أخبار سياسية حالة رعب وهلع من زلزال الساحل الشرقي، الفجيرة

حالة رعب وهلع من زلزال الساحل الشرقي، تصدع العديد من المنازل والمدارس والنادي الرياضي بمسافي

http://www.albayan.co.ae/albayan/200.../photos/63.gif

رعب وهلع غير مسبوقين، حالة ترقب للمجهول القادم من الأرض أسر تهجر بيوتها وتأبى العودة، مدارس تجمد نشاطها رغبة في النجاة.. سيارات تابعة للشرطة والدفاع المدني تتحرك في كل اتجاه.

تلك هي الصورة المرعبة التي رسمتها الهزة الأرضية بمنطقة مسافي والقرى المجاورة لها في غضون ثوان معدودة.

فقبل منتصف ليل أمس الأول حدث ما كان الناس غافلين عنه فقد زلزلت الأرض زلزالها ولكنها لم تخرج أثقالها ومع ذلك فإن الناس تملكهم الخوف وغادروا مساكنهم مرعوبين وهم يتساءلون ما لها؟ وقد أكد العميد سعيد علي حمد مدير عام شرطة الفجيرة تعرض مناطق الامارات الشمالية لهزة أرضية عند الساعة الثانية عشرة وعشر دقائق بعد منتصف ليلة أمس الأول بتوقيت الامارات.

وقال مدير عام شرطة الفجيرة فى تصريح لقناة أبوظبى أن الهزة الارضية شملت المنطقة الشرقية بأسرها غير أنها لم تسفر عن وقوع خسائر فى الارواح عدا خسائر بسيطة فى الممتلكات مضيفا أنها ليست المرة الاولى التى تتعرض لها المناطق الشرقية لمثل هذه الهزات.

وأشار العميد سعيد علي حمد الى خطة مسبقة تتعلق بالكوارث وضعت بالاتفاق مع الادارات الاخرى فى امارات الدولة تتضمن تنسيقا كاملا لكيفية مواجهة مثل هذه الحالات موجها فى الوقت نفسه نداء لجميع السكان فى المناطق الى ضرورة اتخاذ الحيطة والحذر وتوخى الحرص على عدم التواجد فى الغرف والاماكن ذات الاسقف المرتفعة والمساحات الواسعة.

والهزة الأرضية التي لم تجد من يحدد قوتها في البداية بسبب عدم توفر الاجهزة الراصدة شعر بها السكان في العديد من المناطق وأدركوا على الفور ماهيتها ولكن أهالي المنطقة الشرقية كانوا الأكثر تضررا ورعبا.

ويقول علي خميس المحرزي: في البدء شعر الاهالي بالهزة قبل يومين واما الهزات المرعبة المتتالية فقد بدأت في الحادية عشر مساء الاثنين ولحقت بها هزة أكثر قوة قبل منتصف الليل بدقائق معدودة.

وأما في الساعة التاسعة والربع من صباح اليوم التالي فقد شعر الناس بهزة أقل حدة ونظرا لان المنطقة الشرقية هي المرتع الرئيسي لشركات تكسير الأحجار فقد ساد اعتقاد لدى البعض بأن الهزة ناجمة عن عمليات التفجير التي تمارسها الشركات لتكسير الأحجار.

ولكن المحرزي وهو المسئول في تلك المناطق التابعة لامارة رأس الخيمة يقول: لقد برأت الهزة الأرضية المسائية ساحة شركات الأحجار التي يتوقف نشاطها مساء من الاتهام بأنها وراء ما حدث للأرض.

هزة شاملة ومن خلال المتابعة الميدانية لظاهرة الزلزال تبين ان السكان في الكثير من القرى اهتزت الارض بهم وتلك القرى هي «دفتا، القمرة، المنيعي، كدرة، وادي القور، الغيل، اذن، وادي توب، العيم، مسافي، عسمة».

كما شعر سكان المناطق الساحلية في امارة رأس الخيمة بالهزة مثل مدينة رأس الخيمة، المعمورة، المعيريض، الجولان، الرمس، شعم، الظيت، الدقداقة.

ويقول السكان ان الهزة افقدتهم توازنهم وحركت أثاث مساكنهم فخرجوا من غرفهم ركضا.

وفي مسافي كانت الاثار التي خلفها الزلزال اكثر وضوحا فقد تصدعت الكثير من البيوت والمدارس والنادي الرياضي ونقطة الشرطة.

