بسّم ِاللهِ الرَّحمن ِالرَّحِيم
الحمدُ للهِ أعزَّالمسلمينَ باسلامِهمْ ، وأعزَّ إسلامَهُمْ بدَولتِهم ، وأعزَّدَولتَهُمْ بجهَادِهِمْ
وصلِّ اللهُمَّ على نبيِّكَ و حَبيبكَ محمدٍ صلاةً دائمة ًطيبة ً.
و بعدُ أيُّها المسلمون : يقولُ الحقُّ عزَّ وجلَّ في مُحكَم ِالتنزيل ِ:( يا أيُّها النَّبيُّ حرِّض ِ المؤمنينَ علىالقتال ِ، إنْ يَكُنْ منكُمْ عِشرونَ صَابرونَ يَغلبوا مِئتين ِ، وإنْ يَكُنْ مِنكُمْ مِئة ٌ يَغلِبوا ألفاً مِنَ الذينَ كفروا بأنَّهُم قومٌ لا يَفقهونَ )الانفال 65 .
أيُّها الإخوة ُالأحِبَة ُ: يا أبناءَ أمَّةِ ألإسلام ِ، واللهِ إنَّ العقلَ لا يحتاجُ لأكثرَ مِنْ أحداثِ فلوجَة َ الخيرِ لِيُدْرِكَ أنَّ أمريكا نَمِرٌ مِنْ وَرقْ ، وأنَّ جُنودَهَا يُحِبونَ ألحياةَ و يَحرِصُونَ عليها ، كما يُحِبُّ المجاهدونَ الموتَ و يَحْرِصُونَ عليهِ ، وليسَ و اللهِ أدَلَّ على ذلكَ إلاَّ مَشاهِدَ المارينز ، وَهُمْ يَفِرُّونَ مَذعُورينَ مَدحورينَ في مَقادِيشو بالصُومال ِ، لا يَلوونَ على شيءٍ و قدْ أسقِط َ في أيديهمْ ، يَطلبونَ النجاةَ مِنْ قيادَتِهمْ لِيُخْرِجُوهُمْ ، لا نقولُ ذلكَ واللهِ ولا نَستَذكِرُهُ فخََارَاً ، وإنْ كانَ مِمَّا يُفتخَرُ بمِثلِهِ، وَ قد حُقَّ لنا االفخَارُ، وليسَ أدَلَّ على ذلكَ كذلِكَ،ما كانَ سَبَبَاً في اندِحَارِ أمريكا بعدَ أنْ قامَ أحدُ شبابِ المسلمينَ بتفجيرِ نَفسِهِ فيهمْ ، وغيرِ ذلكَ مِنْ الشواهِدِ الكثيرَ الكثير. فالنَّصرُ صَبرُ ساعَةٍ ، و ثباتٌ في المعركةِ. وصدقَ اللهُ العظيمُ إذ يقول :( يا أيُّها الذينَ آمَنوا إذا لقِيتُمْ فِئَة ًفاثبُتوُا ، واذكُرُوا اللهَ كَثيراً لعَلكُمْ تُفلِحُونَ)الانفال 45 ،
وَ خيرَ ما نَستشهدُ بهِ بعدَ قول ِالله ِ، ما أوصَى بهِ رَسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم المسلمينَ يومَ بدرٍ حينَ قال: ( واللهِ لا يُقاتِلُهُمُ اليومَ رَجُلٌ مِنكُمْ ، صابراً مُحتَسِباً ، مُقبلا ًغَيرَ مُدبرٍ،إلاَّ أدخَلهُ اللهُ الجنََّة) .
أمَّا ما يُرَدِدُهُ حُكامُ المسلمينَ المُتَوسِلِينَ ، بألسِنَةِ الذُّلِّ و الصَّغَارِ و يُعلِنُونَهُ مِنْ غَيرِ حَياءٍ مِنَ اللهِ ولا مِنْ أمَّتِهمْ ، أنْ لا طاقة َلنَا بأمريكا ولا قِبَلَ لنَا بهَا ، ولا نَملِكُ إلاَّ أنْ نَفتَحَ أمامَهَا مَطاراتِنَا و أجوائَنَا و مَعابرَنَا (كبُرَتْ كلِمَة ًًتخرُجُ مِنْ أفواهِهمْ ،إنْ يَقولونَ إلا كذِبَا )الكهف 5 فإنَّ أحداثَ الفَلوجَةِ قدْ صَفَعَتهُمْ أوَّلَ ما صَفَعَتْ ، ثمَّ لِتُذْكِيْ بعدَ ذلكَ رُوحَ الجهادِ و تُحْيِّيْهَا في نفوس ِالمسلمينَ تُذكِرُهُمْ بأمجَادٍ لهُمْ سَبَقتْ ، و قد كانوا فيها سادَةَ الدُنيا .
