مراهق من هذا الزمان
في يوم من الايام كنت ساكن في قريه صغيره .. قريه الى يومكم ما قدرو يحددون وين مكانها.. من صغرها كنها قاعة بياله.. القريه هذي فيها سبع بيوت .. اثنين من هالبيوت طاحت والسبه الزلزال اللي جا في مصر وفيه مدرسه ما فيها الا سبعة طلاب وثلاث مدرسين وواحد منهم ما خذ اجازه من اول السنه يقول يبي يرتاح نفسيا ... حتى انه كاتبن في نموذج الاجازه.. تحت بخط صغير ( عمري ما شفت ناس بالغباء هذا) وفيه بقاله صغيره اسم صاحبها ابو مطر.. كل المنتجات الي فيها منتهي تاريخها... كل سنه ادخل على ابو مطر والقى نفس البضاعه ... حتى عنده جبن لبشكري ( البقره الضاحكه) تمسك العلبه وتشوف الصوره تلقى البقره لها دقن من قدم العلبه وحسيت ان فيها شي غريب انها ما تضحك تحس ان الزمن هدها فوق الرف .. هذا غير المزرعه اللي عندنا... ما فيها الا نخلتين .. وياليتها نخلتين صاحيه .. وحده صغيره ومايله والثانيه جمبها .. طويله وما فيها سعف... كل سعفها طايح على هاالنخله الصغيره ... كنها رقاصه وواحد ينقط عليها .....
المهم عشت في هذي القريه سنوات عمري خدام لهالنخلتين كل فجر يصجنا الوالد ويقومني عشان اسقي النخله وانا من قوة النوم احط الي في الحوض وانام جمبها... كني قنفذ ميت برد ... ومقابل هذا الكرف وعدني الوالد ان نجحت اروح للرياض.. عند ولد عمتي السبهه هيثم.. واقضي الاجازه عنده...
مرت الايام وانطوت السنه ... ودخلت الاختبار.. وشاري الاقلام اللي عند ابو مطر كلها.. عارف في النهايه ما راح يكتب الا قلم واحد ... دخلت الاختبار وجلست احل ما في الفصل الا انا واثنين معي .. جلست احل واحل.. الين جاا وقت النتايج ... ورحت اشوفها .. دخلت على المدير وهو جالس ونظاراته...اكبر من وجهه طالعه العدسات كأنها درايش صالة افراح
قلت بأدب ابي النتيجه ... قالي رح شف اسمك على الجدار.
ناظرت فيه مستغرب .. قلت في نفسي اخس يالجامعه.. اللي عدد الطلاب الف وشوي
ترا كلنا سبعه .. لو تكتبنا في ورقة براشيم كفتنا
رحت شفت اسمي.. صراحه تعبت وانا ادور...كانو قاصين نتايج الثانويه اللي في جريدة الرياض وملزقينها مع اسامينا .. عشان اللي يدخل يقول يا كثر طلاب المدرسه
بالحسره لقيت اسمي... لقيت مكتوب ناجح وينقل للصف اللي بعده ... الترتيب الرابع
على الفصل واحنا ثلاثه
المهم رجعت للبيت ودخلت على ابوي .. وعطيته الشهاده... ناظرها.. وناظرني
وزي العاده قام يسب نعنبوك اكيد ساقط يا وجه القرد انت وشعرك هالمنتفش
هاللي كنه اسلاك تلفون تحت فرشة قديمه .. قلت يبه .. قسم بالله اني ناجح .. ابتسم وقالي خلاص رح ضف عفشك مع وجهك .. والحق على مصيول بيمشي للرياض .. رح معه خله يوصلك
طلعت وانا اركض .. من الحماس صفق وجهي في الباب .. على طول سمعت صرخه الوالد يقول ( ارفق على الباب يا حمار ) .. ( صراحه قهرني ما خاف علي خاف على الباب ) .
