مشاركة: الموضوع الدعوي الجامع
الفوائد العشرة ... لمن غض بصره
بسم الله الرحمن الرحيم
(1) امتثال لأمر الله الذي هو غاية سعادة العبد في معاشه ومعاده ، وليس للعبد في دنياه وآخرته أنفع من امتثال أوامر ربه تبارك وتعالى ، وما سعد من سعد في الدنيا والآخرة إلا بامتثال أوامره ، وما شقي من شقي في الدنيا والآخرة إلا بتضييع أوامره .
(2) يمنع من وصول أثر السهم المسموم الذي لعل فيه هلاكه إلى قلبه .
(3) أنه يورث القلب أنسا بالله وجمعية على الله ، فإن إطلاق البصر يفرق القلب ويشتته ، ويبعده من الله ، وليس على العبد شيء أضر من إطلاق البصر فإنه يوقع الوحشة بين العبد وبين ربه .
(4) يقوي القلب ويفرحه ، كما أن إطلاق البصر يضعفه ويحزنه .
(5) أنه يكسب القلب نوراً كما أن إطلاقه يكسبه ظلمة ، ولهذا ذكر الله آية النور عقيب الأمر بغض البصر ، فقال : ( قل للمؤمنين يغضوا من أبصارهم ويحفظوا فروجهم ) ، ثم قال اثر ذلك : ( الله نور السماوات والأرض ، مثل نوره كمشكاة فيها مصباح ) ، أي مثل نوره في قلب عبده المؤمن الذي امتثل أوامره واجتنب نواهيه ، وإذا استنار القلب أقبلت وفود الخيرات إليه من كل جانب ، كما أنه إذا أظلم أقبلت سحائب البلاء والشر عليه من كل مكان ، فما شئت من بدعة وضلالة واتباع هوى ، واجتناب هدى ، وإعراض عن أسباب السعادة واشتغال بأسباب الشقاوة ، فإن ذلك إنما يكشفه له النور الذي في القلب ، فإذا فقد ذلك النور بقي صاحبه كالأعمى الذي يجوس في حنادس الظلام .
(6) أنه يورث الفراسة الصادقة التي يميز بها بين المحق والمبطل ، والصادق والكاذب ، وكان شاه بن شجاع الكرماني يقول : من عمر ظاهره باتباع السنة وباطنه بدوام المراقبة ، وغض بصره عن المحارم ، وكف نفسه عن الشهوات ، واعتاد أكل الحلال لم تخطئ له فراسة ؛ وكان شجاع هذا لا تخطئ له فراسة .
(7) أنه يورث القلب ثباتا وشجاعة وقوة ، ويجمع الله له بين سلطان البصيرة والحجة وسلطان القدرة والقور ، كما في الأثر : " الذي يخالف هواه يفر الشيطان من ظله " ، وضد هذا تجده في المتبع هواه من ذل النفس ووضاعتها ومهانتها وخستها وحقارتها ، وما جعل الله سبحانه فيمن عصاه ، كما قال الحسن : " إنهم وإن طقطقت بهم البغال وهملجت بهم البراذين ، فإن ذل المعصية لا يفارق رقابهم ، أبى الله إلا أن يذل من عصاه " ، وقد جعل الله سبحانه العز قرين طاعته والذل قرين معصيته ، فقال تعالى : ( ولله العزة ولرسوله وللمؤمنين ) ، وقال تعالى : ( ولا تهنوا ولا تحزنوا وأنتم الأعلون إن كنتم مؤمنين ) ، والإيمان قول وعمل ، ظاهر وباطن ، وقال تعالى : ( من كان يريد العزة فلله العزة جميعا ، إليه يصعد الكلم الطيب والعمل الصالح يرفعه ) ، أي من كان يريد العزة فليطلبها بطاعة الله وذكره من الكلم الطيب والعمل الصالح ، وفي دعاء القنوت : " إنه لا يذل من واليت ولا يعز من عاديت " ، ومن أطاع الله فقد والاه فيما أطاعه، وله من العز سب طاعته ، ومن عصاه فقد عاداه فيما عصاه فيه ، وعليه من الذل بحسب معصيته .
(8) أنه يسد على الشيطان مدخله من القلب ، فإنه يدخل مع النظرة وينفذ معها إلى القلب أسرع من نفوذ الهواء في المكان الخالي ، فيمثل له صورة المنظور غليه ويزينها ، ويجعلها صنما يعكف عليه القلب ، ثم يعده ويمنيه ويوقد على القلب نار الشهوة ، ويلقي عليه حطب المعاصي التي لم يكن يتوصل إليها بدون تلك الصورة ، فيصير القلب في اللهب ، فمن ذلك تلد الأنفاس التي يجد فيها وهج النار ، وتلك الزفرات والحرقات ، فإن القلب قد أحاطت به النيران من كل جانب ، فهو وسطها كالشاة في وسط التنور ، ولهذا كانت عقوبة أصحاب الشهوات بالصور المحرمة : أن جعل لهم في البرزخ تنوراُ من نار ، وأودعت أرواحهم فيه إلى حشر أجسادهم ، أراها الله نبيه -صلى الله عليه وسلم- في المنام في الحديث المتفق على صحته .
(9) أنه يفرغ القلب للتفكر في مصالحه والاشتغال بها ، وإطلاق البصر يشتت عليه ذلك ويحول بينه وبينها فتنفرط عليه أموره ويقع في اتباع هواه وفي الغفلة عن ذكر ربه ، قال تعالى : ( ولا تطع من أغفلنا قلبه عن ذكرنا واتبع هواه وكان أمره فرطا ) ، وإطلاق النظر يوجب هذه الأمور الثلاثة بحسبه .
(10) أن بين العين والقلب منفذا أو طريقا يوجب اشتغال أحدهما بما يشغل به الآخر ، يصلح بصلاحه ويفسد بفساده ، فإذا فسد القلب فسد النظر ، وإذا فسد النظر فسد القلب ، وكذلك في جانب الصلاح ، فإذا خربت العين وفسدت خرب القلب وفسد ، وصار كالمزبلة التي هي محل النجاسات والقاذورات والأوساخ ، فلا يصلح لسكنى معرفة الله ومحبته والإنابة إليه ، والأنس به ، والسرور بقربه ، وإنما يسكن فيه أضداد ذلك .
المرجع : الجواب الكافي
للإمام : ابن القيِّم بن الجوزيه
--------------------------------------------------------------
بسم الله الرحمن الرحيم
رسالة من ابن عثيمين
من محمد بن صالح العثيمين (رحمه الله تعالى) إلى الابن/الابنة ............ حفظه الله تعالى
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
وبعد فقد سألتني بارك الله فيك أن أضع لك منهجا تسير عليه في حياتك وإني لأسأل الله تعالى أن يوفقنا جميعا لما فيه الهدى والرشاد والصواب والسداد وأن يجعلنا هداة مهتدين صالحين مصلحين فأقول :
أولاً : مع الله عز وجل :
1- احرص على أن تكون دائما مع الله عز وجل مستحضراً عظمته متفكراً في آياته الكونية مثل خلق السموات والأرض وما أودع فيهما من بالغ حكمته وباهر قدرته وعظيم رحمته ومنته وآياته الشرعية التي بعث بها رسله ولا سيما خاتمهم محمد صلى الله عليه وسلم.
2- أن يكون قلبك مملوءاً بمحبة الله تعالى لما يغذوك به من النعم ويدفع عنك من النقم ولا سيما نعمة الإسلام والاستقامة عليه حتى يكون أحب شيء إليك .
3- أن يكون قلبك مملوءاً بتعظيم الله عز وجل حتى يكون في نفسك أعظم شيء . وباجتماع محبة الله تعالى وتعظيمه في قلبك تستقيم على طاعته قائما بما أمر به لمحبتك إياه تاركاً لما نهى عنه لتعظيمك له .
4- أن تكون مخلصاً له جل وعلا في عباداتك متوكلاً عليه في جميع أحوالك لتحقق بذلك مقام { إياك نعبد وإياك نستعين }. وتستحضر بقلبك أنك إنما تقوم بما أمر امتثالا لأمره وتترك ما نهى عنه امتثالا لنهيه فإنك بذلك تجد للعبادة طعما لا تدركه مع الغفلة وتجد في الأمور عونا منه لا يحصل لك مع الاعتماد على نفسك.
ثانياً : مع رسول الله صلى الله عليه وسلم :
1- أن تقدم محبته على محبة كل مخلوق ، وهديَه وسنته على كل هدي وسنة .
2- أن تتخذه إماما لك في عباداتك وأخلاقك بحيث تستحضر عند فعل العبادة أنك متبع له وكأنه أمامك تترسم خطاه وتنهج نهجه. وكذلك في مخالقة الناس أنك متخلق بأخلاقه التي قال الله له عنها {وإنك لعلى خلق عظيم }. ومتى التزمت بهذا فستكون حريصاً غاية الحرص على العلم بشريعته وأخلاقه.
