هذا الموضوع اختي كاتبته فحبيت اخذ رايكم فيه اترككم مع الموضوع
السرعة المدمرة
خرج من منزله ... اتجه للعمل ... ذهب مسرعا ... تأخر عن الموعد ... و ابنته تنتظره في مقدمة الشارع ليوصلها للروضة ... فأسرع و أسرع و أسرع .. إلى أن أخذ ابنته إلى طريق مظلم بنفسه .. أخذها إلى بيت لا ضوء و لا أكل و لا شرب فيه !!! أخذها إلى الموت ... أخذها إلى الهلاك ...
كان رجلا يخاف مديره في العمل ، فتوجه مسرعا خائفا من التوجيه و الفصل !! فركب السيارة .. و وضع المفاتيح .. و حرك المقود .. و اصطدم بابنته .. فتطايرت دماؤها الطاهرة في كل مكان .. أسرع سرعة جنونية قادت طفلته البريئة للهلاك .. فحست بروحها تنقبض .. أحست بالموت فرضخت للواقع .. و سقطت قتيلة جراء سرعته القاتلة ..
فكان عند سياقته للسيارة كالنمر المسرع لإصطياد فريسته !! ...و لكنه و للأسف .. لا يعلم أن صغيرته هي الفريسة .. هي الضحية ... و سرعته هي النمر يهدد حياتها ... فماتت .. و هلكت .. و فنت ..
فما ذنب هذه الطفلة البريئة التي تقضي يومها لعبا و مرحا في الطرقات ... و المنازل .. و الجنائن .. و المنتزهات ..؟؟!!
هل لها ذنب بكل ما حصل لها ؟؟!! طفلة بريئة لم تتجاوز السادسة من عمرها ألا يحق لها التمتع بطفولتها و من ثم شبابها و حياتها ؟؟!!
و لكن و للأسف .. أسرع الموت في سلبها .. فرحلت عن الدنيا .. و ذهبت لعالم الأرواح الساكنة .. لطريق اللاعودة مرتجاة منه ..!
و ليتها هي التي رحلت فقط ...بل رحل معها الكثيرون الكثيرون !!! فكم من أسرة عانت من حوادث المرور و السرعة ؟؟! و كم من أسرة احترق قلبها لفقدان أحد أفرادها لهذا السبب ؟؟! الملايين الملايين قد عانوا و صارت دموعهم نهرا غزيرا !!!
فإلى متى سيظل هذا التخلف ؟؟ إلى متى يظل هذا الإنحراف ؟؟ فالقيادة ليس أمرا فكريا فقط ، بل إنسانيا أيضا فالذي يقود يجب أن يكون متحملا مسؤولية قيادته .. فلا يحرم أناسا من شيء بسبب سوء قيادته ، بل يجب عليه أن يقود بطريقة سليمة تحافظ على قوانين المرور و اجتناب الحوادث .
و تقع كل المسؤولية على كل من : السائقين ، و الهيئات المرورية ، فيجب على كل منهما العمل بواجبه اتجاه ذلك ، فعلى الهيئات المرورية القيام بدورها من حيث معاقبة المخالفين و إصدار قوانين صارمة للمنحرفين في القيادة ، و يقع الدور الأكبر على الطرف الثاني و هم السائقون فيجب عليهم التأني في القيادة و عدم الإنحراف فيها ، و القيادة بالطريقة الصحيحة ، و اتباع إرشادات المرور التي تبث عبر وسائل الإعلام المختلفة ، لذا .. فلنتعاون معا ... لتحقيق الأمن و السلام .. فنبني مستقبلا زاهرا .. لأجيال سليمة .
