أخبار سياسية برامج جديدة تكسر الأنماط الثابتة لرعاية الأيتام

برامج جديدة تكسر الأنماط الثابتة لرعاية الأيتام

http://www.alriyadh-np.com/Contents/.../images/C1.jpg تحقيق - نايف آل زاحم

المؤسسة الخيرية لرعاية الأيتام مؤسسة اجتماعية خيرية لم يمض على إنشائها سوى بضعة أشهر، والهدف من إنشائها وفق ما ورد بقرار مجلس الوزراء الموقر هو مساعدة الأيتام ومن في حكمهم ممن انتهت إقامتهم في فروع وزارة الشؤون الاجتماعية، لتجاوز أي ظرف طارئ يعترض مسيرة حياتهم وكذلك لحاجة بعض الفئات التي ترعاها الوزارة أو تشرف على تربيتها أو رعايتها، وتلبية للحاجة التي تدعو إلى تطوير منهجية رعاية الصغار منهم، حيث اتفقت المؤسسة مع وكالة الشؤون الاجتماعية على القيام باستحداث أسلوب جديد لرعاية الأيتام بصورة أقرب ما تكون لوضع الأسرة الطبيعية، وهذا الأمر يستند نظاماً إلى اللائحة الأساسية التي نصت على قيام المؤسسة برعاية الحالات التي لا تزال الوزارة ترعاهم أو تشرف على تربيتهم والبالغ عددهم (10) آلاف يتيم.
هذه المؤسسة الفتية تمكنت خلال الفترة القصيرة من استحداث انماط جديدة ورائدة في مجال رعاية الأيتام وكان همها الشاغل الالتفات إلى أداء رسالتها بالكيفية التي تحقق تقديم خدمات أفضل لليتيم ومن في حكمه..
ويقول الأمين العام للمؤسسة الخيرية لرعاية الأيتام الأستاذ منصور العمري ل(الرياض) إن من أولى هذه المشروعات التي سعت المؤسسة وبقوة لإنشائها وتدعيم ثوابتها هو وضع سياسة تحقق أمثلية التعامل مع المشمولين بخدماتها على نحو يحقق الكرامة لهم من جهة، وتمكينهم من الاعتماد على أنفسهم - بعد الله - في مواصلة حياتهم من جهة أخرى، عبر ما تضمنته اللوائح والأنظمة التي حرصت المؤسسة على أن تكون مراعية لأمرين مهمين هما الضوابط المنظمة للعمل، والمرونة التي يتطلبها العمل الاجتماعي، وهذه هي المعادلة الصعبة التي تمكنت المؤسسة بفضل من الله ثم بجهد العديد من الخبراء والمختصين من موازنة حديها.
ومن المشروعات الخيرة ما أطلق عليه (برنامج صلة) وهو برنامج استحدثته المؤسسة لبعض الحالات الخاصة من المشمولين بخدماتها، إذ تبين من خلال متابعة الحالات وجود عدد من الأبناء والبنات لهم والدات غير سعوديات ومحل إقامتهن في بلدانهن الأصلية منذ سنوات طويلة، وانقطعت الصلة بين الأبناء وأمهاتهم، وقد سعت المؤسسة علاجاً لذلك لإعادة الصلة بين الطرفين بتمكين البعض منهم من زيارة والداتهم اللاتي يقمن في بلدان عربية، الأمر الذي لمسنا منه تحقيق دعم نفسي للأبناء والبنات المشمولين بهذا البرنامج لا يمكن أن يتهيأ لهم عبر أي دعم آخر.
وفي مسعى لتطوير منهجية الرعاية الإيوائية المقدمة للأيتام صغار السن ومن في حكمهم، بما يكفل لهم تحقيق القدر المناسب من الإشباع العاطفي والأمن النفسي والاجتماعي، ومن خلال السعي لإيجاد بيئة رعاية أقرب ما تكون إلى الجو الأسري، عند حاجتهم إلى الإيواء في مرحلة الطفولة المبكرة والصبا، وللقناعة بأن أفضل مكان لتربية اليتيم ورعايته هو الأسرة البديلة، فقد قامت المؤسسة الخيرية لرعاية الأيتام بالتعاون مع وكالة وزارة الشؤون الاجتماعية للشؤون الاجتماعية بإنشاء دار للضيافة، وتعد هذه الدار نقلة نوعية في الرعاية الإيوائية ويمكن القول إنها الأولى من نوعها في المملكة، هذه الدار عبارة عن مجمع سكني يتكون من مجموعة من الفلل، كل فيلا في هذا المجمع تأخذ نظام الأسرة الطبيعية قدر الإمكان، وهذا النظام يتمثل بإيواء ستة أيتام، وتقوم بحضانة هؤلاء الأطفال وتربيتهم أم بديلة تقوم بوظائف أساسية ومهمة، ويتحقق لهم من وجودها معهم الإشباع العاطفي والأمن النفسي والاجتماعي، وتمكث معهم في الدار خمسة أيام متواصلة ليل نهار تقوم بكافة الأدوار التي تؤديها الأم في أسرتها الطبيعية مع الأبناء، وتساندها في هذه الوظيفة خالة بديلة تحل محل الأم عند غيابها في إجازتها الأسبوعية أو السنوية، وفي كل أسرة يوجد عدد من الإخوة والأخوات، وتقدم في هذه الدار أوجه الرعاية والدعم المعنوي، وتعميق الثقة بالنفس بما يحقق الخصوصية، وبناء الذات كثمرة من ثمرات الاستقرار العاطفي الذي يمنحه له سكنه مع أمه البديلة وإخوته في هذه الدار، كما أن لكل بيت خصوصيته في نوعية الأثاث، والإعاشة، والبرامج التربوية والترفيهية.
