* الغنى والثراء حلم كل إنسان؛ وأعتقد أنني اكتشفت أسهل وأسرع طريقة تجعلك مليونيرا.. الفكرة ببساطة هي ان تترك هذه الجريدة وتسارع لشراء تذكرة سفر إلى احدى الدول التالية:منقو و و ل
ـ إلى أوكرانيا حيث المليون كاربوفانيت (العملة المحلية) يساوي 21ريالاً فقط!
ـ أو إلى تركيا حيث تحصل على مليون ليرة مقابل 43ريالاً!
ـ أو إلى الكونغو حيث تحصل على مليون جونج بـ 75ريالاً!
ـ أو الى جارتها انجولا حيث تصبح مليونيرا بـ 117ريالاً فقط!
ـ أو إلى غينيا بيساو حيث تحصل على مليون بيسو مقابل 206ريالات لا غير!
ـ أو إلى روسيا ولبنان وايطاليا وفيتنام وأفغانستان وروسيا البيضاء.. وجميع الدول التي تتعامل بوحدات نقدية صغيرة تشعرك بالثراء.. وجيوبك خاوية!!
* على أي حال ـ قبل أن تقول أنت ـ اعترف ان الفكرة (تعبانة). فالمهم ليس صغر الوحدة النقدية في بلد ما، بل القوة الشرائية التي تتمتع بها العملة الوطنية. فالمواطن الأمريكي مثلا يستطيع بـ (11) دولاراً التهام خمس قطع "هامبورغر" بينما زميله الألماني لا يحصل بذلك المبلغ الا على أربع قطع فقط. ولكن على الأمريكي أن يعمل "45" دقيقة ليحصل على تلك الوجبة، بينما لا يلزم الألماني العمل سوى "30" دقيقة للحصول علىها. ومن خلال هذه المقارنة "السندوتشية" نستنتج ان تكاليف المعيشة في ألمانيا تزيد عن أمريكا بحوالي (20%).. اما في روسيا فرغم ان "الهامبورغر" فيها هو الأرخص على مستوى العالم إلا أنه يجب على الروسي أن يعمل لخمس ساعات كي يحصل على قطعة واحدة.
* وبمناسبة الحديث عن روسيا نلاحظ ان موسكو ـ رغم انها تصنف كأغلى مدينة في أوروبا ـ الا ان الأوضاع المعيشية لمواطنيها تتدهور باستمرار. فالمواطن العادي الذي يستلم (875) روبلاً في الشهر يجب عليه ادخار راتب (300) يوم لشراء "تلفزيون ملون". كما يجب عليه العمل لشهرين متتالين لشراء بذلة رجالي، وعشرة أيام لدفع قيمة عشاء لشخصين في أحد المطاعم. أما مديرو المصانع (وهم الأكثر دخلاً بين الموظفين في روسيا) فعليهم العمل لستة عشر يوماً لشراء نفس التلفزيون، ويومين لشراء البذلة وخمس ساعات لدفع ثمن العشاء.
* ومن الواضح طبعاً ان ارزاق العالم على طرفي نقيض؛ فمن أجل شراء كيلو ارز يضطر سائق الأوتوبيس في بنغلادش للعمل طوال ثلاث ساعات بينما لا يلزم النجار في السويد العمل سوى (20) دقيقة للحصول على نفس الكمية. ويبدو ان سائق الأتوبيس في الهند ليس اسعد حظاً من أخيه في بنغلادش، فهو يضطر للعمل ساعة كاملة كي يتحصل على زجاجة بيبسي، بينما يمكن لسائق الأوتوبيس في هولندا وإيطاليا شراء تلك الزجاجة نظير العمل لست دقائق فقط، اما الجرسون في النمسا فيستطيع شراء اثنتي عشرة زجاجة من خلال العمل لساعة واحدة، بينما اجر تلك الساعة لا يمكن الجرسون في بوليفيا الا من شراء زجاجة واحدة فقط!!
* وغني عن القول ان الأحوال السيئة في بلد ما تعتبر جيدة جداً في بلد آخر.. وحكايتي المفضلة بهذا الخصوص تعود الى الستينات حين سمحت السلطات السوفيتية بعرض الفيلم الأمريكي "عنب الغضب" في صالات موسكو. فقد اعتقدت أن الفيلم يعطي صورة سيئة عن حياة العمال الأمريكان إبّان الأزمة الاقتصادية في الثلاثينات. غير أنها عادت ومنعت الفيلم حين اكتشفت أن المشاهدين مبهورين بالدرجة الأولى كيف أن العائلة الفقيرة في الفيلم ـ التي تمثل رمز الحرمان في أمريكا ـ كيف أنها كانت تملك سيارة!!!؟