3- أن تكون داعياً لسنته ناصراً لها مدافعاً عنها فإن الله تعالى سينصرك بقدر نصرك لشريعته.
ثالثاً : عملك اليومي غير المفروضات :
1- إذا قمت من الليل فاذكر الله تعالى وادع بما شئت فان الدعاء في هذا الموطن حري بالإجابة واقرأ قول الله تعالى { إن في خلق السموات والأرض } حتى تختم سورة آل عمران وهي عشر آيات.
2- صَلِّ ما كتب لك في آخر الليل واختم صلاتك بالوتر.
3- حافظ على ما تيسر لك من أذكار الصباح. قل مائة مرة لا إله إلا الله وحده لا شريك له له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير.
4- صل ركعتي الضحى .
5- حافظ على أذكار المساء ما تيسر لك منها .
رابعاً : طريقة طلب العلم :
1- احرص على حفظ كتاب الله تعالى واجعل لك كل يوم شيئا معينا تحافظ على قراءته ولتكن قراءتك بتدبر وتفهم.وإذا عنّت لك فائدة أثناء القراءة فقيدها.
2- احرص على حفظ ما تيسر من صحيح سنة الرسول صلى الله عليه وسلم ومن ذلك حفظ عمدة الأحكام.
3- احرص على التركيز والثبات بحيث لا تأخذ العلم نتفاً .. من هذا شيء ومن هذا شيء لأن هذا يضيع وقتك ويشتت ذهنك.
4- ابدأ بصغار الكتب وتأملها جيدا ثم انتقل إلى ما فوقها حتى تحصل على العلم شيئا فشيئا على وجه يرسخ في قلبك وتطمئن إليه نفسك.
5- احرص على معرفة أصول المسائل وقواعدها وقيد كل شيء يمر بك من هذا القبيل فقد قيل " من حرم الأصول حرم الوصول".
6- ناقش المسائل مع شيخك أو من تثق به علماً وديناً من أقرانك ولو بأن تقدر في ذهنك أن أحداً يناقشك فيها إذا لم تمكن المناقشة مع من سَمّينا .
هذا وأسأل الله تعالى أن يعلمك ما ينفعك وينفعك بما علمك ويزيدك علماً ويجعلك من عباده الصالحين وحزبه المفلحين .... والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
----------------------------------------------
مخالفات شرعية يقع فيها رواد الإنترنت
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وآله وصحبه ومن والاه .. و بعد :
فهذه بعض المخالفات الشرعية التي يقع فيها بعض من يسيء استخدام الإنترنت . وضعتها هنا ، ولا أزعم استقصاء كل المنكرات و لكن حسبي أن أنبّه على أخطرها .. والله المستعان .
·
أوّلاً : مخالفات تتعلق بزيارة المواقع المحرمة ، ومنها :
1 ـ مواقع الكفر والإلحاد على اختلاف أشكالِه وصورِه دون وجود علم شرعي للزائر يقيه من الشبهات.
2 ـ مواقع أهل البدع كالرافضة والصوفية والأشاعرة و الإباضية و غيرهم دون وجود علم شرعي للزائر يقيه من الشبهات.
3 ـ مواقع أهل الاتّجاهات المخالفة للإسلام كالعلمانية والحداثة و القومية ونحوها .
4 ـ مواقع السحر والكهانة والتنجيم و الحظ وما إليها ..
5 ـ مواقع الأفلام والصور الإباحية ...
6 ـ مواقع الأغاني والموسيقى ..
7 ـ مواقع الأفلام و الفيديو المحرمة مثل : المسرحيات و التمثيليات وعروض الأزياء و الرقص ..
8 ـ مواقع تعليم الانتحار السرقة والتجسس ..
9 ـ مواقع الربا و القمار والمعاملات المحرمة ..
10 ـ مواقع التعارف والصداقة بين الجنسين ..
ثانياً : مخالفات تتعلق بمواقع المحادثات و الشات ومنها :
1 ـ التحدث مع الجنس الآخر غيرالمَحْرَم بلا غرض شرعي .
2 ـ التحدث في قضايا الغزل والحب ..
3 ـ التحدث في موضوعات الجنس و العلاقات المحرمة .
4 ـ إضاعة الأوقات حتى ولو كان الكلام في أصله مباحاً .
5 ـ ما يحصل في بعض مواقع المحادثات من إمكانيّة مشاهدة صورة الرجل للمرأة والعكس ..
·
ثالثاً : مخالفات تتعلّق بساحات الحوار و المنتديات ، و منها :
1 ـ كتابة الأخبار المكذوبة ونشر الشائعات المفتعلة ؛ خاصّةً و أنّها مبنيّة في الغالب على المجاهيل .
2 ـ إيذاء المسلمين و التشهير بالمستورين منهم ..
3 ـ الطعن في المسلمين بغير حقٍ ..
4 ـ تنقّص علماء الأمّة و حرّاس الشريعة و نشر زلاّتهم ومثالبهم ..
5 ـ تبادل الاتّهامات الجائرة ، و إلقاء الكلام على عواهنه بلا بَيّنة ..
6 ـ كشف الأسرار المتعلقة بمصالح المسلمين .
7 ـ القول على الله بغير علم ، والتحدث في المسائل الشرعية والفتوى من غير المختصّين .
8 ـ إضاعة الأوقات في المهاترات الفارغة .
·
رابعاً : مخالفات تتعلّق بالبريد الاكتروني والرسائل ، و منها :
1 ـ تبادل الصور وعناوين المواقع الإباحية ..
2 ـ تبادل رسائل الغرام والغزل بين الجنسين ..
3 ـ إرسال بطاقات التهاني بأعياد الميلاد وغيرها من المناسبات المحرّمة .
4 ـ اختراق صناديق الآخرين بغير عذرٍ شرعيِ ظاهر .
·
خامساً : مخالفات تتعلّق بالتعامل الاكتروني مع الآخرين ، ومنها :
1 ـ تدمير المواقع بغير حقٍ شرعيِّ بيّن ..
2 ـ اختراق أجهزة الآخرين وسرقة مقتنياتهم وملفّاتهم ..
3 ـ تبادل المعاملات المخالفة للقواعد الشرعية مثل : المبايعات و المساهمات الباطلة ..
4 ـ الزواج الاكتروني الذي يفتقد الوليّ والشاهدين .
هذا ما تيسّر عرضه في هذه العُجالة ، أسأل الله تعالى أن ينفع بها و يجزي مَن أعان على نشرِها خيراً ، وأن يجنّبنا والمسلمين مواقع الفتن ، وأسباب البلاء ، , وأن يرزقَنا حسنَ استخدام هذه الشبكة و غيرها من وسائل العصر في ما ينفع المسلمين . والله أعلم و صلّى الله وسلّم على نبيّنا محمّد وآله وصحبه أجمعين.
إنتهت الحلقة الأولى.
مشاركة: الموضوع الدعوي الجامع
الحلقة --2--
أبــشــر أيـهـا الــمـــريــض
محمد الركبان
الحمد لله مـقد ر الأقدار، وكاشف الأسفام ودافع الأكدار.. والصلاة والسلام على نبيه المختار، وآله الكرام وصحبه الأخيار.. أما بعد:
فإلى من شاء الله ابتلاءهم بالشدائد والكروب..
وإلى من أراد تمحيصهم بالأسقام علام الغيوب..
فذاك مريض فقد صحته..
وآخر حار في معرفة سقمه وفهم علته..
وثالث خارت قواه وزالت بشاشته..
وهم - مع ذلك - ذاكرون شاكرون، وصابرون محتسبون.. تأملوا قول النبي { عجبا لأمر المؤمن، إن أمره كله له خير، وليس ذلك لاحد إلا للمؤمن، إن أصابته سراء شكر، فكان خيرا له، وإن أصابته ضراء صبر فكان خيرا له } [ رواه مسلم ].
فوعوا الخطاب، وأعدوا له محكم الجواب..
فكم من نعمة لو أعطيها العبد كانت داءه، وكم من محروم من نعمة حرمانه شفاؤه.. وعسى أن تكرهوا شيئا وهو خير لكم وعسى أن تحبوا شيئا وهو شر لكم [البقرة:216].
أخي المريض، شفاك الله وعافاك!
ومن كل سقم وبلاء حماك..
قلب طرفك في هذه العجالة، وجل ببصرك بما فيها من عبارة ومقالة..
فهي وقفات مطعمة بنور الوحي، ومعطرة بعبير الرسالة..
أسأل الله تعالى أن يجعل في ذكرها عزاء، وفي دعائها شفاء، وفي أحكامها غناء.
