف بهذا البرود .
فاليوم , خرج علينا , الجوال ذو الكاميرا التي تلتقط الصور , وغداً جهاز , يخزن به أثناء النغمة , مقطع مصوّر , فالبعض سيضع محاضرة للشيخ الفلاني !! , أو كلمة حماسية للمجاهد الفلاني , والأكثر سيضع الراقصة والمغنية الفلانية , وهكذا تسير المنكرات نحونا بسرعة الغزال , ونتعامل نحوها بسرعة السلحفاة !!
أين الرجال , أين أهل الغيرة , من إذا سمع هذا المنكر الشنيع في بيوت الله , أنكره بما يستطيع .
والله إني أجزم أن أحدنا لا يقبل أن يأتي , كائن من كان , ويرمي في بيته مسجلاً مرفوعاً عليه , لمقطع موسيقي ّ , ولكم أن تتخيلوا حاله عندما يعلم بذلك , وكيف سيثور الدم في عينيه , يريد الإنتقام لمن تجرأ على بيته !! وتعدى حدوده !!
فكيف حالنا معاشر الأخوة , بمن تجرأ على بيت الله ؟؟؟ ألا نفشل من برودنا القاتل ؟؟؟
الإجابــــة :
الحال , أنظر , إلى مشاعرك , وقلبك وجوارحك , بعد سماعك لمقطع موسيقي , في الفريضة القادمة التي ستؤديها في مسجد حيـّـكم .
أخيــــــــراً :
المضحك المبكي , كنت في أحد المساجد ونصلي على جنازة , يغفر الله لأموات المسلمين , وكان المسجد مكتضاً بالمصلين ولله الحمد , وإذا نحن في أثناء الفريضة نسمع نغمة بشعة , وبصوت عالٍ , وكأننا في – مرقص – أعزكم الله , لا في مسجد , تكررت هذه النغمة كثيراً , ولا يُعرف صاحبها , والسبب الشخص القريب الذي تقاعس عن أداء النصيحة بالإنكار على صاحب النغمة المقلعة .
بدأت الصلاة على الجنازة , تكرر النغمات , وصاحبنا مستمر في عدم إقفال الجوال , حتى – وأنا متأكد – إنشغل الجميع بهذه النغمة , والمفروض أننا ننشغل بالدعاء لهذا الميت !! وليت شعري , ماذا يريد هذا الرجل الذي جاء في الأصل ليدعو إلى الميت بالمغفرة والرحمة والسعة في القبر ؟
فلا هو دعا , بسبب كثرة إنشغاله بالجهاز , ولا هو ترك المسلمين يدعون للميت . وبعد إنتهاء الصلاة , قام أحد المصلين , في وسط المسجد ورفع صوته , وذكر هذا الذي أشغل نفسه وأشغل المصلين بالله , فلعله ينتفع من هذا النصح .
ولعلنا ننتفع جميعاً من هذه الأسطر , بأن نكافح هذه " الظاهر " الغريبة , ونتشجع بإنكارها وبالتي هي أحسن , وأن نحث أئمة المساجد على توجيه الناس , والمداومة على إنكار هذا الفعل . وإلا , فانتظروا الرقص !!
أقول :- مصيبة عظمى هي {{ غياب الوعي الإعلامي }} في بعض مسائل تهم الأمة مثل مسألة تحريم النغمات نجد ونواجه ونقابل يومياً من يستنكر ويستغرب { تحريمها } وتجد البعض يسأل من ينكر عليه أن ينصحه بقوله : من قال أنها حرام ! إذ لا نجد منشورات ولا مطويّات تخصص لهذا الأمر الجل , أيّ لم أجد مطوية ولا فتوى معلقة في بيت من بيوت الله ترتكز على أن – نغمات الجوال محرمة ويقصد بها مبارزة الله سبحانه في بيته , والمشاهد لما يوضع في المساجد من منشورات نجدها أنها تركز على (( مسألة إغلاق الجوال *)) فقط ولا تتطرّق إلى حرمة هذه النغمات ! والكلام موجه للجميع وأخصّ ( العمالة الغير عربية لجهلهم أو عدم إخطارهم ببشاعة هذه المسألة ) ولن تعالج هذه المسألة إلا بوضع جهاز يمنع الإرسال وهذا ليس بحل جذري أو وضع منشور : أمام كل باب مسجد باللغة العربية والهندية والأردو والإنجليزية يكتب فيها أن نغمات وترانيم الجوال ( الموسيقية : حـــــــــرام )
* بجوار الكعبة وبجوار الحجر وبجوار المقام وفي المسعى تسمع الترانيم والمعازف بأنواعها !!
* بجوار قبر ( الرسول صلى الله عليه وسلم ) وفي مسجده ( حدّث ولا حرج ) !!
* في المقبرة .. نسأل الله حسن الخاتمة للجميع ..
ستجدون النغمات والترانيم والآهات بل تطّور الأمر واصبح الجوال يُحمّل أغاني بأصوات من غنّاها حقيقة لا لحناّ بل بصوت الفنان أو الفنانة يتم تسجيل الأغنية وجعلها نغمة للجوال !!