الفلوجة ُ، تلكَ البلدة ُ الصغيرة ُ وقد توَفرَ في أهلِهَاألإصرَارُعلى القتال ِوالجهادِ، وَ توفرتْ فيهم صِفَة ُ الثباتِ، فلمْ تُضْعِفْهُمْ أعدادٌ مِنَ الشهَداءِ لهُمْ كثرَتْ، يَتمثلونَ قول َرَسُول ِالله صلى الله عليه و سلم للمُشرِكينَ يومَ أحُدٍ:( قتلانَا فِي الجَنَّةِ وَقتلاكُمْ فِي النَّارِ) .
أيَّهَا الاخوَةُ الاماجد: إنَّ للنَّصرِ ثمَنَاً ، و كمَا أنَّ ألإسْتِخذاءَ والإستِسلامَ لهُ ثمَن ، فثمَنُ النَّصرِ في الدُنيا عِزٌّ وَ فَخَارْ، وَ اندِحَارٌ لِلمُحتلِّ المُعتديْ ، كَمَا اندَحَرَ و تقهقرَ أقوى جَيش ٍ في العالم ِعلى أيديْ ثلةٍ مِنَ المجاهِدينَ في فلوجَة َالخَيرْ،وأمَّا ثمَنَهُ الأعظمُ فرِضوانٌ مِنَ اللهِ أكبَرْ.أمَّا ثمنُ الإستِخذاءِ والإستِسلام ِ، فلعنَة ُاللهِ والملائِكَةِ والنَّاس ِأجمَعينَ في الدُنياوالآخِرَه.
إخوتي وأحِبتي : كمْ فلوجَةٍ يَحتاجُ هؤلاءِ الحُكامُ المُتقهقرُونَ لِتتَحرَكَ فيهمْ نخوَة ُ الرِجَال ِ– إنْ وجِدَتْ – لا واللهِ ما أظُنْ !! و قدْ صَدَقَ فيهم الشاعِرُالعربيُّ المسلمُ أحمد مطر:
قَومٌ إذا سَمِعُوا ألنِداءَ لِحَربٍ تَبَوَّلوا في قاعِ سِروَالٍ وَ تَحْتَ وِسَادِ .
تلِكَ هيَ العبرة ُالأولى ، أما الثانية : فماذا ستفعلُ أمريكا عِندَما تقارِعُهَا أمَّة ُالإسلام ِقاطِبَة ً تحتَ رايةِ الخلافةِ الراشدةِ الثانيةِ ؟؟ ماذا ستفعلُ ؟ وأينَ سَيَحْتمِيْ جُنُودُهَا ؟ إلى أينَ يَفِرون ؟ فلا الكويتُ تَحمِيْ ظَهْرَهُمْ ، ولا قناة ُ السويس ِتحمِلُ جُندَهُمْ ، ولا قطرٌ تمْنَعُهُمْ ؟ ولا الحكامُ المتخاذِلونَ ولا الجيوشُ ألراقِدَة ُ في ثكَنَاتِهمْ تدافِعُ عنهُمْ . فمَا النَّصرُ إلاَّ مِنْ عِندِ اللهِ ، فا اللهَ اللهَ يا إمَّة َالإسلام ِ: وقدْ تقدَّمَ صَفَّكُمُ الامامُ يُسَالِمُ مَنْ سَالمْتُمْ و يُحارِبُ مَنْ حارَبتُمْ آخِذاً بيَمينِهِ سَيفكُمُ البتَّار ، لِيُذيقَ بهِ شرَّ بَأس ٍ أمَّة َ الكفارِ، مُهَلِّلا ًومُكَبِّرَاً راجياً مِنَ العزيزِ القهَار، أنْ يَنصُرَ دِينَهُ،ويُعِزَّ أمَّة َسيِّدِ الأبرارِ مُناجيَاً رَبَّهُ:
( رَبَّنَا أفْرِغ ْعَلينَا صَبَراً و ثبِّتْ أقِدَامَنَا و انصُرنَا عَلى القوم ِالكافِرين )البقره 250.