------الوقفة الأولى.. المتاع الزا ئل..
تلكم هي الدنيا التي اغتر بها كثير من الناس فجعلها منتهى أمله، و أكبر همه.. وصفها ربها بقوله: وما هذه الحياة الدنيا إلا لهو و لعب [العنكبوت:640]، وما الحياة الدنيا إلا متاع الغرور [الحدبد:121].
وبين خلـيله حاله معها بقوله: { ما أنا في الدنيا إلا كراكب استظل تحت شجرة ثم راح وتركها } [رواه الترمذي].
ذلك أنه عرف منزلتها ؟ وتبين له دنوها وحقارتها..
قال : { لو كانت الدنيا تعدل عند الله جناح بعوضة، ما سقى كافرا منها شربة ماء } [رواه الترمذي]،
وهي مع ذلك لا يدوم لها حال، إن أضحكت قليلا أبكت كثير و إن سرت يوما أبكت أياما ودهورا..
لا يسلم العبد فيها من سقم يكدر صفو حياته، أو مرض يوهن قوته ويعكر مبا ته..
ومن يحمد الدنيا لعيش يسره *** فسوف لعمري عن قليل يلومها
ولذلك كانت وصية من عرف قدرها : {كن في الدنيا كأنك غريب أو عابر سبيل } [رواه البخاري].
وهكذا.. من عرف حقيقة الدنيا زهد فيها.. ومن زهد فيها هانت عليه أكدارها ومصائبها..
--------الوقفة الثانية.. البلاء عنوان المحبة..
عن أنس بن مالك قال: قال رسول الله : {إن عظم الجزاء مع عظم البلاء، وإن الله إذا أحب قوما إبتلاهم، فمن رضي فله الرضى، ومن سخط فله السخط } [رواه الترمذي].
فالبلاء والأسقام إذا كانت فيمن أحسن ما بينه وبين ربه ورزقه صبرا عليها كانت علامة خير ومحبه..
قال : {إذا أراد الله بعبده خيرا عجل له العقوبة في الدنيا.. } [رواه الترمذي].
ومن تأمل سير الأنبياء والرسل عليهم الصلاة السلام - وهم من أحب الخلق إلى الله - وجد البلاء طريقهم، والشدة والمرض ديدنهم.. { دخل عبدالله بن مسعود على الرسول وهو يوعك، فقال: يا رسول الله إنك توعك وعكا شديدا، قال : أجل، إني أوعك كما يوعك الرجلان منكم.. } [متفق عليه]، وسأله سعد بن أبي وقاص رضي الله عنه: أي الناس أشد بلاء؟ قال : { أشد الناس بلاء الأنبياء، ثم الأمثل فالأمثل، يبتلى الرجل على حسب دينه، فإن كان دينه صلبا إشتد بلاؤه، وإن كان في دينه رقة ابتلي على حسب دينه، وما يبرح البلاء بالعبد حتى يتركه يمشي على الأرض ما عليه خطيئة } [رواه الترمذي].
لقد تأمل السلف هذه العبارة، وأدركوا ما فيها من إشارة..
* فعدرا البلاء نعمة، والمرض والشدة بشارة..
ولهذا لما مر وهب بمبتلى، أعمى مجذوم، مقعد عريان، به وضح، كان يقول: الحمد لله على نعمه، فقال رجل كان مع وهب: أي شيء بقي عليك من النعمة تحمد الله عليها؟، فقال له المبتلى: إرم ببصرك إلى أهل المدينة، فانظر إلى أكثر أهلها، أفلا أحمد الله أنه ليس فيها أحد يعرفه غيري.
--------الوقفة الثالثة.. البلاء طريق الجنة..
إن الأمراض والأسقام من جملة ما يبتلي الله به عباده، امتحانا لصبرهم، وتمحيصا لإيمانهم.. بل هي - لمن وفق لحسن التأمل والتدبر - نعمة عظيمة توجب الشكر..
قال تعالى: وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ بِشَيْءٍ مِّنَ الْخَوفْ وَالْجُوعِ وَنَقْصٍ مِّنَ الأَمَوَالِ وَالأنفُسِ وَالثَّمَرَاتِ وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ، الَّذِينَ إِذَا أَصَابَتْهُم مُّصِيبَةٌ قَالُواْ إِنَّا لِلّهِ وَإِنَّـا إِلَيْهِ رَاجِعونَ، أُولَـئِكَ عَلَيْهِمْ صَلَوَاتٌ مِّن رَّبِّهِمْ وَرَحْمَةٌ وَأُولَـئِكَ هُمُ الْمُهْتَدُونَ .
الله أكبر.. أي فضل بعد صلوات الرب ورحمته وهداه؟
وعن جابر بن عبد الله رضي الله عنهما قال: قال رسول الله : {يود أهل العافية يوم القيامة حين يعطى أهل البلاء الثواب لو أن جلودهم كانت قرضت في الدنيا بالمقارض } [رواه الترمذي].
وعن ابن مسعود قال: قال رسول الله : {ما من مسلم يصيبه أذى من مرض فمـا سواه إلا حط الله به من سيئاته كما تحط الشجرة ورقها } [رواه مسلم].
وعن أبي هريرة قال: قال رسول الله : {ما يزال البلاء بالمؤمن والمؤمنة في نفسه وولده وماله حتى يلقى الله تعالى وما عليه خطيئة } [رواه الترمذي].
{ وأتت امرأة إلى النبي ، فقالت: إني أصرع وإني أتكشف فادع الله تعالى لي، فقال : إن شئت صبرت ولك الجنة، وإن شئت دعوت الله أن يعافيك، فقالت: أصبر } [متفق عليه]، { ودخل على أم السائب، فقال: ما لك يا أم السائب تزفزفين؟، قالت: الحمى لا بارك الله فيها، فقال: لا تسبي الحمى، فإنها تذهب خطايا بني آدم كما يذهب الكير خبث الحديد } [رواه مسلم ].
قال ابن أبي الدنيا: كانوا يرجون في حمى ليلة كفارة ما مضى من الذنوب.
أخي الحبيب.. لعل لك عند الله تعالى منزلة لا تبلغها بعملك، فما يزال الله تعالى يبتليك بحكمته بما تكره ويصبرك على ما ابتلاك به، حتى تبلع تلك المنزلة.. فلم الحزن إذا؟!
--------الوقفة الرابعة.. الأجر الجاري..
من لطف الله تعالى ورحمته أنه لا يغلق بابا من أبواب الخير إلا فتح لصاحبه أبوابا.. فعلاوة على ما يكتب للمرضى من الأجر جزاء ما أصابهم من شدة ومرض وصبرهم عليه؛ لا يحرمهم ثواب ما إعتادوا فعله من الطاعات إذا قصروا عنها بسبب المرض.
فعن أبي موسى الأشعري قال: قال رسول الله :{ إذا مرض العبد أو سافر كتب الله تعالى له الأجر مثل ما كان يعمل صحيحا مقيما } [رواه البخاري].
فأي كرم بعد هذا الكرم، وأي فضل أوسع من فضل مسدي النعم..؟
راحة العبد من العمل، وكتابة أجر ما كان يعمل..
--------الوقفة الخامسة.. لا بد للعسر من يسر..
هذه سنة الله تعالى في خلقه.. ما جعل عسرا إلا جعل بعده يسرا.. والأمراض مهما طالت وعظمت لا بد لأيامهـا أن تنتهي، ولا بد لساعاتها - باذن الله - أن تنجلي.
ولرب نازلة يضيق بها الفتى*** ذرعا و عند الله منها المخرج
ضاقت فلما استحكمت حلقاتها *** فرجت وكان يظنها لا تفرج
قال وهب بن منبه: لا يكون الرجل فقيها كامل الفقه حتى يعد البلاء نعمة ويعد الرخاء مصيبة، وذلك أن صاحب البلا ينتظرالرخاء وصاحب الرخاء ينتظر البلاء..
قال تعالى: فإن مع العسر يسرا إن مع العسر يسرا [الشرح:5-6].
--------الوقفة السادسة.. غنيمة المرض..
لو تأمل المريض فوائد مرضه وحسناته ما تمنى زواله..
فبالرغم مما فيه من تكفير للسيئات، ورفع للدرجات، وكتابة أجر ما كان يعمل من الصالحات، فيه أيضا فرصة عظيمة لمن وفق لاستغلال الأوقات..
فالمريض يحصل له في حال مرضه من أوقات الافراغ ما لا يحصل له فيما سواه.
فاحرص - رعاك الله - على استغلال أوقاتك في ما يقربك من الله، من قراءة للقرآن وحفظه. وطلب للعلم واستزادة من النوافل، وأمر بالمعروف ونهي عى المنكر، ودعوة الى الله... واعلم - شفاك الله وعافاك - أن المسلم مأمور باتباع أوامر الله تعالى في سرائه وضرائه، وفي حال صحته وبلائه..
