الاغتيالات يجب ان تعزز الحوار الفلسطينى

أكد إسماعيل هنية أحد القادة البارزين في حركة المقاومة الإسلامية "حماس" أن شدة المجازر وعمليات الاغتيال، التي يتعرض لها الشعب الفلسطيني يجب أن تدفع الفلسطينيين قدما من أجل الاستمرار في الحوار للوصول إلى جبهة فلسطينية موحدة على قاعدة المقاومة والانتفاضة، وعلى قاعدة ترتيب البيت الفلسطيني، وزيادة عناصر القوة.

واعتبر هنية في حوار خاص مع وكالة "قدس برس" المجزرة التي ارتكبتها سلطات الاحتلال الصهيوني في مدينة غزة فجر يوم الأربعاء الماضي، من خلال قصف منزل الشيخ أحد الجعبري، أحد قادة حركة حماس، لها أبعاد سياسية متعددة، سواء على صعيد ملف المواجهة بين الاحتلال والمقاومة، أو ملف الأسرى والمعتقلين، أو ملف الانسحاب من قطاع غزة.

وأكد أن حركته لا علم لديها بأي أي مقترحات تقدم بها المعتقل مروان البرغوثي، أمين سر حركة "فتح" في الضفة الغربية، مشيرا إلى أن سلطات الاحتلال، ومنذ إعلان الأسرى إضرابهم عن الطعام أغرقت الساحة الفلسطينية بسيل من الأكاذيب.

وقال إنها بهذه الأكاذيب "تهدف إلى إرباك الساحة الفلسطينية وإلى زرع بذور الفتنة، وإلى التحريض على حركة "حماس"، وإلى محاولة النيل من صمود وثبات الحركة حماس، التي كان لها موقف عظيم في المواجهة مع الاحتلال الإسرائيلي، خاصة في بيت حانون وعملية النفق وكل هذه العلميات المتواصلة".

واعتبر عجز المجتمع الدولي فعل شيء للشعب الفلسطيني، الذي يتعرض للمجازر اليومية، دليلا على الكيل ليس بمكيالين، ولكن بمكايل كثيرة ومتعددة، ودليل على أن هناك هيمنة صهيونية، بشكل أو بآخر على المؤسسات الدولية، ودليل على أن هذه المؤسسات الدولية لا تعمل إلا وفق ما يحقق مصالح الدولة الكبرى المتحكمة في العالم، مشيرا إلى أن ما يحدث في سجون الاحتلال أفظع بكثير مما حدث ويحدث في سجن أبو غريب في العراق المحتل.

ونفي أن تكون حركة حماس قد ساندت الرئيس الفلسطيني ياسر عرفات ضد ما يسمى بتيار محمد دحلان رئيس جهاز الأمن الوقائي السابق في قطاع غزة.

وقال "نحن لن نتحالف لا مع عرفات ضد دحلان ولا مع دحلان ضد عرفات، نحن منسجمون مع أنفسنا، ومع تصوراتنا ومع مبادئنا.. نحن نؤكد بأن شعبنا الفلسطيني لا تخدمه هذه الصراعات، إنما تخدم العدو الصهيوني، وتلقي بظلال قاتمة على الانتفاضة وعلى المقاومة وعلى وحدة الشعب الفلسطيني".

وفيما يلي نص المقابلة التي أجراها مراسل وكالة "قدس برس" في غزة مع إسماعيل هنية القيادي البارز في حركة المقاومة الإسلامية "حماس"

* ما هو تعقيبكم على المجزرة التي ارتكبتها قوات الاحتلال فجر يوم الأربعاء الماضي، بقصف منزل الشيخ أحمد الجعبري بغزة؟ undefined
- هذه الجريمة النكراء تعكس ابتداء هذا التخبط وهذا الإفلاس السياسي والأمني، وهذا الفشل العسكري في مواجهة الانتفاضة والمقاومة، خاصة بعدما وجهت حركة حماس، من خلال كتائبها كتائب الشهيد عز الدين القسام الضربات المتتالية والمتلاحقة، وفرضت على هذا العدو أن يندحر من بيت حانون صاغرا. ثم من المؤكد أنها جريمة جاءت لخلط الأوراق في الساحة الفلسطينية، في ظل هذا التوحد المشهود لشعبنا خلف الأسرى الأبطال، ولاحظنا أن الأخ المستهدف القائد أبو محمد الجعبري، وهو من يتابع ملف الأسرى في داخل الحركة، وكأنها محاولة لانتزاع الأسرى والمعتقلين من قلب الشعور الفلسطيني، ومحاولة إشغال الشارع الفلسطيني بالمجازر اليومية، التي تتلاحق ضد قياداته وكوادره.

