.. شرطي وضابط و.. محقق!!
.. قبل حوالي ستة أشهر، توجه شرطي وضابط ومحقق الى مقر رئاسة الوزراء وطلبوا مقابلة «دولة الرئيس» على الفور، وما إن دخلوا الى مكتبه حتى قال المحقق.. «السيد رئيس الوزراء.. انت متهم بتلقي رشاوى وقد جئنا للتحقيق في القضية! خضع الرجل لسيادة القانون مع ان اسمه هو «اريل شارون» ويشغل منصب رئيس الوزراء باختيار الشعب الاسرائيلي وليس بمساعدة دبابة!! هذه هي قوة اسرائيل الحقيقية التي جعلت من تلك المساحة الجغرافية الصغيرة في قلب الوطن العربي على ماهي عليه الآن، وقبل ذلك حوسبت زوجة رئيس الوزراء الراحل «اسحاق رابين» لأنهم اكتشفوا أن لديها حسابا في مصرف امريكي وضعت به مبلغ «800» دولار فقط حين كان زوجها يشغل منصب سفير بلاده لدى.. واشنطن، فانهالت الاسئلة.. «ليش؟ ومنين؟ وعلشان ايه؟ و.. هلم جرا! لو ان رجل شرطة وضابط ومحقق توجهوا الى رئيس وزراء عربي وقالوا له ان هناك اتهاما له.. باجتياز إشارة مرور حمراء.. فماذا سيحدث؟! سوف يتم اعتقال الرجال الثلاثة فورا، ويموت رئيس الشرطة الذي أرسلهم في حادث سيارة غامض، ثم.. تجري عملية تغيير جنس للمحقق ويتحول الى امرأة ترسل للعمل في ملهى ليلي يملكه ابن رئيس.. الوزراء! يوم امس فقط، أعلن النائب العام الاسرائيلي حفظ القضية المتعلقة بالرشوة، وبالتالي براءة رئيس الحكومة، لكن.. بعد «البهدلة والشرشحة» في الصحافة والإذاعة والتلفزيون، ومع ذلك، خرج «أرييل شارون» مبتسما يرد التهاني والتحيات للمئات من انصاره وناخبيه!! لماذا يرفض العديد من القادة العرب «مبادرة الشرق الاوسط الكبير» التي قدمتها الولايات المتحدة الامريكية؟! ببساطة شديدة، لأنهم لا يريدون ان يأتيهم في مكاتبهم.. رجل شرطة وضابط ومحقق ويقولوا لهم.. «ثلث الثلاثة.. كام» لأن الاجابة عن سؤال كهذا صعب جدا عند عرب قحطان وعدنان، ولأن من عاداتهم العربية الأصيلة ان يطرحوا الأسئلة لا أن يجيبوا.. عنها!
(للكاتب ..فؤاد الهاشم)
