مشاركة: الإنسان ... قلب ولسان !!
(2) الإنسان عن الماديين :
إنه في نظر الماديين قبضة من تراب هذه الأرض . من الأرض نشأ وعلى الأرض يمشي , ومن الأرض يأكل وإلى الأرض يعود !!
هو كتلة من اللحم والدم والعظام والأعصاب والأجهزة والغدد والخلايا , وما العقل والتفكير إلا مادة يفرزها المخ كما تفرز الكبد الصفراء , أو كما تفرز الكلية البول !
هو كائن ليس له أهمية ولا امتياز على غيره , إنه أحد الأحياء الكثيرة المتنوعة على الأرض , بل هو من جنس هذه الهوام والحشرات والزواحف والقرود , غاية أمره أنه تطور بمرور الزمن فأصبح هذا الإنسان !!!
إنه ليس إلا هذا الهيكل المادي وهذا الجسم الحيواني, وما قيمة هذا الجسم وهذا الهيكل الذي هو الإنسان ؟
إن أحد العلماء رد جسم الإنسان إلى العناصر الأساسية فيه فخرج بالنتائج التالية :
قدر من الدهن يكفي لصنع سبع قطع من الصابون .
قدر من الكربون يكفي لصنع سبعة أقلام رصاص .
قدر من الفسفور يكفي لصنع رؤوس مئة وعشرين عود ثقاب .
قدر من ملح الماغنيسيوم يصلح جرعة واحدة لأحد المسهلات .
قدر من الحديد يمكن عمل مسمار متوسط الحجم منه .
قدر من الكبريت يطهر جلد كلب واحد من البراغيث التي تسكن شعره .
قدر من الماء يملأ برميلا سعته عشرة جالونات .
وهذه المواد تشترى من الأسواق بمبلغ من المال يساوي خمسين أو ستين قرشا مصريا !!
وتلك هي قيمة الإنسان المادية من كتاب " نظرات في القرآن " للأستاذ محمد الغزالي .
(3) نظرة المؤمنين للإنسان :
أما الإنسان في نظر المؤمنين فهو مخلوق كريم على الله , خلقه ربه في أحسن تقويم وصوره فأحسن صورته , خلقه بيديه ونفخ فيه من روحه , وأسجد له ملائكته وميزه بالعلم والإرادة , وجعله خليفته في الأرض ومحور النشاط في الكون , وسخر له ما في السماوات وما في الأرض جميعا , وأسبغ عليه نعمه ظاهرة و باطنة لكل ما في الكون له ولخدمته , أما هو فجعله تعالى لنفسه .
وفي آيات كثيرة من سور شتى بين القرآن قرب الإنسان من الله , وقرب الله من الإنسان , ذلك القرب القريب الذي حطم أسطورة الوسطاء والسماسرة والمرتزقين بالأديان ؛ الذين جعلوا من أنفسهم حجابا على أبواب رحمة الله الواسعة والله يعلم إنهم كاذبون , قال الله تعالى : { وإذا سألك عبادي عني فإني قريب أجيب دعوة الداع إذا دعان } , { ولله المشرق والمغرب فأينما تولوا فثم وجه الله } , { ولقد خلقنا الإنسان ونعلم ما توسوس به نفسه ونحن أقرب إليه من حبل الوريد } , { ما يكون من نجوى ثلاثة إلا هو رابعهم ولا خمسة إلا هو سادسهم ولا أدنى من ذلك ولا أكثر إلا هو معهم أينما كانوا } , ويؤكد الرسول صلى الله عليه وسلم هذا المعنى في أحاديثه عن ربه : ( أنا عند ظن عبدي بي , وأنا معه إذا ذكرني , إذا ذكرني في نفسه ذكرته في نفسي , وإن ذكرني في ملأ ذكرته في ملأ خير منه , وإن تقرب إلي شبرا تقربت إليه ذراعا , وإن تقرب إلي ذراعا تقربت إليه باعا , وإن أتاني يمشي أتيته هرولة ) , هذه مكانة الإنسان عند الله .
أما مكانته هناك في الملأ الأعلى عند العوالم الروحية العلوية فهي مكانة اشرأبت إليها أعناق الملائكة المقربين , وتطاولت إليها نفوسهم فما أوتوها , فإن الذي اختار الله له هذه المكانة : خلافة الله في الأرض هو الإنسان : { وإذا قال ربك للملائكة إني جاعل في الأرض خليفة قالوا أتجعل فيها من يفسد فيها ويسفك الدماء ونحن نسبح بحمدك ونقدس لك قال إني أعلم ما لا تعلمون(30) وعلم آدم الأسماء كلها ثم عرضهم على الملائكة فقال أنبئوني بأسماء هؤلاء إن كنتم صادقين (31) قالو سبحانك لا علم لنا إلا ما علمتنا إنك أنت العليم الحكيم (32) قال يا آدم أنبئهم بأسمائهم فلما أنبأهم بأسمائهم قال ألم لكم إني غيب السماوات والأرض وأعلم ما تبدون وما كنتم تكتمون(33) } البقرة : 30-33 .
