يعج العالم بالأماكن الغريبة؛ فمن مثلث برمودا في المحيط الاطلسي الى النصب الحجرية في بريطانيا.. من المدينة الضائعة فوق جبال الانديز الى خطوط النازكا العملاقة في البيرو.. ومن قصر البوتالا في جبال التيبت الى قصور البترا في الاردن...
وعلى ذكر الاردن لدي مجلة قديمة تضم تحقيقاً عجيباً عن مواطنين من وادي اليرموك يؤكدون أنهم في أوقات معينة من السنة يسمعون أصوات قتال وقرقعة سلاح وصهيل خيل في المكان الذي وقعت فيه معركة اليرموك. وهذا الادعاء نموذج مثالي لما يعرف بالظاهرة "الشبحية" حيث يسمع الناس في أماكن أو تواريخ محددة أصواتاً لشخصيات أو أحداث عاشت في نفس المكان!!
وفي عام 1977استلمت الصحف البريطانية اكثر من 800رسالة يشتكي اصحابها من وجود طنين (أو أزيز) يسمع في كل مكان وكانت جميع الرسائل قادمة من شمال شرق انجلترا وتصف ظاهرة محيرة لم تعرف من قبل.. هذه الظاهرة استمرت لمدة عامين ثم انتهت فجأة.. ولكنها عادت للظهور في مكان بعيد جداً (في مدينة تاوس في نيومكسيكو) في بداية الثمانينات ولم يسمعه في البداية غير مجموعة صغيرة من السكان. ولكن عاماً بعد عام زاد عدد من شهدوا بسماعه - ويعتقد أن الأطفال يسمعونه بشكل أكثر.. كان الصوت موجوداً في كل مكان وتواصله المستمر جعل السكان يتعودون عليه - ولكنه مزعج لكل زائر جديد..
وبالطبع ظهرت فرضيات عديدة لتفسير الصوت ولكن لم يتم التأكد من اي منها.. فهناك من يدّعي أن مصدر الطنين موجات فوق صوتية يبثها الجيش للاتصال بالغواصات، وهناك من يقول انها تجري سرية للتأثير على السكان عن بعد، وهناك من يفترض انها نتيجة لعوامل طبيعية غامضة..!!!
@ وعلى عكس ما يحدث في تاوس يوجد في المكسيك جزء من صحراء مابيمي (على بعد 225ميلاً جنوب الحدود مع امريكا) يطلق عليها العلماء اسم حزام الصمت. ففي هذه المنطقة يطبق الصمت بشكل كامل فلا تسمع صوتاً لمن يناديك على بعد مترين. كما لا تسمع صوتاً للريح او لصهيل الخيل ولا يعمل أي جهاز لا سلكي. وهي قريبة من قاعدة عسكرية حيث تخترق الطائرات جدار الصوت ولكن بدون ضجيج يذكر.. وهذه الظاهرة اكتشفت بشكل مؤكد عام 1969من قبل مهندسي البترول الذين لاحظوا ان اجهزة الارسال التي يحملونها لاتعمل في هذه المنطقة. ومن خلال اجهزة الارسال هذه تم تحديد "حزام الصمت" بين مدن سان خوسيه وموهانو وخط طول
27.وقبل ذلك لاحظ الرعاة مظاهر غريبة تميز هذه البقعة بالذات؛ فهناك مثلاً كثرة الشهب واختفاء الحشرات والانقطاع الدائم للكهرباء وعدم وصول الارسال التلفزيوني. وهم يقسمون على رؤية أجسام مضيئة تخرج من الأرض وصوت يشبه الصفير يشق حرمة الصمت في آخر الليل...
والمنطقة عموماً تعج بكرات حديدية صغيرة هي بقايا الشهب المتساقطة. ويعتقد بعض علماء الجيلوجيا ان جل المظاهر الغريبة هناك سببها رسوبيات مغناطيسية ضخمة تتركز تحت الارض..
وهذا التفسير قد يلائم ظاهرة اختفاء البث التلفزيوني والراديو في تلك المنطقة (وهي ظاهرة عرفت في اماكن كثيرة حول العالم) ولكنه لا يفسر اختفاء الصوت على بعد قريب!!
الشيء الوحيد المؤكد أن هذه المنطقة تقع على نفس خط العرض الذي يمر بمثلث برمودا في البحر.. وبالطبع سمعتم به!!
منقو و و ل
