دخلت من الباب حاملا البطيخة الكبيرة بيد وبالأخرى سلة الخبز والخضار,لم يكترث أخي الأصغر لمروري من فوق وجهه وهو نائم في الصالة على الأرض ,بينما كان أبي كعادته يتصفح الجريدة المتهدلة أركانها من أثر الطي والفرد, والعرق والتراب ,حتى صارت تشبه أمي في مساء كل يوم جمعة بعد يوم الغسيل الشاق والمعاناة من ثلاث رجال يحملون مشاكل الصغار في أعينهم وأذهانهم,وأختي الوحيدة التي صنعت حياة مستقلة في غرفة منعزلة تبتعد بها عن حياة مملة راكدة,لكن هذا اليوم اختلف قليلا عن أيام الجمعة الكثيرة الماضية,فقد أعلن الجرس عن قدوم مخلوق من خارج البيت,ذهبت أمي بملابسها الشبه مبتلة لفتح الباب ,وبعد عدة كلمات خافتة تنحى رجل من أمامها وأخلى الطريق لأحضان النساء تلك وسلاماتهم التي لا يليق معها الصوت الهادئ .
"أهلا يا حبيبتي " "واحشاني مووت" وحاجات كدة "إتفضلوا اتفضلو"
تفضل الضيوف , الرجل صديق لأبي وزميل له في العمل ,وزوجته الأنيقة الطويلة , وابنته المناسبة لي مبدئيا ,وابنه.
تنحى أخي من الطريق بسرعة ودخلت أمي وضيفتها وابنتهاللغرفة الأخرى,وانتبه رجالنا ورجالهم للجلوس في الصالون"الذي هو الصالة والسفرة وخلافه"وكنت أنا أجلس على مفترق الطرق بين الجماعتين,لكن لم تسنح لي الفرصة للي الرقبة"حيث أغلقت أختي الباب عليهم ورمقتني بنظرة مؤذية"
انتبه الجميع على صوت عال مزعج لا يصدر عن من يملك أعصابه,وكان يحمل ألما لا يطاق , وبعد وقوفهم مدهوشين للحظة ,عادت لهم عقولهم ,وأخذ كل في المشاركة بعمل شيئ:
الضيف:رفع البنطلون عن ساقي .
أخي :حبس الدم المتدفق لأعلى.
أبي:مص الدم الملوث وبصقه بعيدا.
ابن الضيف:أحضر شيئا ما ربطوا به ساقي.
أمي؟ ماتت من الخوف.
ضيفتها:قالت يا ساتر يا رب.
كانت أصول الزيارة في هذه المرة أن تأتي من زيارتين,زيارة زميل وأسرته, وزيارة لعقرب.
وكان الدور المؤثر للبنتين حيث انهالا على العقرب بالشباشب حتى تلاشى.
جلس الجميع مع الجميع وكانت لي ملاحظة ما
وجدت أبي يتملق زوجة ضيفه ,
ووجدت ضيفه يتملق أمي,
وابنته تتملق أخي,
وابنه يتملق أختي,
والعكس بالعكس ,
وجلست أنا أراقب الجميع.