وقد أراد الله أن يكرم هذا النوع ويحتفي به ويظهر مكانته في تلك العوالم الروحية فأمر الملائكة أن تؤدي التحية لهذا الكائن الجديد وتستقبله بانحناءة إجلال وإكبار : { إذ قال ربك للملائكة إي خالق بشرا من طين فإذا سويته ونفخت فيه من روحي فقعوا له ساجدين فسجد الملائكة كلهم أجمعون إلا إبليس } ص : 71-74 .
(4) منزلة الإنسان :
فالعقيدة الإسلامية قد حددت منزلة الإنسان في هذا الكون منذ قال الله تعالى للملائكة : { إني جاعل في الأرض خليفة } كما ذكرنا من قبل فهو نوع منفرد من مخلوقات الله ليس بجماد ولا نبات ولا بحيوان ولا بملاك ولا بشيطان , إنه مخلوق مكرم فريد مسئول لا يقوم وحده في هذا العالم كما زعم بعض الملحدين , بل يقوم بإرادة رب أوجده وقدره , إله خلقه في أحسن تقويم وعلمه البيان ووهب له السمع والبصر والفؤاد , ليس الإنسان عبدا ولا مقهورا لشيء في هذا الكون إلا عبد الله وحده , هذا في عقيدة الإسلام , أما النظرة المادية فلم تنظر إلى الإنسان على أنه مخلوق كريم أوجده خالق عظيم , كلا بل هو نبات شيطاني برز من العدم إلى الوجود وحده ويمشي وحده ويموت وحده وبموته تختم روايته كلها , إنه باختصار حيوان , قد يقال عنه حيوان راق أو حيوان اجتماعي أو حيوان متطور أو حيوان ناطق !! ولكنه على كل حال حيوان .. بيد أنه بواسطة العلم التجريبي استطاع أن يقهر الطبيعة ويسيطر على المادة , وبذلك العلم أصبح هذا الحيوان المتطور ينظر إلى نفسه وكأنه إله يتصرف في الأرض كما يشاء ويظن أنه قادر عليها , إن هذه النظرة المادية للإنسان أنتجت له شعورين مختلفين , أولهما : شعور الإنسان بالتفاهة والضياع , ونظرته إلى نفسه نظرة حيوانية بحتة , والثاني : شعور الغرور والكبر ؛ ذلك الشعور الذي ينتهي بالإنسان إلى تأليه نفسه حيث يسقط وجود الإله الحق من اعتباره , ويتصرف كأنه إله لا يسأل عما يفعل كما زعم ( جوليان هكسلي ) في كتابه : " الإنسان في العالم الحديث " حيث قال : إن الإنسان في العالم الحديث أصبح هو الله المنشئ المريد !! ( تعالى الله عما يصفون ) ولما بدأ الإنسان في هذا القرن يفيق من سكرة غروره بالتقدم العلمي والانقلاب الصناعي والازدهار المادي بدأ يحس بأزمة نفسه باعتباره إنسانا مميزا .
نكمل غدا باذن الله .. ( طبيعة الإنسان ) ...
سلام :)
مشاركة: الإنسان ... قلب ولسان !!
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
صحيح موضوع رائع جدا وباين ان الكتاب ممتع ومفيد، لاحظت فيه عدة نقاط أعجبتني ويغفلها المجتمع الإسلامي للأسف أو يغير في تفسيرها><
اقتباس:
أما مكانته هناك في الملأ الأعلى عند العوالم الروحية العلوية فهي مكانة اشرأبت إليها أعناق الملائكة المقربين , وتطاولت إليها نفوسهم فما أوتوها
معظم الناس الحين يرون الإنسان بقيمته المادية وينسون القيمة والمعنى الروحي (خصوصا الغرب) وما يفكرون في تطوير الجانب الروحي في الأنسان، صحيح ان الأنسان مخلوق ما ينرضي وعجول، دايما يبحث عن اللي ماعنده وينسى عن اللي عنده><
اقتباس:
كما زعم ( جوليان هكسلي ) في كتابه : " الإنسان في العالم الحديث " حيث قال : إن الإنسان في العالم الحديث أصبح هو الله المنشئ المريد !! ( تعالى الله عما يصفون )
الشيء المضحك في الأمر انه الشيطان عرف كيف يقنع الأنسان بأنه المنشئ لكل شيء! فالسبب (اختراعات الأنسان وتقدمه وحله للمعجزات ...إلخ) لمستر جوليان هذا مقنع ليدعي ان الأنسان أصبح بمرتبة الله (استغفر الله><) ،العالم يقنعه عن طريق علمه و الساحر عن طريق خياله!، صحيح ان الشيطان يأتي من ثغور ما نعلمها :p الله يقيني شره بس
وننتظر البقية أخي flanteus :) وشكرا على مجهودك ^^
مشاركة: الإنسان ... قلب ولسان !!
...العفو ..:)
انتظر .. لأنك لم ترى شيئا بعد :D
سأكمل اليوم :)
سلام ..وشكرا لك أخي ;)
مشاركة: الإنسان ... قلب ولسان !!
مجهود كبير
شكرا لك اخوي على الموضوع المميز
مشاركة: الإنسان ... قلب ولسان !!
(5) طبيعة الإنسان :
أما طبيعة الإنسان فهي من أخطر المزالق التي تزل فيها الأقدام , وتضل فيها الأفهام عند النظر إلى الإنسان , نظرا للازدواج والتعقيد في طبيعته التي ركب عليها , فليس هو شهوة خالصة ولا عقلا خالصا , وليس هو جسما محضا ولا روحا محضا , إن تكوينه يشمل الجانبين معا , يقول البروفسور سيشوت العالم الأمركي والأستاذ بجامعة بيل في كتابه " حياة الروح " : مسألة حيرت ألباب العلماء منذ عصور موغلة في القدم وهي طبيعة الإنسان المزدوجة الغريبة , فالجانب المادي منه جسده يحيى وينمو ثم يموت , ولكن شيئا لا تدركه الحواس يبدو أنه يحكم هذا الجسد , وفي مقدور هذا الشيء أن يشعر وأن يفكر , إنه ذلك الجانب الذي تتركز فيه خلاصة كيانه فالإنسان يبدو وكأنه كائنان : كائن مادي وكائن آخر يقابله غير مادي , ترى هل كل منهما حقيقي أو أن أحدهما لا يعدو أن يكون وهما من الأوهام .
والضلال و الانحراف في فهم الإنسان وتصور حقيقته إنما جاء نتيجة لإهمال أحد هذين العنصرين في كيانه , أو نتيجة الفصل بينهما واعتبار كل منهما منفصلا عن الآخر , والإسلام قد عرف طبيعة الإنسان حق معرفتها وقدرها حق قدرها لأن الإسلام كلمة الله والإنسان خلق الله وخالق الشيء وصانعه لا يجهل طبيعته وكنهه : { ألا يعلم من خلق وهو اللطيف الخبير } الملك : 14 , وقد خلق الله الإنسان جسما كثيفا وروحا شفافا . جسما يشده إلى الأرض وروحا ليتطلع إلى السماء . جسما له دوافعه وشهواته , وروحا له آفاقه وتطلعاته . جسما له مطالب أشبه بمطالب الحيوان , وروحا له أشواق كأشواق الملائكة , هذه الطبيعة المزدوجة ليست أمرا طارئا على الإنسان ولا ثانويا فيه , بل هي فطرته التي فطره الله عليها , وأهله فيها للخلافة في الأرض منذ خلق آدم خلقا جمع بين قبضة الطين ونفخة الروح : { ذلك عالم الغيب والشهادة العزيز الرحيم الذي أحسن كل شيء خلقه وبدأ خلق الإنسان من طين ثم جعل نسله من سلالة من ماء مهين ثم سواه ونفخ فيه من روحه وجعل لكم السمع والأبصار والأفئدة قليلا ما تشكرون } السجدة : 6- 9 , وجاءت عقيدة الإسلام فلم تغفل الروح من أجل الطين ولم تغفل الطين من أجل الروح , بل زاوجت بينهما في وحدة منسقة ملتئمة وأعطت الروح حقها والجسد حقه في غير إفراط ولا تفريط , وعرف التاريخ أديانا ونحلا تقوم فلسفتها على إغفال الجانب المادي الجسدي في الإنسان والعمل على تعذيبه وإضعافه لينمو الجانب الوحي فيه ويصفو ويقوى كالبرهمية في الهند والرهبانية المسيحية , وفي مقابل هذا الاتجاه جاء الاتجاه المادي يجحد أن في الإنسان روحا أو أن في الكون إلها , إذ لا يؤمن إلا بما هو مادي تدركه الحواس وتحكمه التجربة , وبهذا عاش الإنسان عند هؤلاء نصف إنسان بل أدنى , عاش للجزء الحيواني فيه فحسب .
