المسلم قد ينتقد وبعد حين يثني ، مالمانع ؟؟؟

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله ، وعلى آله وصحبه ومن والاه ، وبعد
في البداية أحب أشكر جميع الأخوة والأخوات ( الأعضاء الكرام ) على ردودهم الغالية على قلبي جدا جدا وهذا أن دل على شئ ، فإنما يدل على إخوتنا بعضنا لبعض ومحبتنا بعضنا لبعض مستنيرين بذلك ومسترشدين بقوله ( صلى الله عليه وسلم ) { إنما المؤمنون كالجسد الواحد إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالسهر والحمى } .
ولكن البعض عاب علي انه أمري غريب (( أن انتقد الشيخ ثم أثني عليه )) والبعض الآخر استخدم كلمة في غير محلها (( عندما قال لي : إتق الله )) .
فالبنسبة للأمر الأول : نعم من الوارد شرعا وعرفا أن انتقد إنسان لفعل معين ، ثم أثني عليه بعد ساعة لقيامه بالضد من الفعل الأول ، وهذا وارد ، وارد أولا بالقرآن الكريم في قصة المخلفين الثلاثة الذين تخلفوا عن النبي صلى الله عليه وسلم في غزوة تبوك ، ثم إذا ماعاد النبي جاءوا واعتذروا له صلى الله عليه وسلم ، فانتقدهم المولى عز وجل في صدر حيث قال { وعلى الثلاثة الذين خلفوا } فهنا أنبهم وانتقدهم على هذا الفعل ، ولكن لما جاءوا الى النبي صلى الله عليه وسلم وصدقوه القول ولم يكذبوه كالمنافقين نجد بأن الله تعالى أثنى عليهم وبنفس الآية حينما قال { ثم تاب عليهم ليتوبوا } فجاءتهم توبة الله عليهم ومغففرته لزلتهم .
وأيضا هذا وارد في السنة أيضا ، حينما نجد بأن النبي صلى الله عليه وسلم قد انتقد بشدة وأنب الصحابي الجليل أبو ذر الغفاري حينما طعن بسيدنا بلال وقال له ( يابن السوداء ) فأنبه النبي بشده وانتقده على هذا الفعل فقال له { ياأبا ذر أعيرته بأمه ؟؟؟ إنك امرؤ فيك جاهليه } لكنه بعد حين يثني على أبي ذر الغفاري في قوله صلى الله عليه وسلم { رحم الله أبا ذر يمشي وحده ويموت وحده ويبعث يوم القيامة وحده } لما لحق النبي صلى الله عليه وسلم مشيا في غزوة تبوك بعد أن ماتت راحلته .
فأنا لم اسمع الشيخ يذكرنا بأي دعاء لذلك ( لم انتقده كما فهم البعض والذي يفهم الكلام على مزاجه وهواه فهذا شأنه وليس شأني ) ولكني عاتبته المحب للمحب والمسلم للمسلم والأخ للأخ ، والرسالة مازالت موجودة والذي يشك في كلامي يستطيع العودة إليها ليتأكد .
ويجب أن يعلم الجميع أن العتب لايكون إلا بين الأحباب فالذي يحب يعتب والذي يحب يلوم أما المكره ( أبعدنا الله عن الكره ) لايعتب ولايلوم وإنما يهاجم ويفتري ، وأنا والحمد لله لاأهاجم ولاأفتري لأني والحمد لله محب ( والله يشهد ) ولست بكاره مسلم إلا من يعتدي على حدود الله وحدود رسوله صلى الله عليه وسلم .
وبالنسبة إلى النقطة الثانية للأخ العضو ( لاأريد ذكره ، سامحه الله ) يقول لي ( إتق الله ) بارك الله فيك حينما تأمرني بتقوى الله عز وجل ، ولكني أعلم أنك استخدمت هذه العبارة لالتذكرني ولكن لتؤنبني ، فلماذا ياأخي هذا التأنيب ، أنا عاتبت الشيخ بكل أدب واحترام لأني أعلم قدره ومنزلته ليس عندك فقط ولكن عند جميع المسلمين ، فهل وجدت في رسالتي مايسئ إلى الشيخ أو ينتقص من قدره وعلمه ، بل على العكس أنا عاتبته من دون باقي العلماء لأني اعتقد في قرارة نفسي أن الشيخ مستجاب الدعوة فأحببت أن يدعوا الله تعالى لنا ، وهذه حقيقة أنا لمستها في الحج في العام الماضي ، حينما صلينا خلفه في الجمعة الأولى في المسجد الحرام وقال ( اللهم اسقنا الغيث ) ماتام كلامه إلا والسماء قد انفتحت علينا بماء منهمر ، ولثلاثة أيام والمطر ينزل يروي الأرض والعباد بحمد الله تعالى ، فمن هنا أردت للشيخ أن يذكر العراق والمجاهدين في دعائه ، وتستطيع أن تعود إلى رسالتي الثانية في الثناء على الشيخ لترى بركة دعائه في انتصارات المجاهدين في الفلوجة بعد دعوة الشيخ لهم يوم أمس
على العموم بارك الله في الجميع ودعائي لكم بالأمن والسلام في أوطانكم
والسلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته