لاتنادي بغداد عذرا ليس منا سامع ذاك النداء
لا تقولي أنقذوني قد مات فينا الإباء
لاتنادي واصمتي واتركينا في الرخاء
قد مللنا الدم يجري قد سئمنا ريح الدماء
نريد حياتنا جمال وغناء نريد حياة بلا عناء
آه يا بغداد أما رأيت غانيات وسحرهن دواء
وخصرهن النحيل وطرفهن الكحيل أصاب قلبي بالعناء
آه يا بغداد أما سمعت صوتهن الشجي فيه الغواء
وانظري للدلال قي مشيهن وانظري التغنج آه من حواء
ألوانهن شتى سمراء وشقراء وعودهن رفيع جعلت له فداء
وأبدين واحر قلبي ما كان يخفى بلا خفاء
هيجن اعماق قلبي وما كان يكمن في نقاء
آه يا يغداد لاتغضي مضجعي وتعكري صفو هذا البهاء
أبعد هذا ترهقينا بأخبارك كل صبح ومساء
أما رأيت القدس قبلك ما حركت فينا الدماء
ربما لم تسمعي ربمالم تفهمي فينا قد مات الإباء مات الإباء
أتقولي أريد خبزا وماء وأبنائي ماتوا جوعا في العراء
أما علمت أنا بالكاد نقدر ننقذ " ستارنا " رغم العداء
أما علمت أن حربنا دائرة وقناتنا لاتمل من النداء
أنترك " ستارنا " وحيدا يعاني الأسى ما تعودنا الجفاء
ألانهب ليبقى ساطعا ألا نصوت ونحن الكرماء
فاتركينا همنا غير همك وخطنا تسير ... بلا التقاء
أتقولي أنقذوني أنقذوني بل أنقذينا أنت برب السماء