-------الوقفة السابعة.. النعم المغبونة..
لا يقدر نعم الله تعالى إلا من فقدها..
وكأني بك وقد أنهك المرض جسدك، وأذهب السقم فرحك، أدركت قوله : { نعمتان مغبون فيهما كثير من الناس، الصحة والفراغ } [رواه البخارى].
فالصحة من أجل النعم التي أنعم الله بها علينا، لا يقدرها إلا المرضى..
وهكذا.. فكم من النعم قد غفلنا عنها، وكم من النعم قد قصرنا بواجب شكرها..
وأجل تلك النعم وأعظمها.. نعمة الايمان والهداية..
فكم من الناس قد غبنها، فلم يقوموا بواجب شكرها، وتكاسلوا عن الاستقامة عليها..
وحين تلوح لك بوادر الشفاء، وتسعد ببدء زوال البلاء، اقدر لهذه النعم قدرها، واعرف فضل وكرم منعمها، وتدبر حالك عند فقدها أو نقصها، فأعلن بذلك توبة نصوحا من تقصيرك في شكر كل نعمة، وتفريطك في استعمالها فيما يرضي ذا الفضل والمنة..
اجعل توبتك الآن.. نعم، الآن.. عل هذه التوبة أن تكون سببا في رفع ما أنت فيه من كربة، ودفع ما تعانيه من شدة.. قال علي رضي الله عنه: "ما نزل بلاء إلا بذنب ولارفع إلا بتوبة"..
وإن لم يكتب لك من مرضك شفاء، فنعم يختم العمر به توبه صادقة..
------الوقفة الثامنة.. لكل داء دواء..
من رحمة الله تعالى أن المرض مهما بلغ من الشدة والعناء، وشاء الله للعبد الشفاء، يسر له دواء ناجحاً، وعلاجا نافعاً..
فعن أبي هريرة قال: قال رسول الله : { ما أنزل الله داء إلا أنزل له شفاء } [متفق عليه]،
لكن الشفاء - بعد توفيق الله - لا بد له من أمور:
منها.. حسن التوكل على الله والالتجاء إليه وحسن الظن به.. فهذا خليل الرحمن يصدع في يقين الواثق: وإذا مرضت فهو يشفين [الشعراء:80].
فلا شافي إلا الله، ولا رافع للبلوى إلا هو سبحانه..
والراقي والرقية والطبيب والدواء أسباب قد يسر الله تعالى بها الشفاء..
فاجعل توكلك على الله وتعلقك به لتظفر بالصحة والعافية في الدنيا، والسلامة والفوز في الآخرة..
فإذا ابتليت فثق بالله وارض به *** إن الذي يكشف البلوى هو الله
وهوسبحانه حكيم عليم لايفعل شيثا عبثا، ورحيم تنوعت رحماته، لا يقفي قضاء إلا كان خيرا للعبد، قال : { عجبت للمؤمن!! إن الله عز وجل لم يقض له قضاء إلا كان خيرا له } [رواه أحمد].
ومنها.. التدواي بالرقى الشرعية من الكتاب والسنة..
قال تعالى: وننزل من القرآن ما هو شفاء ورحمة للمؤمنين [:82].
فاحرص - شفاك الله - على رقية نفسك بالقرآن وما ورد في السنة النبوية، فهي من أنفع الأسباب لزوال العلة، وكشف الكربة.. وذلك كقراءة سورة الفاتحة، والبقرة، والإخلاص، والمعوذتين.. وغيرها، والقرآن كله شفاء ورحمة..
ومما ورد من الأدعية والأذكار ما جاء عن عائشة رضي الله عنها: { أن رسول الله كان إذا اشتكى الإنسان الشيء منه، أو كانت به قرحة أو جرح قال النبي بأصبعه هكذا - ووضع سفيان بن عيينة - أحد الرواة - سبابته بالأرض ثم رفعها - وقال: "بسم الله، تربة أرضنا، بريقة بعضنا، يشفى به سقيمنا، بإذن ربنا"} [متفق عليه]، وعنها رضي الله عنها: { أن النبي كان يعود بعض أهله يمسح بيده اليمنى ويقول: "اللهم رب الناس أذهب الباس، واشف، أنت الشافي لا شفاء إلا شفاؤك، شفاء لا يغادر سقما" } [متفق عليه].
وعن عثمان بن العاص رضي الله عنه: { أنه شكا إلى رسول الله وجعا يجده في جسده، فقال : "ضع يدك على الذي يألم من جسدك وقل: بسم الله ثلاثاً وقل سبع مرات: أعوذ بعزة الله وقدرته من شر ما أجد وأحاذر"} [رواه مسلم].
وعن ابن عباس رضي الله عنهما، أن النبي قال: { من عاد مريضا لم يحضره أجله فقال عنده سبع مرات: أسال الله العظيم رب العرش العظيم أن يشفيك، إلا عافاه الله من ذلك المرض } [رواه ابو داود والترمذي].
وعن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه،{ أن جبريل أتى النبي فقال: يا محمد اشتكيت؟ قال: نعما، قال: "بسم الله أرقيك، من كل شيء يؤذيك، من شر كل نفس أو عين حاسد، الله يشفيك، بسم الله أرقيك" } [رواه مسلم].
وعن ابن عباس رضي الله عنه، { أن النبي كان يدعو عند الكرب: "لا إله إلا الله العظيم الحليم، لا إله إلا الله رب العرش العظيم، لا إله إلا الله رب السموات ورب الأرض ورب العرش الكريم" } [متفق عليه].
وعن سعد بن أبي وقاص قال: قال رسول الله : { دعوة ذي النون، إذ دعا وهو في بطن الحوت "لا إله إلا انت سبحانك إني كنت من الظالمين" فانه لم يدع بها مسلم في شيء قط إلا استجاب الله له } [رواه الترمذي].
لكن هده الأدعية والرقى تريد قلبا خاشعا، وذلا صادق، ويقينا خالصا، لا ترديدا على سبيل التجربة والاختبار..
ومنها... الد عاء..
علاوة على ذكر من الأدعية والرقى فإن دعاء الله تعالى والألتجاء إليه من أعظم ما ينفع.. بل قد يكون هدف الكربة ومقصدها، قال تعالى: فأخذناهم بالباساء والضراء لعلهم يتضرعون [الأنعام:42].
أما خطر ببالك أنه سبحانه ابتلاك بهذا المرض ليسمع صوتك وأنت تدعوه، ويرى تضرعك وأنت ترجوه..
فارفع يديك وأسل دمع عينيك، وأظهر فقرك وعجزك، واعترف بذلك وضعفك، تفز برضى ربك وتفريج كربك..
ومنها.. ا لاستعانة بالصلاة..
قال تعالى: واستعينوا بالصبر والصلاة
{ وكان رسول الله إذا حزبه أمر صلى } [رواه أحمد].
ومنها.. الإكثار من الصدقة..
فعن اي أمامة رضي الله عنه، { أن النبي قال: "داووا مرضاكم بالصدقة" } [صحيع الجامع]
ومنها.. التداوي بما ورد أنه شفاء..
كالعسل والحبة السوداء وماء زمزم والحجامة...
ومنها.. التداوي بما أحله الله من الأدوية المباحة..
------الوقفة التاسعة.. احذر مزالق الشيطان..
فهو لا يفتأ يتربص بالمسلم في حال قوته وضعفه..
فاحذر - رعاك الله - من مزالقه.. ومنها:
- إساءة الظن بالله أو التسخط والجزع..
قال : { إن الله عز وجل يقول: أنا عند ظن عبدي بي، إن ظن بي خيرا فله، وإن ظن شرا فله } [رواه أحمد وبن حبان]، يعني ما كان في ظنه فإني فاعله به.
- إشاعة المرض، أو استطالة زمنه..
فاحرص على كتم آلامك وأحزانك، واحذر من إشاعة مرضك، والتحدث به على سبيل الشكوى والاعتراض.. لا على سبيل الاعلام والإخبار..
قال معروف الكرخي: إن الله ليبتلي عبده المؤمن بالأسقام والأوجاع، فيشكو الى أصحابه فيقول الله تبارك وتعالى: وعزتي وجلالي ما ابتليتك بهذه الأوجاع والأسقام الا لأغسلك من الذنوب فلا تشكني..
- إضاعة الأوقات فيما لا ينفع، أو فيما يسخط الله من إستماع أو نظر أو فعل محرم..
- التهاون في ستر العورات..
- التداوي بالمحرمات..
قال : { إن الله أنزل الداء والدواء، وجعل لكل داء دواء، فتداووا ولا تتداووا بحرام } [رواه أبو داود].