دخلت الغرفة وجبت شماغ وفردته .. وحطيت عفشي ( ما كان عندنا شناط كانا نحط الشماغ هو شنطتنا .. ( بقشه ) .. يعني عالم ملحطه .. وانا اغني .. لبشير حمد شنان وافتح دولابي .. واطلع الثوب الجديد ثوب العيد والمناسبات الثوب الرسمي .. ثوبي البرتقالي .. اللي يشوفه .. يقول كنه نخمة باكستاني شارب مرندا .. جمعت عفشي .. ولحقت على مصيول لقيته جالس في الونيت وفاصخ شماغة طالع راسه كنه ليمون لومي .. وانا اناظر في الونيت لقيته مليان .. فا جيت عنده وقلت يا مصيول ما فيه مكان قدام .. قال اركب في الصندوق وهو يضحك .. شفت ضروسه هالطويلة كنها طلقات رشاش عيار خمسين .. قلت يا مصيول الونيت مليان خرفان .. صعبة الجنتله .. هذي تروح .. شوي ضحك وقالي بالله أي جنتله انت وهالثوب البرتقالي وكشك كنك مكنسة دورة مياه المقبض حقها برتقالي واليافها شعرك .. بغيت اصفقه بالبقشة بس مشيتها .. وركبت ورى وقلت له سق بشوي شوي .. ؟
مشينا بالسيارة .. وكان محمل معي في الصندوق غنم .. وتيوس .. احس انهم يضحكون علي .. احس ان فيه خلل في شخصيتي .. المهم اكلنا مطبات وعوائق حتى ان فيه واحد من الخرفان بغى يطيح ومسكت يده .. ورجعته للصندوق .. اول ما ركب قالي مشكور يا الحبيب وهو يضحك ( بدى ينصب ) .. قلت معليش وش تضحك عليه .. قالي بالله ما لقيت غير هالثوب البرتقالي .. ( يلعن أم الحالة حتى البهايم تكلمت لو مشيت مفصخ كان بيجيني تهزيء اقل ) قلت شف يا اخ خروف الثوب هذا قصته قصة .. هو في الاصل كان ساري لشغالة هندية عند جيرانا ما بغته واخذته وفصلته ثوب .. جلست اسولف عليه الين وصلنا الرياض .. ونزل مصيول .. وجا عند باب الصندوق وقام يناديني .. قلت نعم يا خوي خير ما تشوفني .. قالي تصدق ما عرفتك من بين هالخرفان .. ما عرفتك إلا من ثوبك هالبرتقالي .. ( شكيت في نفسي وحسيت ان الله خالقني خروف وإلا جيناتي معدله على جينات خروف ) قمت اشوف وجهي في مراية البراية اللي معي .. واشوف وجه الخروف اللي جمبي .. قلت لمصيول .. حرام عليك فيه فرق في الحواجب .. ضحك وقالي انزل هذا بيت عمتك.. جعله في وجهك هالي كنه زبادي منكب على تراب ..
نزلت وراح مصيول .. ووقفت عند الباب .. ودقيت الجرس انفتح الباب وطلع في وجهي رجل عمتي .. جنتل .. ناظرني .. اول ما شافني .. قالي ماعندنا زبالة اليوم تعال بكرة .. ( فكرني عامل نظافه ) .. قلت لا يا رجل عمتي انا علي .. مديت يدي .. وهو يناظرني من تحت لفوق ورى شكلك كذا .. وش فيه شعرك منتفش كنه من اشجارالزينه اللي في الشوارع.. وبعدين شكلك كأنك نايم في مغارة وتوك طالع منها .. صراحه انحرجت وقلت المشكلة يا رجل عمتي .. ان الحلاق اللي في الديرة ما خذ اجازه ووعدنا انه بيجي بعد سته شهور وصار لنا ثلاث سنوات وحنا ننتظره .. وإلى يومك ما بعد جاء .. عشان كذا تشوف شعري .. توه جا بيتكل قلت له على طول وين هيثم .. قالي هيثم داخل .. مديت يدي لرجل عمتي وقلت له شكرا .. ناظرني وقالي كل تبن وادخل داخل .. قالها وراح .. دخلت الحوش وجلست اضبط الجزمه .. فصختها .. وبديت افك الشاش إللي على رجلي .. وانا افك ناظرني هيثم .. وقالي سلمات يا ولد عمتي عسا ماشر ليكون كسر .. قلت لا يبن الحلال بس ما عندي شراب وقلت شينه البس جزمه بدون شراب عشان كذا لفيت رجلي بشاش طلع كني لابس شراب .. ما امداني اخلص كلامي .. إلا شفت الولد تمدد ضحك .. وهو يقولي .. بالله وش هالوصخ اللي في ثوبك .. مار تحت عمارة تبنى وطايح عليك سطل بوية برتقاليه .. افصخ ثوبك خل امي تغسله ... عشان يرجع ابيض
..قلت يا ابن الحلال الثوب لونه كذا .. (يلعن ام الحالة من طلعت من الديرة وانا اتهزء ) .. قالي تعال امش اعطيك من ثيابي .. لأن حنا نبي نروح للاستراحه .. دخلت بيتهم وشفت الرخام .. وتذكرت بيتنا اللي ارضيته سمنت .. لا وفي زوايد يعني تسرح ما تدري إلا اصبعك ضارب في وحده من الهزوايد اللي طالعه ووجهك منشب في اقرب جدار .. حتى اضافر اصابعنا مفتحه ... شوي دخلت غرفته وشفت السرير ومفرشه .. وتذكرت سريري وشرشف المربعات وكمبلي اللي مرسوم عليه نمر طاقته الشيخوخه النمر هذا عايش اكثر مني في البيت .. بغيت اصيح وانا اتفرج .. وانا اناظر رمى علي بنطلون وقالي البسه .. وافصخ ثوبك .. قالها وطلع ينتظرني برى .. وهو برى جلس يكلم بالجوال .