الشيء الثاني باعتقادنا أنه كلما اقترب الحديث عن ما يسمى بالانسحاب من غزة، بالتأكيد فإن هذا العدو سوف يصعد من إجراءاته ومجازره النوعية، حتى لا يبدو أنه قد هرب من وجه المقاومة، وأنه قد خرج من قطاع غزة مهزوما. ومن هذا المنطلق نحن نعتقد أن هذه الجريمة لها أبعاد سياسية متعددة، سواء على صعيد ملف المواجهة مع الاحتلال والمقاومة، أو ملف الأسرى والمتعقلين، أو ملف الانسحاب من قطاع غزة.

* هل من الممكن أن تؤثر عودة عمليات الاغتيال هذه على حوار الفصائل الفلسطينية برعاية مصرية؟ undefined- الحوارات، سواء كانت في القاهرة أو غزة، من وجهة نظرنا، هي تهدف إلى تصليب الموقف الفلسطيني، وإلى تعزيز خيار الانتفاضة والمقاومة، وإلى ترتيب البيت الفلسطيني ترتيبا يساعد الشعب الفلسطيني على استمرار صموده ومقاومته وانتفاضته.. الحوارات إذا كانت تستهدف تقديم تنازلات في المواقف السياسية، بالتأكيد فإن هذه المجازر سوف تعرقل، ولكنا نحن نعتقد أن شدة المجازر وعمليات الاغتيال يجب أن تدفع الفرقاء الفلسطينيين قدما إلى الاستمرار في الحوار للوصول إلى جبهة فلسطينية موحدة، على قاعدة المقاومة والانتفاضة، وعلى قاعدة ترتيب البيت الفلسطيني، وزيادة عناصر القوة.

* تحدثت الكثير من المصادر، لاسيما (الإسرائيلية)، عن أن حركة حماس" تحالفت مع الرئيس ياسر عرفات ضد ما يسمى بتيار محمد دحلان في الخلافات الدائرة.. ما حقيقة هذا الأمر؟ وهل من الممكن أن توضحوا لنا الصورة أكثر؟ undefined- "حماس" أكدت منذ اللحظات الأولى لهذا الخلاف ولهذا الصراع أنها ليست طرفا فيه، واعتقدنا أن هذا الصراع هو صراع نفوذ، هو صراع من يحكم قطاع غزة، بعد الانسحاب (الإسرائيلي)، وأكدنا أننا لسنا طرفا، ولكننا لن نقف موقف المتفرج.

نحن لن نتحالف لا مع عرفات ضد دحلان ولا مع دحلان ضد عرفات، نحن منسجمون مع أنفسنا، ومع تصوراتنا ومع مبادئنا، نحن نؤكد بأن شعبنا الفلسطيني لا تخدمه هذه الصراعات، إنما تخدم العدو الصهيوني، وتلقي بظلال قاتمة على الانتفاضة، وعلى المقاومة، وعلى وحدة الشعب الفلسطيني، من أجل ذلك عملنا جهدنا، سواء على صعيد لجنة المتابعة العليا للقوية الوطنية والإسلامية، أو على صعيد الاتصال من قبل رئيس المكتب السياسي للحركة الأستاذ خالد مشعل بالرئيس ياسر عرفات وأبو مازن (محمود عباس)، وتحركنا بكل الصعد بهدف إنهاء هذا الوضع.