ومن أشد هذه المحرمات.. إتيان السحرة والكهنة، قال : { من أتى كاهنا فصدقه بما يقول فقد كفر بهـا أنزل على محمد } [رراه أحمد والحاكم].
وهو طريق الخزي والمحق في الدنيا، والخسارة والذلة في الآخرة.. ولئن يصبر العبد على مرارة المرض وشدته خير له من أن يسلك طريقأ يفضي به إلى النار..
-------الوقفة العاشرة.. من أحكام المرضى..
الطهارة..
- يجب على المريض أن يتطهر بالماء بأن يتوضأ من الحدث الأصغر، ويغتسل من الحدث الأكبر، فإن لم يستطع ذلك لعجزه أو لخوفه من زيادة المرض أو تأخر برئه تيمم، وذلك بأن يضرب بيده على تراب طاهر له غبار ضربة واحدة، ثم يمسح وجهه بباطن أصابعه، وكفيه براحتيه.
والعاجز عن استعمال الماء حكمه حكم من لم يجد الماء لقوله تعالى: فاتقوا الله ما اسطعتم [التغابن:16].
- إن كان مرضه يسيرلا يخاف من استعمال الماء معه تلفا، ولا مرضا مخوفا، ولا إبطاء برىء، ولا زيادة ألم، ولا شيئا فاحشا، كصداع وألم ضرس، ونحوهما، أو كان بإمكانه استعمال الماء الدافيء ولا ضرر عليه فلا يجوز له التيمم.
- إن كان لا يقدر على الحركة ولا يجد من يناوله الماء جاز له التيمم. فإن كان لا يستطيع التيمم يممه غيره.
- إذا كان المريض في محل لم يجد ماء ولا ترابا ولا من يحضر له الموجود منهما، فإنه يصلي على حسب حاله.
- إن تلوث بدنه أو ملابسه او فراشه بالنجاسة ولم يستطع إزالتها أو التطهر منها، جاز له الصلاة على حالته التي هو عليها ولا إعادة عليه.
- لا يجوز له تأخير الصلاة عن وقتها بأي حال من الاحوال بسبب عجزه عن الطاهرة أو إزالة النجاسة أو عدم توفر الماء أو التراب.
- من به جروح أو حروق أو كسر او مرض يضره استعمال الماء فأجنب جار له التيمم، وإن أمكنه غسل الصحيح من جسده وجب عليه ذلك، وتيمم للباقي.
- المريض المصاب بسلس البول أو استمرار خروج الدم او الريح، ولم يبرأ بمعالجته، عليه أن يتوضأ لكل صلاة بعد دخول وقتها، ويغسل ما يصيب بدنه وثوبه، أو يجعل للصلاة ثوبا طاهرا إن تيسر، ويحتاط لنفسه احتياطا يمنع انتشار البول أو الدم في ثوبه أو جسمه أو مكان صلاته. وما خرج في الوقت من البول فلا يضره بعد وضوءه إذا دخل الوقت.
وله أن يفعل في الوقت ما تيسر من صلاة وقراءة في مصحف حتى يخرج الوقت فإذا خرج الوقت وجب عليه أن يعيد الوضوء، أو تيمم إن كان لا يستطيع الوضوء.
- إن كان عليه جبيرة يحتاج إلى بقـائها مسح عليها في الوضوء والغسل، وغسل بقية العضو، وإن كان المسح على الجبيرة أو غسل ما يليها من العضو يضره كفاه التيمم عن محلها وعن المحل الذي يضره غسله.
- يبطل التيمم بكل ما يبطل الوضوء وبالقدرة على استعمال الماء أو وجوده إن كان معدوما.. والله أعلم.
الصلاة..
- أجمع أهل العلم على أن من لا يستطيع القيام له أن يصلي جالسا، فإن عجز عن الصلاة جالسا صلى على جنبه مستقبلا القبلة بوجهه، والمستحب أن يكون على جنبه الأيمن، فإن عجز عن الصلاة على جنبه صلى مستلقيا.
- من قدر على القيام وعجز عن الركوع أو السجود لم يسقط عنه القيام، بل يصلي قائما فيومىء بالركوع، ئم يجلس ويومىء بالسجود.
- إن كان بعينه مرض، فقال ثقات من الأطباء: إن صليت مستلقيا أمكن مداواتك وإلا فلا، فله أن يصلي مستلقيا.
- من عجز عن الركوع والسجود أومأ بهما، ويجعل السجود أخفض من الركوع، وإن عجز عن السجود وحده ركع وأومأ بالسجود.
- إن لم يمكنه أن يحني ظهره حنى رقبته، وإن كان ظهره متقوسا فصار كأنه راكع، فمتى أراد الركوع زاد في إنحنائه قليلا، ويقرب وجهه إلى الأرض في السجود أكثر من الركع ما أمكنه ذلك.
- من لم يقدر على الإيماء برأسه كفاه النية والقول.
- متى قدر المريض قي أثناء الصلاة على ما كان عاجزا عنه، من قيام أو قعود أو ركوع أو سجود أو إيماء، انتقل إليه وبنى على ما مضى من صلانه.
- إذا نام عن صلاة أو نسيها وجب عليه أن يصليها متى اسيقـظ أو ذكر.
- لا يجوز ترك الصلاة بأي حال من الأحوال، بل يحرص عليها أيام مرضه أكثرمن أيام صحته، فلا يجور له نرك الصلاة المفروضة حتى يفوت وقتها ولو كان مريضا ما دام عقله ثابتا، بل عليه أن يؤديها في وقتها حسب استطاعته، فإذا تركها عامدا وهو عاقل مكلف يقوى على أدائها أو إيماء بها فهوآثم. وقد ذهب جمع من أهل العلم إلى كفره بذلك.. وهو الصحيح.
- إن شق عليه فعل كل صلاة في وقتها فله الجمع بين الظهر والعصر، وبين المغرب والعشاء، جمع تقديم أو جمع تأخير، حسبما تيسر له.. والله أعلم.
الصيام..
- للمريض مع الصوم ثلاث حالات.
1- أن لا يشق عليه الصوم ولا يضره فيجب عليه الصوم.
2- ان يشق عليه الصوم فيكره له أن يصوم.
3- أن يضره الصوم فيحرم عليه أن يصوم.
- إذا كان لا يمكنه القضاء لكون مرضه مما لا يرجى برؤه أطعم عن كل يوم مسكينا. أما إن كان يمكنه القضاء فيصوم بعدد الأيام التي أفطرها بسبب المرض.
- يفسد صومه إذا صام بكل ما في معنى الأكل والشرب كحقن الإبر المغذية، وحقن الدم..، أما الإبر التي لا تغذي فلا تفطر سواء استعملها في العضلات أم الوريد، وسواء وجد طعمها في حلقه أم لم يجده.
- يفسد صومه- على الراجح- بالحجامة ونحوها، فأما خروج الدم بنفسه كالرعاف أو خروجه بقلع سن ونحوه فلا يفطر.
- القيء إن قصده أفطر، وإن قاء من غير قصده لم يفطر.
- يجوز للصائم قلع ضرسه أو مداواة جرحه، والتقطير في عينه أو أذنيه، أو أن يبخ في فمه ما يخفف عنه ضيق التنفس، ولا يفطر بذلك.. والله أعلم.
أخي المريض..
شفى الله سقمك، وعظم أجرك، وكفر ذنبك، ورزقك العافية في دينك وبدنك ..
مشاركة: الموضوع الدعوي الجامع
الإيدز AIDS .. عقوبة إلهية
مقدمة:-
الإيدز - متلازمة نقص المناعة المكتسب - مرض جنسي مصدره الشواذ اللوطيون ، يسببه فيروس متناهي الصغر لايرى الا بالميكروسكوب الأليكتروني يصيب جهاز المناعة (الدفاع والحماية) لدى الإنسان فيجعله عرضة للإصابة بالجراثيم والسراطانات مما يودي بحياته في فترة وجيزة بقدر الله سبحانه وتعالى.
والإيدز هو عقاب الله الدنيوي العاجل لمن يحارب الله ورسوله بفعل الفواحش وانتهاك الحرمات بمقارفة الزنا واللواط حيث يقول الله تعالى: {... ولا يزنون ومن يفعل ذلك يلق أثاما يضاعف له العذاب يوم القيامة ويخلد فيه مهانا }، ويقول جل من قائل: { ولا تقربوا الزنا إنه كان فاحشة وساء سبيلا }.
ويقول الله سبحانه وتعالى : { ولوطا إذ قال لقومه أتأتون الفاحشة وأنتم تبصرون } ، ويقول أيضا: { فلما جاء أمرنا جعلنا عاليها سافلها وأمطرنا عليها حجارة من سجيل منضود مسومة عند ربك وما هي من الظالمين ببعيد } .