شوي قمت اصارخ .. دخل علي بسرعه .. وشافني مرمي على الأرض والبنطلون علي .. قالي وش فيك .. قلت البنطلون ضيق الدم تحجر في فخذي .. افصخه تكفى عجزت افصخه .. قام يناظر قال وش هالمنتفش في البنطلون وقام يلمس .. انا صراحه شفت يده تمشي في اماكن انا ما اسمح لنفسي المسها .. ( لا يروح تفكيركم لبعيد سيقاني ) ما اقدر المسها عشاني ما اطولها .. شوي قالي يا حمار لابس البنطلون على الصروال الطويل .. قلت إيه وتحتهم صروال سنه بعد .. اجل البسه لحاله .. قالي إيه تلبسه لحاله .. قلت هين كثر منها .. وإذا انشق من يسترني ... قالي منتب عاقل يا بسكال .. من الثور اللي بيشوفك من اللي يبغى كبده تحوم .. ( صراحه اقنعني كلامه ) .. قالي البسه لحاله ولا يكثر بسرعه تأخرنا على الشباب ..
لبسته وطلعت انا وياه .. وهو يناظر فيني .. ويقول صراحه ما تجي جنز وتي شيرت .. وشعر كشه .. قلت انا ليش بالعكس حركه .. قالي صراحه شكلك كنك محمد عبد الجواد ايام الثمانينات يوم كان مع المنتخب .. اسمع ابوديك للحلاق ..
رحنا للحلاق اول ما شافني سوى نفسه مشغول .. وقال هيثم .. معليش عندي شغل اليوم ضغط .. ( خاف من شعري حاس انه بياخذ اجازه من التعب لو حلق لي اليوم ) .. المهم جلس هيثم يقنعه .. انه يحلق .. قاله شف يا هيثم .. في مشتل جمبي هنا .. رح وده لهم .. لأن صراحه شعر خويك يبغاله خارج دوام .. مثل خارج دوام حق ارامكو .
طلعنا ورحنا للمشتل .. وقام يناظرني المزارع .. وهو يقول شف ابحلق له .. بس عطوني خمس دقائق .. ابدخل اجيب شي وجاي .. رح المزارع .. ورجع بعد خمس دقائق ومعه شنطه مليانه عدة .. لابسها على ظهرة مثل حقين الابتدائي .. جا عند ولد عمتي وقاله اسمع .. انا ابنزل في شعر خويك .. بس شف ثلاثة ايام إذا ما طلعت بلغ .. اني مفقود .. زين .. المهم حلق الرجل ... وجلسنا ثلاث ساعات .. وهو يقصقص بالمنشار الكهربائي ... وحق الشجر .. الين خلا قصة شعري كابوريا .. صراحه حسيت اني بديت انحرف على يد ولد عمتي .. وبديت انسى العادات والتقاليد .. وتذكرت ابوي .. وحنته .. كنه مكينه سدرك مغيرين القير من الرابع للثالث
..
طخلص الحلاق وجاه تورم في عضلات يده .. وأصابات ونزيف .. وقام يستفرغ .. وهو يقول لقيت هياكل عضمية لقمل .. شكلهم جلسو سنوات ينتظرون الغيث يجيهم .. شكل خويك ما قد سبح يا هيثم .. حتى اني يوم جيت ابطلع لقيت قملة ميته وهي ساجده .. كأنها تدعي ان الغيث يجي .. ضحك في وجهه هيثم .. وعطاه حسابه ..
طلعنا .. وانا ما نيب مقتنع باللي سويته .. قلت يا هثيم وش هالقصة الله يهديك .. قالي يا بن الحلال .. مهو ازين من شعرك اول .. كنك خروف محد يقدر يشوف وجهك .. قلت ميده اقول وين بتروح هالحين .. قالي ابد ابوريك حاجات عمرك ما قد شفت مثلها .. بنمر الفيصلية .. عشان تشوف العيشة .. ناظرت فيه قلت يا هيثم احد قالك اني ميت .. وش اللي اشوف العيشة .. حلات هالحواجب اللي كنها سكة قطار مهجورة ..