(6) غاية الإنسان :
وأما غاية الإنسان ومهمته في الحياة فقد بينتها عقيدة الإسلام أوضح بيان فالإنسان لم يخلق عبثا ولم يترك سدى , وإنما خلق لغاية وحكمة لم يخلق لنفسه ولم يخلق ليكون عبدا لعنصر من عناصر الكون , ولم يخلق ليتمتع كما تتمتع الأنعام ولم يخلق ليعيش هذه السنين التي تقصر أو تطول ثم يبلعه التراب ويأكله الدود ويطويه العدم إنه خلق ليعرف الله ويعبده ويكون خليفته في أرضه , خلق ليحمل الأمانة الكبرى في هذه الحياة القصيرة , أمانة التكليف والمسؤولية فيصهره الابتلاء وتصقله التكاليف وبذلك ينضج ويعد لحياة أخرى هي حياة الخلود والبقاء والأبد الذي لا ينقطع , إنه لنبأ عظيم حقا أن يكون هذا الإنسان لم يخلق لنفسه وإنما خلق لعبادة الله , ولم يخلق لهذه الدنيا الصغيرة الفانية وإنما خلق للحياة الخالدة الباقية , خلق للأبد ....
يقولون : إن الأحمق يعيش ليأكل والعاقل يأكل ليعيش فماذا نقول ؟ نقول : إن هذا القول لا يحل العقدة ؛ فإن العيش نفسه ليست غاية , فالسؤال لا يزال قائما : ولماذا يعيش الإنسان ؟
أما الماديون فقالوا : إنه يعيش لنفسه ومتاع دنياه , وأما المؤمنون فقالوا : إنما يعيش لربه الأعلى ولحياته الباقية الأخرى : { أفحسبتم أنما خلقناكم عبثا وأنكم إلينا لا ترجعون فتعالى الله الملك الحق } المؤمنون : 115 – 116 . وما أعظم الفرق بين الذي يعيش لنفسه والذي يعيش لربه , بين من يعيش لدنياه المحدودة ومن يعيش لوجود غير محدود بزمان ولا مكان , وإن النظرة المادية الملحدة لم تعرف للإنسان غاية , لأن الغاية تقتضي قصدا والقصد يقتضي قاصدا وهي تنكر أن يكون الإنسان قد خلق قصدا , ولهذا فليس للإنسان في نظرها رسالة غير رسالة الكدح وراء العيش وابتغاء تحسنه , وبعبارة أخرى وراء زينة الحياة الدنيا ومتاعها لا أكثر من ذلك , فإذا فني العمر القصير للإنسان فقد انتهى كل شيء في وجوده وما أصدق قول القرآن : { قل متاع الدنيا قليل } وهو ليس متاعا قليلا فحسب بل هو أيضا متاع رخيص متاع حقير , لأنه متاع حيواني محض سخر بعض الأدباء من طلابه وعشاقه فقال : ( من كانت غايته بطنه وفرجه فقيمته ما يخرج منهما ) , وحسبنا قول القرآن الكريم : { والذين كفروا يتمتعون ويأكلون كما تأكل الأنعام والنار مثوى لهم } الأعراف : 175 – 177 .
إن النظرة المادية للإنسان تجعله يدور حول نفسه فقط أي حول هواه وشهواته حول جسده ومتطلباته حول الجزء الحيواني فيه , وبذلك ينمو ويتضخم الجانب الحيواني المادي في الإنسان على حساب الجوانب الأخرى التي تضمر وتنكمش أو تذبل وتموت , ونمو الجانب المادي والحيواني في الإنسان بهذه السرعة والضخامة هو نمو خبيث نمو سرطاني يفضي في النهاية إلى هلاك الإنسان كله , إنه لابد للإنسان من هدف يتطلع إليه غير نفسه وهواها وإلا فإنه سيظل يدور حولها كالحمار في الرحا أو الثور في الساقية يدور ويدور والمكان الذي انتهى إليه هو الذي بدأ منه , أو كما قال أحد الكتاب الغربيين في وصف الوجوديين الذين تدور فلسفتهم حول تحقيق الإنسان وجوده وذاته فحسب : ( إن الوجودي مثله كمثل الكلب الذي يجري دائما حول نفسه ليمسك بذنبه فلا هو يدرك ذنبه ولا هو يقف عن الجري وهي لعبة يلعبها الكلاب حينما تجد الفراغ فتلهو بما لا نتيجة له ) , وهذا التشبيه يذكرنا بالمثل الذي ضربه القرآن لكل من انسلخ من آيات الله وأخلد الأرض واتبع هواه , قال تعالى : { واتل عليهم نبأ الذي آتيناه آياتنا فانسلخ منها فأتبعه الشيطان فكان من الغاوين ولو شئنا لرفعناه بها ولكنه أخلد إلى الأرض واتبع هواه فمثله كمثل الكلب إن تحمل عليه يلهث أو تتركه يلهث ذلك مثل القوم الذين كذبوا بآياتنا فاقصص القصص لعلهم يتفكرون ساء مثلا القوم الذين كذبوا بآياتنا وأنفسهم كانوا يظلمون } محمد : 12 .
غدا نكمل .. المراحل الفكرية للإنسان ...
والعفو للأخ ألكتراز ...:biggthump
سلام :)