وتطرق العمري إلى فكرة الزواج الجماعي للأيتام الذي يزف فيه مجموعة من الشباب والبنات ممن عاشوا حياتهم أيتاماً، مشيراً إلى أن هذا البرنامج يُعد نموذجاً جديداً من أشكال الرعاية اللاحقة للمستفيدين من خدمات الوكالة والمؤسسة، حيث تقدم وكالة الشؤون الاجتماعية المهر وتقوم المؤسسة بتأمين متطلبات بناء الأسرة وتكوين منزل الزوجية، بعقد دورات تأهيلية تفيدهم في بداية حياتهم الزوجية، كما تقوم بتوفير أسباب الاستقرار الأسري بمساعدة الزوجين باستئجار منزل وتأثيثه، وتوفير كافة المستلزمات الضرورية، والإسهام في إقامة حفل الزفاف ليبدأ الأزواج حياة أسرية سعيدة ويضعوا اللبنة الأولى لأسرة صالحة تكون جزءاً متفاعلاً ومندمجاً مع المجتمع.
وأشار العمري إلى برنامج الرعاية الأسرية للزوجات قائلاً: إن برنامج الراعية اللاحقة للأسر بعد الزواج يتم من خلاله زيارة الأسرة في المنزل من قبل فريق عمل نسائي يتكون من الاخصائية الاجتماعية والاخصائية النفسية واخصائية التغذية وبعض المتطوعات من خارج المؤسسة، يقوم هذا الفريق بتقديم الدعم الاجتماعي والنفسي والإرشاد في مجال التغذية بهدف تذليل الصعوبات التي تواجهها الفتاة في بداية حياتها الزوجية.
وأضاف: ان من البرامج التي اعتمدتها المؤسسة (برنامج الحج الأسري) ويأتي استجابة منها لرغبة عدد من الأبناء والبنات المتزوجين من الأيتام ومن في حكمهم في أداء فريضة الحج حيث قامت المؤسسة بتنفيذ البرنامج خلال حج عام 1424ه وكان لهذا البرنامج أثر واضح على أفكار وسلوكيات الأبناء، وهذا البرنامج المبارك دوري سينفذ بمشيئة الله تعالى كل عام.
كما تنفذ المؤسسة برنامج التدريب والتأهيل الأسري حيث جاءت فكرة إنشاء وحدة التدريب والتأهيل الأسري، التي تأمل المؤسسة أن يكون لها دور كبير في تقوية العلاقات الأسرية، والمساهمة بفاعلية في تأسيس علاقات زوجية مبنية على المودة والتفاهم، واحترام الآخر، وتقوم فكرة هذه الوحدة على إقامة برامج دورات تدريبية وخدمات استشارية للعائلات المستفيدة من المؤسسة، مما يعين على الاستقرار الأسري.
وقال الأستاذ منصور العمري إنه سعياً لتحقيق أكبر قدر ممكن من التأهيل لأسواق العمل ومنح الأبناء والبنات فرصاً تدريبية في المجالات المختلفة، فقد تم استحداث (برنامج التدريب والتوظيف) حيث قام فريق العمل بالمؤسسة بزيارات عديدة للمعاهد والمراكز التجارية المخصصة في التدريب، وأثمرت تلك الزيارات عن توفير عدد كبير من الدورات التدريبية في مجال الحاسب الآلي واللغة الإنجليزية والمحاسبة، وعدد من الدورات الإرشاد، إضافة إلى دورات في البيع والتسويق مفتوحة العدد للأبناء، وكذلك دورات حاسب آلي قصيرة للأبناء مفتوحة العدد أيضاً.
كما قامت المؤسسة باستقطاب فرص وظيفية للأبناء تم إشغال ما يزيد على 40% منها في مواقع متفرقة، ومازال العمل يجري لشغل بقية الفرص المتاحة مع استقطاب المزيد من الفرص الوظيفية الملائمة، إضافة إلى مشروعات وبرامج أخرى مثل برنامج الرعاية اللاحقة للمطوي قيدهم من الفروع الإيوائية وبرنامج الإرشاد الفردي وبرنامج رعاية الوالدات وبرنامج المساعدات المالية والعينية وبرنامج متابعة الحالات بدور الملاحظة الاجتماعية ودور التوجيه الاجتماعي.

http://www.alriyadh-np.com/Contents/...e/COV_2356.php