ويقول الرسول صلى الله عليه وسلم: ( كيف أنتم إذا وقعت فيكم خمس ، وأعوذ بالله أن تكون فيكم أو تدركوهن ، ما ظهرت الفاحشة في قوم قط يعمل بها فيهم علانية إلا ظهر فيهم الطاعون والأوجاع التي لم تكن في أسلافهم ..... )
جهاز المناعة لدى الإنسان:-
حيث إن فيروس الإيدز يسلطه الله تعالى على جهاز المناعة لدى الإنسان المصاب ، لذا فلا بد لنا أن نتعرف سويا على هذا الجهاز بشئ من التفصيل...
إن جهاز المناعة يتكون من نوعية خاصة من خلايا الدم البيضاء تدعى الخلايا اللمفاوية وهي نوعين:-
النوع الاول:- خلايا لمفاويه سعترية (T-Lymphocytes) تخرج من الغدة السعترية في العنق (Thymus gland) الى الدورة الدموية ثم تتوزع على الغدد اللمفاوية والطحال ثم تعود مرة أخرى الى الدورة الدموية ويكون ذلك على شكل دورة منتظمة. والخلايا اللمفاوية السعترية عدة أنواع منها:الخلايا اللمفاوية المساعدة على تكوين الأجسام المضادة (T4) ومنها الخلايا اللمفاوية المانعة من تكوين الاجسام المضادة (T8) كما أن منها الخلايا المسؤولة عن الفتك بالخلايا السرطانية والخلايا المسؤولة عن الفتك بالطفيليات. وفي أثناء دورة هذه الخلايا في الدم تلتقي بالجراثيم والخلايا الشاذة والغريبة فتتعرف عليها كجسم غريب فترسل خلايا (T4) إشارات إلى :
النوع الثاني:- من الخلايا اللمفاوية التي تخرج من نخاع العظم الأحمر في الجمجمة وعظمة القص والحوض وفقرات العمود الفقري وتعرف بالخلايا الناشئة من نخاع العظم (B-Lymphocytes) وهذه الأخيرة تقوم بتصنيع الأجسام المضادة التي تهاجم الجراثيم والفيروسات فتقضي عليها بإذن الله.
كيف يؤثر فيروس الإيدز على جهاز المناعة؟:-
يهاجم فيروس الإيدز خلايا (T4) سالفة الذكر فيخترقها ويندمج مع نواتها وينقسم ويتكاثر فيفسد هذه الخلايا ويشل حركتها فتفقد القدرة على التعرف على الجراثيم والخلايا الغريبة وتفقد القدرة على تنبيه الخلايا الناشئة من نخاع العظم لتفرز الأجسام المضادة ، كما يفتك الفيروس بالخلايا السعترية المسؤولة عن الفتك بالطفيليات والفتك بالخلايا السرطانية ، فبذا يتعطل جهاز المناعة والدفاع في الجسم المصاب فتفتك به الجراثيم والسراطانات فتكون نهايته بقدر الله ومشيئته .
كيف ومتى اكتشف مرض الإيدز ؟ :-
بدأت القصة في عام 1981م عندما كان أحد الأطباء في نيويورك يعالج عددا من المرضى الشبان ، وقد لاحظ الطبيب أنهم يعانون من التهابات رئوية ومعوية مزمنة مسببة بجراثيم ضعيفة جدا ، والتهابات فطرية في الفم والمرئ وحمى مزمنة مع تضخم في الغدد اللمفاوية ونقص شديد في الوزن مع هزال وضعف مستمر . كما لاحظ أن بعض المرضى مصاب بنوع نادر من سرطان الجلد يسمى كابوسي ساركوما لايصيب عادة من هم دون الستين من العمر، وكانوا جميعا من الشواذ جنسيا.
ولغرابة الحالات قام بالاتصال ببعض زملائه من الأطباء في عدة ولايات أخرى يسألهم عن وجود حالات مماثلة لديهم فكانت المفاجأة هي وجود حالات أخرى مشابهه في الولايات الأمريكية الأخرى وعندها بدأ البحث عن سبب هذا المرض ... فكانت أولى النظريات التي قدمها العلماء كسبب للمرض هي أن بعض المواد الكيميائية التي يستعملها الشاذون لأغراض متعددة منها تنشيط الرغبة الجنسية عندهم وتسهيل عملية اللواط كمادة أمايل نيترات (Amyl Nitrite) وغيرها هي المسؤولة عن إصابتهم بهذا المرض . في حين ركزت النظرية الأخرى على أن السبب هو تعرض الشاذين لأنواع عديدة من السائل المنوي من مصادر مختلفة يدخل من خلال خدوش وجروح صغيرة في منطقة الشرج الى الدورة الدموية فيؤدي ذلك إلى فقدان المناعة.
وبعد فشل هاتين النظريتين توجه العلماء للبحث عن مسبب معدي للمرض مما أدى بهم إلى اكتشاف فيروس الإيدز المسمى فيروس نقص المناعة البشري (HIV) ، وذلك في عام 1983م على يد البرفسور الفرنسي لوك مونتنيه وفي العام الذي تلاه عزل فيروس الإيدز من مرضى الإيدز بالولايات المتحدة من قبل الدكتور روبرت جالو.
طرق العدوى:- (الاحصائيات حسب التقارير لعام 1993م).
حيث أن فيروس الإيدز يوجد بكميات كبيرة في السائل المنوي وافرازات عنق الرحم والمهبل وفي الدم فإن الطرق الرئيسية للعدوى هي:-
1. الاتصالات الجنسية المحرمة تسبب 90% من حالات العدوى يشكل الزنى 60% منها واللواط يشكل ال 40% الباقية. فيما كان الشذوذ الجنسي يشكل حوالي 70% منها حسب إحصائيات الولايات المتحدة الأمريكية وأوروبا عام 1985م وذلك في بدايات انتشار المرض.
2. العدوى عن طريق نقل الدم الملوث ومشتقاته أو الأدوات الملوثة الثاقبة للجلد وهي تشكل 5% فقط من مجموع الحالات ، ويدخل في هذه الطريقة تعاطي المخدرات عن طريق الوريد الذي كانت نسبة العدوى به تشكل 17% عام 1985م.
3. العدوى من الأم للجنين وذلك عن طريق المشيمة والحبل السري ، وقد تحدث العدوى عن طريق لبن الثدي.
طرق لاتسبب العدوى:-
بالرغم من وجود فيروس الإيدز في لعاب المصاب ودموعه وفي السوائل الأخرى إلا أنه لم يثبت حتى الآن انتقال العدوى بالطرق التالية:-
1.ملامسة الجلد كالمصافحة ونحوها.
2.الوجود مع المريض في نفس المدرسة أو مكان العمل ما لم يكن هناك اتصال جنسي.
3.التعرض للرذاذ الخارج أثناء العطاس أو الكحة.
4.استعمال أدوات المريض الغير ثاقبة للجلد والغير ملوثة بدمه أو بالسائل المنوي كالملابس والفوط ونحوها.
5.استعمال المراحيض وحمامات السباحة.
6.الأكل والشرب وأدوات الأكل والشرب المشتركة.
7.الحشرات سواء بالالتصاق بالجسم كالذباب أو بمص الدم وحقنه كما في البعوض وغيره.
مدة الحضانة:-
بعد دخول الفيروس لجسم الإنسان يظل كامنا فيه دون أن تبدو أعراض المرض عليه مدة تتراوح بين ستة أشهر وعدة سنوات ولكن المتوسط للأطفال هو سنة واحدة وللبالغين أكثر من خمس سنوات.
إحصائيات الإيدز بنهاية عام 1998م :-
جنوب وجنوب شرق آسيا الشرق الأوسط العالمية
7 مليون 210.000 33 مليون
أعراض مرض الإيدز:-
يمكن تقسيم العدوى بالفيروس إلى مراحل لا يتحتم أن توجد أو تتوالى في كل المرضى.
وتشمل هذه المراحل : المرض الحاد ، ودور الكمون ، والاعتلال العقدي اللمفي المنتشر والمستديم (PGL) ، والمتلازمة المرتبطة بالإيدز (ARC) ، ومرض الإيدز.
1.المرض الحاد: بعد حوالي أسبوعين من الإصابة تبدو أعراض عامة على بعض الحالات كالحمى والتوعك والخمول واعتلال العقد اللمفاوية والآلام العضلية والتعب والصداع ويظهر كذلك طفح جلدي موزع على الجذع يصحبه ألم بالحلق وسعال. وتبقى هذه الأعراض لمدة أسبوع أو أسبوعين ثم تختفي وتعود الحالة العامة إلى طبيعتها. وعادة يكون الفحص المخبري لاكتشاف الإيدز سلبيا حيث أنه لايتحول إلى إيجابي إلا بعد 6-12 أسبوعا من الإصابة.
