أه ياإيمان ...

آهِ يا إِيمانُ، يا راحلةً ، قبل أنْ تُكملَ سُقياها الضُّروعْ

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

أَيُّ ذئبٍ خائنٍِ أيُّ قَطيعْ 000000أيُّ غَدْرٍ في روابيها يشيعْ؟

أيُّ جرحٍ في حماها نازفٍ 00000أيُّ مأساةٍ، لها وجهٌ مُرِيعْ؟

أيُّ عصرٍ، لم يزلْ قانونُه 00000يمنحُ العاريَ ثوباً من صَقيعْ؟

يمنحُ الجائعَ رَكْلاً في القفا 00000صائحاً في وجهه: كيف تجوعْ؟!

يمنَع العطشانَ من منبعه 00000وإذاحاوَلَ، أسقاه النَّجيعْ

أيَّها السائل عمَّا أشتكي 00000من لظى الحزن الذي بين الضُّلوعْ

لاتسلْ عن جَذْوةٍ أشعلها 00000ظالمٌ يقتل أزهارَ الرَّبيعْ

لا تسلني، واسأل الغَرْبَ الذي 00000يأمر اللَّيلَ بإطفاء الشموعْ

ينقض العَدْلَ بحقِّ النَّقض في 00000مجلسٍ يعجز عمَّا يستطيعْ

أسأل الغَرْبَ الذي واجهنا 00000منه قلبٌ بالأباطيل وَلُوعْ

قل له: مهلاً فقد بان لنا 00000فَشَلٌ في نُصرة الحق ذَريعْ

أنتَ للباغي يَدٌ ممدودةٌ 00000ليت شعري، أين أَخلاق «يَسُوعْ»؟!

أيُّها السائل عُذْراً، فأنا 00000أُبصر الأطفال من غير دروعْ

واجهوا الحرب كما واجهَها 00000إبنُ عفراءَ، وسعدُ بن الرَّبيعْ

وأرى دبَّابةً غاشمةً 00000حولها ألْفُ جريحٍ وصريعْ

وأرى سرْبَ قرودٍ خلفها 00000ووراء السِّرب خنزيرٌ وضيعْ

لا تسلني عن حقوقٍ لم تزلْ 00000بين تجَّار الأباطيلِ تضيع

لا تسلني عن يد راجفةٍ 00000لم تزلْ تَشري أساها وتبيعْ

لا تسلْ عن واحةِ الصَّمت التي 00000ضاقت التُّربةُ فيها بالجذوعْ

يالَها من ليلةٍ حالكةٍ 00000نسَيِتْ أنجمُها معنى الطُّلوعْ

رسم القصفُ لها خارطة 00000بعد أنْ مرَّ من اللَّيل هَزيعْ


كانت الأُسرةُ في منزلها 00000ترقب الفجرَ، وفي الأحشاءِ جُوْع

طفلةٌ مُنْذُ شهورٍ وُلدتْ 00000بين جدرانٍ مشتْ فيها الصُّدوع

أمَّها تنتظر الزوجَ على 00000شاطىءِ الذكرى بأحلام الرُّجوعْ

تُرضع الطِّفلةَ من ثَدْي الأسى 00000في مساءٍ فاقدٍ معنى الهجوعْ

أغلقت باباً على مزلاجه 00000بَصْمةٌ دلَّتْ على الجُرْمِ الفظيعْ

مَن تنادي، وإذا نادتْ، فمن 00000يكشف الغفلةَ عن هذي الجموعْ؟!

يا لها من ليلةٍ ماجت بها 00000وبما فيها من القَصْفِ الربوعْ

غارةٌ جوِّيةٌ أشعلها 00000ظالمٌ مُسْتَوْغِرُ الصَّدر هَلُوعْ

صارت الدَّارُ بها دارَ أَسَىً 00000واشتكى من جَدْبهِ الرَّوض المَريعْ

فشراب ُ الطفلِ ماءٌ آسِنٌ 00000وطعامُ الأمِّ فيها مِنْ ضَريع

أين منها مجلس الخوف الذي 00000لم يردِّدْ بَعْدُ أفعالَ الشروعْ؟!

غارةٌ جوِّيةٌ وانكشفتْ 00000عن ضحايا شربوا السُّمَّ النَّقيعْ

غارةٌ، وانكشفتْ عن وردةٍ 00000كان من أشلائها المِسْكُ يَضُوعْ

آهِ يا إِيمانُ من أُمَّتنا 00000لم تزلْ تَجْتَنِبُ الدَّرْبَ الوَسيعْ

صلَّت الفَرْضَ صلاةً جَمَعَتْ 00000كلَّ ما في نفسها، إلاَّ الخُشوعْ

أصبحتْ تسأل عن موقعها 00000بعد أن حطم رجليها الوقوعْ

حُسِمَ الأَمرُ وما زالتْ على 00000وهمها بين نزولٍ وطُلوعْ

كيف ترجو الخيرَ ممَّن يَقتفي 00000أَثَرَ المظلوم، بالظلم الشَّنيعْ

ويُرينا كلَّ يومٍ صورةً 00000حيَّة فيها إلى البغي نُزُوعْ

يمنحُ الأُمَّ التي أثْكلَها 00000قَسْوَةً تَسلُبُ عينيها الدُّموعْ

إنه الغَدْرُ اليهوديُّ الذي 00000لم يزلْ يضربنا الضَّرْبَ الوَجيعْ

آهِ يا إِيمانُ، يا راحلةً 00000قبل أنْ تُكملَ سُقياها الضُّروعْ

أنتِ كالشمس التي غيَّبها 00000ليلُها قَبْلَ بداياتِ السُّطوعْ

أنتِ كالنَّجمةِ لمَّا أَفَلَتْ 00000قبل أنْ يستكملَ الضوءُ اللُّموعْ

أطلقوا نحوَكِ صاروخاً فيا 00000خَجْلَةَ القَصْفِ من الطفل الوَديعْ

لا تظني أمتي خاضعةً 00000هيَ يا إِيمانُ، في صُلْبِ الخضوعْ

دَمُكِ الغالي بيانٌ صارخٌ 00000فارفعي الصوتَ، وقولي للجميعْ:

يا ضَياعَ العَدْلِ في الأَرض التي 00000تَرتضي أَنْ يُقْتَلَ الطِّفلُ الرَّضيعْ

شعر الدكتور عبد الرحمن صالح العشماوي


وشكرا.....:) :(