وانا اتكلم معه .. وصلنا للفيصلية ونزلنا نمشي فيها ... وطارت عيوني .. على هالبنات .. قمت اخمبق واقول وش هذا ... وش هالعبياات هذي .. ناظرني ولد عمتي وهو يضحك .. هذي العباية المخصرة .. عارف انك ما قد شفت كذا .. قلت ميده من وين اشوف كذا .. وكل اللي في الديرة عجز .. وثيابهم هالمشجرة .. وعباياتهم كنها بيوت شعر من كبرها .. قلت في نفسي .. يا الله الرياض تغير .. وين أيام اول امشي فيه .. كله مليان جموس هيئه .. وناس محتشمه ... والكل يخاف على عرض الثاني .. وانا افكر جت وحد جمبنا وزلقت .. وهي تمشي وطاحت علي .. اول ما طاحت قلت ما تشوفين شر يا خاله .. قامت البنت .. وراحت وهي تناظر فينا .. وهيثم يقول تبي الرقم ... وانا ظر وهي تناظر كأن حنا في فلم مصري قديم بطولة عماد حمدي وفاتن حمامه شوي صديت وخليتها وقلت ميد هيثم شف يا خوي ترى جينا نتفرج وبس بعدها سكت .. وانا اقول في نفسي وين البنات اول .. ما كانت تقدر تحط نظرها في غير محارمها .. واليوم حدث ولا حرج .. وانا افكر سمعت واحد يقول اثباتك ... انت وياه ..ناظرت لقيت واحد مطوع .. وولد عمتي يتراجف .. كنه خلاط يخلطون فيه ثلج .. انا طلعت اثباتي .. طبعا بطاقه الوانها رايحه .. من الشمس حتى ان وجهي سياح فيها كنه ككاو مرمي في سطح قال المطوع .. وش عندكم مع البنت اللي قبل شوي .. هاه .. توني ابتكلم .. إلا يجي المطوع الثاني ويقولي انطم ولا كلمه يا فاجر .. عطيتها الرقم خلاص .. هاه .
.. المهم ولد عمتي انحاش .. جيت ابنحاش معه .. انشق البنطلون من ورى .. أول ما انشق جلست على البلاط .. جلست العن في ولد عمتي .. يوم يقول افصخ الصروالين كلها .. جلست العن والهيئة يشوتون .. كنهم يلعبون كورة .. شوي صرخت البنت .. جت وقالت لهم اني ما سويت لها شي .. وبالحسرة اقتنعو .. وجا الاول اعتذرلي والثاني يقولي لعد تعودها .. حسيت ان فيه كبر .. وانه يقنع نفسه انه صح.. سألت الاول قلت وش فيه هو كذا قال توه ملتزم .. ومتشدد شوي .. قلت ياخوي ترى الدين تعامل ... والامر بالمعروف والنهي عن المنكر يكون بالكلمه الحلوه .. والجانب اللين مهوب باليد .. والمصارخ والمنافخ .. ترى هذا اللي يكره الناس في الهيئة .. الهمجية من بعض الاخوان .. قالي حنا آسفين .. وتقدر تمشي .. قلت الله لا يهينك ولا عليك امر .. فيه محل هنود قدامك .. جبلي قماش ساري عشان اقدر استر به الشق اللي طالع .. بس تكفى لا يكون القماش برتقالي .. أختر أي لون ثاني .. ( متعقد من بداية القصة .. مهزء ) ؟
المهم جاب القماش .. وتلحفت فيه كني سرلنكية .. وجاني ولد عمتي .. وقالي ابوديك مكان تفحيط بس بعد ما تغير اللبس اللي عليك .. ناظرته وقلت .. بالله انت كم عمرك .. قالي سته وعشرين .. قلت حرام عليك هذي عقليتك يا خوي غزل .. وتفحيط .. وسهر وهبال .. تدري وش مشكلة الشباب ؟ انه يفهمون الوناسه غلط .. انها هبال وطهبلة .. وكل شي قدام هذي نظرت الشباب للشاب الزاحف .. والمهوي والمهبول .. واللي يكلم اكثر من بنت .... واكثر واحد يقدر يسهر .. ويسوي جريات .. يا خوي إلى متى ... إلى متى قلي ؟
يا خوي غلط كذا .. انا جيت ابنبسط عندك .. بس الظاهر اني ما راح اقدر اتأقلم على عيشتك .. انت مراهق .. وانا على نياتي وجاي من الديرة ما نعرف هالحركات .. وشكلي لو جلست عندك اكثر من كذا ابصير مثلك مراهق .. والدليل هالبنطول اللي علي رجال طول وعرض وبنطلون وقصات .. ناقصني مكرفون ومسرح واغني لك واشكالك ..
على العموم .. انا راجع للديرة والله يعين على ابوي انشاف شعري كذا .. يا الله يا ولد عمتي انتبه لنفسك .. زين .. ترى الدنيا ما فيها امان .. وحاول تفهم .. الحياة صح .. ؟
MS-007