2.دور الكمون: فترة بدون أية أعراض تستمر بين عدة شهور إلى عدة سنوات قد تصل إلى عشر سنوات ، يكون فيها المصاب معديا لغيره ، وبالأخص زوجته وأولاده الجدد ، فأي عذاب نفسي سيعانيه هذا الإنسان بسبب تفريطه.
3.الاعتلال العقدي اللمفي المنتشر والمستديم: تظهر أعراض على شكل تضخم منتشر ومستديم في العقد اللمفية وتدوم الحالة ثلاثة أشهر على الأقل.
4.المتلازمة المرتبطة بالإيدز: قد تتطور الحالة بعد ذلك إلى صورة تشمل واحدا أو أكثر من المظاهر التالية : نقص الوزن أكثر من 10% والفتور والتعب والوسن وفقد الشهية وتعب البطن والإسهال والحمى والعرق الليلي والصداع والحكة وتضخم الطحال وانقطاع الطمث للنساء ، وداء المبيضات الفموي.
1.الإيدز: تظهر نفس العلامات السابقة ولكن تصبح أشد وضوحا .. وفضلا عن ذلك تتميز هذه المرحلة بوجود أمراض انتهازية وأورام سرطانية. ويعتبر الإصابة بالتهاب الرئة بالجرثومة المسماة بنيموسيستس كاريني من إكثر الأمراض شيوعاً بين مرضى الإيدز حيث يصاب أكثر من 60% منهم ويؤدي بالأغلبية إلى الوفاة بالرغم من ضعف تلك الجرثومة التي لاتستطيع أن تصيب أي إنسان يملك جهاز مناعة سليم ....
هذا جزاء من يحارب الله الخالق العظيم ذا الجبروت والملكوت ، يسلط على هذا المجرم أضعف مخلوقاته فيفتك به فتكا.
كما ويصاب الدماغ باعتلالات شديدة ويؤدي إلى اضطرابات عصبية يعرف بـ (خرف الإيدز) يحدث فيما يقرب من ثلث مرضى الإيدز، وتشمل أعراض هذا الخرف الرعاش والتباطؤ ثم يصاب المريض بالخرف المبكر الشديد وفي المراحل النهائية قد يحدث الخرس والسلس والشلل السفلي .... ألم يكن هذا المخدوع يتفنن في حديثه ومكالماته الغرامية ليصداد بها فريسته ، ألم يكن همه الشاغل إصلاح هندامه حتى تعجب به إحدى الفرائس ، ألم يكن يمشي برجليه يتبختر لينال مراده ، كلها نعم أنعم الله بها عليه فما رعاها حق رعايتها ولم يستعملها لشكر واهبها ، وإنما حارب بها المنعم سبحانه ، فكان الجزاء من جنس العمل ... وفي نهاية المطاف الموت المحتم بقدر الله ومشيئته ، وهناك الجزاء الأخروي لهذا الظالم لنفسه وغيره حيث يقول الله تعالى : { يدخل من يشاء في رحمته والظالمين أعد لهم عذابا أليما } ، ويقول سبحانه: ومن يتعد حدود الله فأولئك هم الظالمون } ، ويقول جل من قائل : { ومن يعص الله ورسوله ويتعد حدوده يدخله نارا خالدا فيها } .
نعوذ بالله من عذابه..
العلاج:-
لايوجد علاج شافٍ لفيروس الإيدز حتى الآن رغم التجارب الكثيرة.
الوقاية:-
لايوجد لقاح ناجح لمرض الإيدز حتى الآن رغم التجارب الكثيرة .
ولكل فرد من أفراد الطاقم الطبي إرشادات خاصة لتجنب الإصابة بالعدوى عند وجود حالة إيدز.
كما أن الابتعاد عن إفرازات وسوائل المريض هي من وسائل الوقاية لجميع الناس.
ولكن أهم طرق الوقاية هو تقوى الله والابتعاد عن المحرمات كتعاطي المخدرات واللواط والزنى ودواعيهما من النظرة الحرام في أي مكان وفي أي وسيلة ( الفضائيات والإنترنت ) والابتعاد عن سماع الأغاني الداعية إلى الفاحشة وتحصين الفرج بالزواج أو بالصوم لمن لا يستطيع ، وبالحجاب للنساء ، وتجنب اختلاط الرجال بالنساء ، ومراعاة آداب الاستئذان للكبار والصغار وغير ذلك كثير.
الدكتور محمد بن فهاد الدوسري
مشاركة: الموضوع الدعوي الجامع
الشريط الإسلامي وطرق الاستفادة منه
بسم الله الرحمن الرحيم
مقدمة :
لاشك أن الشريط الإسلامي من الوسائل الدعوية المؤثرة والناجحة في نفس الوقت والتي ثبت نجاحها على كثير من مستويات الأمة الإسلامية ومختلف أعمارها على حد سواء , ومع انتشار الحركة الإسلامية المباركة ازداد الإقبال على الشريط الإسلامي وتوسعت دائرة جمهوره لتصل إلى جميع فئات المجتمع .. بل اتسعت دائرة موضوعاته التي يتناولها , ومرادنا هنا أن نقف على عدة نقاط هامة حتى نساهم في زيادة أثر هذه الوسيلة الدعوية الطيبة وحتى لا تتعرض للركود أو الاندثار ..
وسنحاول أن نجعل كلامنا في نقاط أساسية يستفيد منها القارئ ولا تضيع من وقته ولا جهده الكثير .. كالتالي : -
- إياك وأن يفتنك المال فتبيع العلم بالمال ولكن تكسب ولا بأس بغير الإضرار بدينك .
- أستأذن صاحب الدرس أو المحاضرة قبل أن تقوم بالتسجيل له فإن المادة ملك له وأنت طالبها منه .
- إياك (والمونتاج) يعني قطع بعض الكلام وزيادة بعض إلا بإذن المحاضر فإن ذلك لا يصح .
- أن تربح قليلاً بحسن نية خير ألف مرة أن تربح كثيراً ونيتك فيها شوائب قال الله تعالى "والباقيات الصالحات خير عند ربك ثواباً وخير أملاً" .
- أحسن في اختيار مادة الشريط ولا تجعل مادتك للتسويق فقط .
- أعمل لشركتك منهجاً في العمل وفقاً لمنهج أهل السنة والجماعة واعرضه على العلماء قبل تنفيذه ثم التزم به في محل عملك .
- ضع خطة لنشر العلم والدعوة والفكر الإسلامي بطريقة متدرجة ومتكاملة .
- حاول أن تقيم معرضاً للشريط الإسلامي كل فترة لإحياء أثره .
- حاول الابتكار في إخراج الشريط ليحسن أداؤه .
- لا تتشبه بشركات إنتاج الأغاني الفاسدة أو غيرها رجاء الربح .
- امنع غناء النساء فإنه لا يصح وامنع الدفوف فإنها لا تصح إلا للجواري في الأفراح .
ثانياً : نصائح للقائمين على الدعوة في المساجد تجاه الأشرطة :-
- استشر قبل أن تختار الشريط الذي تضعه في المسجد .
- حاول أن تجعل لكل مسجد مكتبة للأشرطة الإسلامية .
- ضع فهرساً لجميع أنواع الأشرطة التي عندك في المكتبة وعلقه بوضوح .
- أعلن عن كل شريط جديد بصورة لائقة .
- تابع كل شريط جديد مفيد وحاول اقتناءه .
- رتب الأشرطة في المكتبة ليسهل البحث فيها .
- استبدل الأشرطة البالية أو كثيرة الاستعمال بجديدة .
- يمكنك تقديم تلخيص مناسب للأشرطة الهامة .
- يجب أن تتنوع الأشرطة في مكتبة المسجد فتشمل جميع المناحي المطلوبة للحياة .
- اعتمد نظام الإعارة وتأكد من استفادة المستعير من الشريط .
ثالثاً : نصائح للقائمين على الدعوة عموماً تجاه الشريط الإسلامي :-
- تعاون مع مراكز الدعوة والإرشاد في توزيع الأشرطة الجيدة .
- تعاون مع لجنة التوعية في هيئات الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر في توزيعه .
- تعاون مع أئمة المساجد في نشر الشريط بين الأهالي .
- اهد الشريط المفيد لأخ لك أو جار أو صديق .
- يمكن استخدام المحال التجارية في نشر الشريط الجيد على سبيل الدعوة إلى الله سبحانه .
- يمكن الاستفادة بالأعمال الخيرية وأهل الخير في طباعة عدد كبير من الأشرطة المفيدة وتوزيعها كهدايا .
