يقول الله تعالى : ( اقرأ بسم ربك الذي خلق (1) خلق الإنسان من علق (2) اقرأ و ربك الأكرم (3) الذي علم بالقلم (4)
علم الإنسان ما لم يعلم (5) ..... إلى آخر الآيات )
عندما تنظر إلى الغرب ، تجد أنهم دائماً ما يحملون في يدهم
كتاباً حتى إذا ما وجد أحدهم وقت فراغ ، سواء كان
يقف في صف انتظار أو لمجرد أنه يركب الباص جعل يقرأ
في الكتاب !
وهم أهل دنيا !
بينما نحن !
نحن الذين أول ما نزل من ديننا هو
( اقرأ ) ..
برغم هذا تجدنا أقل الشعوب قراءة ، وأقلها علماً !
هل تعلم أن أصغر مطبعة في أوروبا تنتج من الكتب سنوياً
مايفوق إنتاج الدول العربية مجتمعة من الكتب ؟!!!
ثم انظر إلى إحدى البرامج التليفزيونية الثقافية لتصاب
بقليل من الشيب المبكر على الإجابات الدالة على تدني
الثقافة العربية بشكل عام ، وإلا فكيف تفسر أن طالباً
جامعياً لا يعرف إن كان للإنسان كلية واحدة أو كليتان !
ثم تصاب برعب أكبر عندما يقول أحدهم :
مادام القلب على الشمال لازم تكون الكلية على اليمين !
عندما كنت أحمل كتاباً في المدرسة غير الكتب المنهجية
فإنني كثيراً ما أقابل بنظرات تحمل علامة تعجب بقدر
جبل أحد ، ولا بأس ببعض التساؤلات التي تتمحور
حول السبب الذي جعلني اتجرأ على قراءة غير ما توجبه
علينا الوزارة ! .
والغريب عندما أسألهم مالذي يقرءونه ، يجيبونني
باستهتتار بأن
" الدنيا مش ناقصها نكد " !
كثيرٌ من الناس يخطئون في إملاء كلماتٍ بسيطة ..
بعضهم لا يستطيع التفريق بين ( إلا ) و ( إلى ) ..
عدد مرعب لا يعرف متى توضع همزة وصل ومتى توضع همزة
قطع ، ادخل إحدى المنتديات على الإنترنت واستمتع
بالمشاهدة بنفسك !!!
بالتأكيد أن سيبويه سيصاب بجلطة في الدماغ عندما يرى
العدد الهائل الذي لا يعرف الفرق بين خبر كان وخبر إن ،
ولا يدركون أن حرف ( في ) يجر فأراً وجبلاً والكون من
أوله إلى آخره !
لماذا هذا كله ؟؟؟؟
لأنهم لم يقرأوا .. لم يتدربوا منذ الصغر على مفردات
لغتهم سوى في المدرسة ، حيث يتم حفظ قوالب
متكررة للثعلب والدجاجة و ( أحمدون ) و ( هندون ) !
و ( لماذا ) - أضخم من سابقتها – لم يقرأوا ؟
لأنهم وإن حاولوا سيشعرون بالقرف !!
فمن المتوقع أن تكون قصص الأطفال جذابة حتى تشجعهم على
قراءتها ..
ولكن عندما تقع في يدي إحدى القصص العربية أشعر بحالة من
البؤس ، اللون البني أو الأزرق هو الغالب ، خطوط كثيرة ،
طباعة رديئة وورق مثير للشفقة ! ..
وفوق هذا كله أحداث يصعب على الكبار فهمها أو ربما تكون
من السطحية حتى أن الطفل يأبى أن يهين عقليته بقراءتها !!
أضف على ذلك عدم تشجيع الآباء أبنائهم على القراءة ، والأمر
لمعظمهم سيان ، سواء قرأ الابن أو لم يقرأ !
هل ينقصنا الإبداع؟؟؟؟
هل حقا لا نستطيع أن نصنع شخصية تحمل أفكارنا ،
يتعلق بها الأطفال ؟؟؟؟
هل ينقصنا الباحثين ليعرفوا مالذي يمكن أن يثير اهتمام الأطفال ؟
و لماذا لا نستطيع القراءة كما يفعل باقي العالم ؟؟؟؟
لماذا لا يوجد لدينا مصطلح
( استغلال الأوقات المستقطعة ) ؟؟
هل هو نسيان أم جهل عندما نمر على آيات قرآنية تحثنا على العلم و التفكر و من ثم نلقيها وراء ظهورنا بمجرد أن ننتهي من التلاوة
؟؟؟؟
هل أسئلتي صعبة يا جماعة ؟
إذن لماذا لا يوجد جواب ؟