* بعض الشركات أصبحت لا تضع إلا نغمات موسيقية فقط وخير دليل جهاز LG 3000 الجديد لا يوجد به ولا نغمة واحدة تصنف ضمن النغمات الإباحية !!
* كما يجب أن نركز على مسألة الإنكار على صاحب النغمات الموسيقية ولا نخجل من ذلك وليكن بأسلوب حسن !
* أحد الأخوة لديه محل للاتصالات يرتاده من 20-50 شاب وشابه بمعدل يومي يطلبون آخر النغمات ولا يعلم كيف يناصحهم أو ما لطريقة المثلى في تلك المواقف ! فأجاب علّي وفقه الله : بعدم ردهم مباشرة بل يوحي لهم أنه لديه نغمات وعندما يقترب منه يهديه شريطاً أو مطوية أو كتيّب ويقول لي أنه وجد استجابة من الشباب والشابات والزبائن عموماً , ويذكر لي أن بعض ( الشابات ) تقف على باب المحل ولا تدخل وتبادر بالسؤال عن ( النغمة المطلوبة ) فأشار علّي وفقه الله عند السؤال بالإجابة التالية : - الزبون ( شابا أو شابه ) : السلام عليكم .. عندك نغمات ؟ - البائع : النغمات في الجنّة إن شاء الله ويعلم الله أن هذه الكلمة كان لها من الأثر الشيء الذي لا يوصف من التجاوب والتأثير والتذكير
يقول لي أحد الثقات (يملك محل للجوالات ) أن معظم أصحاب محلات الاتصالات يعتمدون إعتماداً ( شبه كلّي ) على مكاسب تحميل النغمات ( ويعتقد أن جُلّهم واكثرهم لا يعلم أن هذه المبالغ التي أكتسبها ( حــرام ) ولا تجوز بل ( سحت ) نسأل الله السلامة .
ويقول لي آخر ( طرفة لا أعلم هل هي تضحك أم تبكي ) يقول : دخل علّي رجل عمره من ( 55-60 ) رأسه أبيض يقول وقف بجانب الباب عندما علم أنني سعودي وقال يا ابني وهو في حالة ( خجل وحياء وانكسار ) مبتسماً وقال يا ولدي ودي أسألك عن شيء ومستحي {{ يا ولدي عندك نغمة { بابا فين } وسكت }} !! يقول والله لم أتماسك من الضحك والتعجب !
* معاناة أصحاب المحلات من مغريات ( بعض النساء ) فبمجرد أن تضع رقم جوالك على لوحة المحل ستجد اتصالات لا حد لها فهذه تطلب ( جهاز جوال ) والحساب آخر الشهر ويذكر لي أحد الأخوة أن فتاة اتصلت عليه في وقت متأخر وقالت أنها تريد جوالا والسداد بعد أسبوعين ومن باب إغراءه قالت : أننا سنتواصل أنا وأنت بالمكالمات هذه الأسبوعين حتى يوم السداد !!
ناهيكم عن جلوس الفتاه عند صاحب المحل نصف ساعة بسبب تحميل آخر النغمات فهذه لا تعجبها وهذه قديمة وهذه ليست شرقية ( أين أباها ! أين أخاها ! أين زوجها ) كيف تترك فريسة لصاحب المحل وغيره كيف !
* أتمنى من الأخوة المشرفين والأعضاء أن يضعوا الحلول المناسبة لدرء هذه الفتن التي حلّت في مجتمعنا ونح لا نحرك ساكناّ إلا ما ندر .
ولعلّي أبدأ بأول الحلول : 1- مناصحة أصحاب المحلات أن المبالغ التي يستوفونها من تحميل النغمات والصور النسائية وصور الفنانات والمشاهير (( حــــــــــرام )) 2- توزيع فتوى – مخصصة لبيان حرمة النغمات والصور الفاضحة ) . 3- نشر ملصق باللغة العربية والأورديه والبنغالية والهندية والإنجليزية ( في الحرم المكي والمدني وجميع بيوت الله ) يوضح أن هذا الأمر خطير وبشع . 4- الإكثار من سؤال العلماء في التلفاز والراديو وجميع وسائل الإعلام عن حكم ( النغمات الموسيقية في الجوال ) كيّ تنتشر حرمتها ويصدع حكمها الشرعي بين الناس وفي كل البلاد والأصقاع . 5- الإنكار على شركات الجوال بوضع نغمات إباحية وتلزم الشركة بذلك ولا يقتصر الجوال فقط على النغمات الديجتال الموسيقية كما في آخر أجهزة النوكيا وLG . 6- تحذير بناتنا وزوجاتنا وأمهاتنا من ( احتمالية تصويرهن في الأعراس والحفلات ) ونشر الصور في الأنترنت وغيرها .
إن أصبت واجدت فمن الله وإن أخطأت فمن نفسي المقصرة المذنبة والشيطان أعاذنا الله وإياكم وجميع المسلمين منه.. والسلام عليكم
أخوكم / جوال زمانه
_________________________
يقول عمر بن الخطاب رضي الله عنه : { لولا ثلاث لما أحببت البقاء في الدنيا واختار منها: إخوة لنا يـنـتـقـون أطـايـب الـكـلام كما يـنـتـقـون أطـايــب الـثـــمـــر } .