* تحدثت وسائل الإعلام عن موافقة حركة حماس عن مقترحات تقدم بها المناضل مروان البرغوثي من سجنه تتضمن 18 بندا ما حقيقة هذا الأمر؟ undefined
- لم يعرض على حركة حماس أي شيء من قبل المناضل مروان البرغوثي، ولم يجر أي اتصال بين قيادة حماس وبين المناضل مروان البرغوثي حول هذا الموضوع.. كل هذا الموضوع لم تعلم به قيادة حماس إلا من خلال وسائل الإعلام.

* لكن برأيكم ما هو الهدف من إثارة مثل هذا الموضوع، والزج باسم مروان البرغوثي في وثيقة كهذه، في وقت تشهد فيه السجون إضرابا مفتوحا عن الطعام؟ undefined
- لاحظنا مع بداية خطوة الإضراب، ومعركة الأمعاء الخاوية، أن (الإسرائيليين) أغرقوا الإعلام بقضايا كاذبة، من ضمنها قصة المناضل مروان البرغوثي، ومن ضمنها قصة الوثيقة، التي تحدثوا عنها بأن حماس لديها خطة للسيطرة على قطاع غزة، بعد الانسحاب منه، وأنه تم العثور عليها.. كل ذلك كذب ويهدف إلى إرباك الساحة الفلسطينية، وإلى زرع بذور الفتنة، وإلى التحريض على حركة "حماس"، وإلى محاولة النيل من صمود وثبات حركة "حماس"، التي كان لها موقف عظيم في المواجهة مع الاحتلال (الإسرائيلي)، خاصة في بيت حانون، وعملية النفق، وكل هذه العلميات المتواصلة.

* في ظل إضراب الأسرى وهذه المجازر ما هي رسالة حماس للشعوب العربية والإسلامية؟ undefined

- ما يجري في سجون الاحتلال الصهيوني أبشع بكثير مما جرى في سجن أبو غريب، وقد لاحظنا أن العالم، بما فيه الشعوب العربية والدول العربية، قد ضجت مما شاهدته من مظاهر ومن صور في سجن أبو غريب.

نحن نقول لشعوبنا العربية والإسلامية ما يجري هنا في سجون الاحتلال أعظم بكثير مما جرى ويجري في سجن أبو غريب.

هناك محاولات دائمة لكسر إرادة الأسرى الأبطال، الذين دافعوا ويدافعون عن كرامة الشعب والأمة، وهناك إجراءات قمعية تصل إلى درجة التعري، وإلى درجة اقتحام الغرف بالهراوات والرصاص وما شبه ذلك.

من هذا المنطلق نحن نقول إن أسرانا الأبطال في سجون الاحتلال، وهم يدافعون عن كرامة هذه الأمة، يطالبون الشعوب العربية والإسلامية بوقفة جادة ومسؤولة لدعمهم ودعم صمودهم ومطالبهم في الحرية وفي العيش الكريم.

* وما هو المطلوب من المجتمع الدولي، لاسيما وأن الأمين العام للأمم المتحدة كوفي عنان يتحرك من أجل قضايا هنا وهناك في العالم، كما حدث في دارفور وغيرها من المناطق، بينما لا يحرك ساكنا بشأن ما يجري هنا من عشرات السنين؟ undefined
- الحقيقة أننا نستغرب دائما حينما تكون القضايا تتعلق بدول عربية نجد أن هناك حراكا دوليا، وأن هناك تحركا من الأمم المتحدة، وهناك شعارات حقوق الإنسان، وما شابه ذلك، ولكن حينما يتعلق الأمر بالكيان الصهيوني، يبدو أنها تسكت هذه الأصوات، وتخرس هذه الشعارات، وتغيب عنها الحقائق.. هذا دليل على الكيل ليس بمكيالين ولكن بمكايل كثيرة ومتعددة، ودليل على أن هناك هيمنة صهيونية بشكل أو بآخر على المؤسسات الدولية، ودليل على أن هذه المؤسسات الدولية، وللأسف الشديد، لا تعمل إلا وفق ما يحقق مصالح الدولة الكبرى المتحكمة في هذا العالم.

معلش اعذرونى على هذا الموضوع وانا انشالله بوعدكم انى اكون زائر دائم الكم وتقبلو منى كل حب وتقدير واحترام :08:
ضيـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــاء :08: ;)