رابعاً : نصائح للأفراد من المسلمين :-
- استغل وقت سفرك في سيارتك في الاستماع للشريط الإسلامي ستحصل علماً وتستفيد بوقتك جداً .
- استمع إلى الشريط في أثناء طعامك وراحتك وقبيل نومك .
- شجع زوجتك وأولادك على استماع الأشرطة وتابعهم في ذلك .
- أهد صاحبك شريطاً مفيداً أو أعره إياه فتنشر الخير ويثقل ميزانك .
المصدر موقع مفكرة الإسلام
--------------------------------------------------------------------
مشاركة: الموضوع الدعوي الجامع
بسم الله الرحمن الرحيم
أخي الحبيــب قــف
أخي الحبيب :إن هذا الكون كله ، بكل صغير وكبيرة فيه متوجه إلى الله عز وجل يسبحه ، ويمجده ويسجد له قال تعالى ( وإن من شيء إلا يسبح بحمده ) . . . ، إن جميع المخلوقات التي خلقها الله تقف منكسة رأسها متذللة إلى الله معترفة بالفضل له. ولكن يبقى في هذا الكون مخلوق صغير حقير ذليل ، خلق من نطفة فإذا هو خصيم مبين ، هو يسير في واد والكون كله في واد آخر ، يترك طاعة الله والخضوع له والتسبيح له ، بالرغم أن كل ما حوله يلهج بالذكر والتسبيح لله . إن هذا المخلوق هو الإنسان العاصي لله عز وجل . ، ! فالله أكبر ما أشد غروره ، الله أكبر ما أعظم حماقته ! الله أكبر ما أذله وما أحقره ! عندما يكون شاذاً في هذا الكون المنتظم . كم عرضت عليه التوبة فلم يتب ، وكم عرضت عليه الإنابة ولم ينب ، كم عرض عليه الرجوع وهو في شرود وهرب من الله . كم عرض عليه الصلح مع مولاه فلم يصطلح وولى رأسه مستكبراً .أخي الحبيب :* عليك قبل أن تعصي الله عز وجل أن تتفكر في هذه الدنيا وحقارتها وقلة وفائها وكثرة جفائها وخسة شركائها ، وسرعة انقضانها . وتتفكر في أهلها وعشاقها وهم صرعى حولها ، قد عذبتهم بأنواع العذاب ، وأذاقتهم مر الشراب ، وأضحكتهم قليلا وأبكتهم كثيراً وطويلاً .* عليك قبل أن تعصي الله عز وجل أن تتفكر في الآخرة ودوامها وأنها هي الحياة الحقيقية وهي دار القرار ومحط الرحال ومنتهى السير.* عليك قبل أن تعصي الله عز وجل أن تتفكر في النار وتوقدها واضطرامها وبعد قعرها وشدة حرها وعظيم عذاب أهلها .. . عليك أن تتفكر في أهلها وهم في الحميم على وجوههم يسحبون وفي النار كالحطب يسجرون .* عليك قبل أن تعصي الله عز وجل أن تتفكر في الجنة وما أعد الله لأهل طاعته فيها مما لا عين رأت ولا أذن سمعت ولا خطر على قلب بشر من النعيم المفصل الكفيل بأعلى أنواع اللذة من المطاعم والمشارب والملابس والصور ، والبهجة والسرور ، والتي لا يفرط فيها إلا إنسان محروم .أخي الحبيب :قبل أن تعصي الله ، تذكر كم ستعيش في هذه الدنيا ، ستين سنة ، ثمانين سنة، مائة سنة ، ألف سنة . ثم ماذا ؟ ثم مرت بعده جنات النعيم أو نار الجحيم والعياذ بالله .أخي الحبيب :تيقن حق اليقين أن ملك الموت كما تعداك إلى غيرك فهو في الطريق إليك وما هي إلا أعوام أو أيام أو لحظات فتصبح وحيداً فريداً في قبرك لا أموال ولا أهل ولا أصحاب فتذكر ظلمة القبر ووحدته ، وضيقه ووحشته ، وهول مطلعه وشدة ضغطته .تذكر يوم القبامة يوم العرض على الله ، عندما تمتلىء القلوب رعباً وعندما تتبرأ من بنيك وأمك وأبيك وصاحبتك وأخيك ، تذكر تلك المواقف والأهوال ، تذكر يوم توضع الموازين وتتطاير الصحف ، كم في كتابك من زلل وكم في عملك من خلل ، تذكر إذا وقفت بين يدي الملك الحق المبين الذي كنت تهرب منه ، ويدعوك فتصد عنه ، وقفت وبيدك صحيفة لا تغادر صغيرة ولا كبيرة إلا أحصتها ، فبأي لسان تجيب الله حين يسألك عن عمرك وشبابك وعملك ومالك ، وبأي قدم تقف بين يديه ، وبأي عين تنظر إليه ، وبأي قلب تجيب عليه عندما يقول لك عبدي : استخففت بنظري إليك ، جعلتني أهون الناظرين إليك ، ألم أحسن إليك ، ألم أنعم عليك ، فلماذا تعصني وأنا أنعم عليك . ؟!أخي الحبيب :أفلا تصبر على طاعة الله هذه الأيام القليلة ، وهذه اللحظات السريعة لتفوز بعد ذلك بالفوز العظيم وتتمتع بالنعيم العظيم. وتتمتع بالنعيم المقيم .أخي الحبيب :إن هناك أناساً اعتقدوا أنهم قد خلقوا عبثا وتركوا سدى ، فكانت حياتهم لهوا ولعبا ، تعلوا أبصارهم الغشاوة ، وفي آذانهم وقرٌ عن سماع الهدى ، بصائرهم مطموسة ، وقلوبهم منكوشة ، أعينهم متحجرة وأفئدتهم معمية ، تجد في مجالسهم كل شيء إلا القرآن وذكر الله . هربوا من الله وهم عبيده وبين يديه وفي قبضته ، دعاهم فلم يستجيبوا له واستجابوا لنداء الشيطان ولرغباتهم وأهوائهم . . . فيا عجباً من هؤلاء ! ، كيف يلبون دعوة الشيطان ويتركون دعوة الرحمن ! أين ذهبت عقولهم. . . ؟ ! ( فإنها لا تعمى الأبصار ولكن تعمى القلوب التي في الصدور ) ما الذي فعله الله بهم حتى عصوه ولم يطيعوه ؟ ! ألم يخلقهم ألم يرزقهم ألم يعافهم في أموالهم وأجسامهم ؟ ! أغر هؤلاء حلم الحليم ؟ ! أغرهم كرم الكريم ؟ ! ألم يخافوا أن يأتيهم الموت وهم على المعاصي عاكفون ؟ ! ( أفأمنوا مكر الله فلا يأمن مكر الله إل! ا القوم الخاسرون ) . فأحذر أخي الحبيب كل الحذر أن تكون من هؤلاء ! وترفع بنفسك عنهم واعمل لما خلقت له فانك والله قد خلقت لأمر عظيم . قال تعالى : ( وما خلقت الجن والإنس إلا ليعبدون )قد هيأوك لأمر لو فطنت له *** فاربأ بنفسك أن ترعى مع الهملأخي الحبيب :يا من تعصي الله ! ! عد إلى ربك واتق النار ، اتق السعير ، إن أمامك أهوالاً وصعابا ، إن أمامك نعيماً أو عذاباً ، إن أمامك ثعابين وحيات وأموراً هائلات ، والله الذي لا إله إلا هو لن تنفعك الضحكات ، لن تنفعك الأغاني والمسلسلات والأمور التافهات ، لن ،لم تنفعك الصحف والمجلات ، لن ينفعك الأهل والأولاد ، لن ينفعك الإخوان والأصحاب ، لن تنفعك إلا الحسنات والأعمال الصالحات .أخي الحبيب :والله ما كتبت لك هذا الكلام إلا لخوفي على هذا الوجه الأبيض أن يصبح مسوداً يوم القيامة ، وعلى هذا الوجه المنير أن يصبح مظلاً ، وعلى هذا الجسد الطري أن يلتهب بنار جهنم ، فبادر وفقك الله إلى إعتاق نفسك من النار ، وأعلنها توبة صادقة من الآن وتأكد أنك لن تندم على ذلك أبدأ ، بل إنك سوف تسعد بإذن الله ، وإياك إياك من التردد أو التأخر في ذلك فإني والله لك ناصح وعليك مشفق .والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته ؟؟؟المر سل أخ ناصح لك.
أصادق على ما جاء في هذه النصيحة وأهميتها وأوصي بقرائتها وتذكر ما تضمنته وتطبيقه والتأثر به وفق الله الجميع للخير . قاله وكتبه عبدالله بن عبدالرحمن الجبرين عضو الإفتاء 4 / 8 / 1415 هـ.