ويقول الوكيل شرطة راشد سعيد راشد الشحي مسئول نقطة أمن مسافي: قبل منتصف الليل كان كل شيء يسير كالمعتاد ولكن بعد ذلك بدقائق تخلت الارض عن ثباتها واخذت ترتجف بمن عليها لثوان معدودة ولكنها كانت لحظات مرعبة.

ويضيف الشحي الى جانب الاضرار التي ألحقتها الهزة بالمباني فقد اسفرت عن تساقط الاحجار على الطريق العام مما ادى لاغلاق الطريق لبعض الوقت، بيد ان شرطة مسافي وبمساعدة شرطة الفجيرة قاموا بازالة الاحجار بالسرعة المطلوبة كما سقطت صخرة ضخمة من الجبل على الشارع الفرعي المؤدي الى شعبية مسافي القديمة وقد أسفر ذلك عن الحاق ضرر بسيارة كانت تسلك الطريق.

السكان غادروا منازلهم ويتمثل الضرر الأسوأ الذي نجم عن الهزة الارضية في الرعب الذي أصاب الناس وأفقدهم الشعور بالاطمئنان ولذلك فان الكثير من الأسر غادروا بيوتهم الى أماكن أخرى وهم الآن في حالة تردد من العودة اليها لان مشاعر الخوف من سقوطها عليهم في حالة حدوث هزة جديدة تسيطر عليهم.

ويقول محمد احمد المطوع صاحب منزل متصدع: لقد أحدث الزلزال في بيوتنا حالة يرثى لها بل أفقدنا الثقة في صلابتها ولهذا خرجنا منها للنجاة بأنفسنا والحالة المتردية التي آل اليها مسكن المطوع وهو عبارة عن فيلا أنيقة من طابقين تكشف عن قوة الزلزال الذي ضرب المنطقة فقد لحقت بالغرف الكثير من الشقوق الغائرة.

ويضيف المطوع لقد اضطررنا للنوم في ساحة المنزل قبل الانتقال الى جهة اخرى وعندما تفقدت الغرف بعد شروق الشمس أصبت بالرعب مما حدث وحمدت الله كثيرا على سلامة أسرتي.

كما كانت الحالة سيئة في مدرسة مسافي الثانوية والابتدائية فقد لحقت الشقوق الكثير من الغرف وكذلك مسجد المدرسة والتي يمكن من خلالها رؤية ما يجري بداخلها بوضوح.

ونظرا لما أصاب الطلاب والطالبات من رعب ومدارسهم من تصدع فقد أذنت لهم المنطقة التعليمية بقطع نشاطهم المدرسي تحسبا لما قد يطرأ من أخطار لا تحمد عقباها.

والطريف في الأمر انه عندما كان المدرسون يعرفون طلاب مدارس مسافي بالزلزال ويعملون على اشاعة الطمأنينة في نفوسهم وقعت هزة خفيفة أعادت الامور الى المربع الاول.

ويقول الطالب مروان سيف كنا في حالة رعب لا مثيل لها ولذلك لم نكن مهيئين لتقبل الدروس. ومن وجهة نظر محمد راشد الصريجي عضو المجلس الوطني الاتحادي فان الحالة المتردية التي لحقت بالمساكن والمدارس جراء الزلزال تشير الى ان عملية الصيانة ليست هي العمل المناسب لاصلاح المباني.

ويقول الصريجي اعتقد ان كل من شاهد حجم الخراب بالمدارس يتملكه الخوف من سقوطها على رؤوس الأبناء في وجود هزة ارضية أو بدونها. ويطالب هو نفسه ببناء مدرسة بديلة يشعر معها الابناء واولياء امورهم بالامان. ويقول: نتمنى ان نسمع بأن رجال الاعمال تحركوا لبناء مدرسة بمنطقة مسافي.

وبعد ساعات من شروق الشمس كانت مسافي مهبطا لطائرة مروحية تحمل العقيد علي حسن الزعابي ومن بعد ذلك وفد الى المنطقة مبارك علي الشامسي مدير عام البلدية وعبدالله مصبح مدير المنطقة التعليمية والرائد حسن البريكي مسئول شرطة الانجاد والمهندس عارف برحة مسئول الصيانة بوزارة الاشغال والمقدم محمد جابر من ادارة الدفاع المدني.

ومن جانبه قال مبارك الشامسي انه بناء على رغبة وزارة الاشغال فان البلدية تعمل حاليا لحصر الاضرار التي ألحقها الزلزال بالمرافق العامة والخاصة.

ويقول العقيد علي الزعابي ان مسئولية تصدع المباني هي دلالة على سوء المقاولين مبينا ان بعض المباني لم تتأثر بالهزة في حين تأثرت منشآت لا تزال في مرحلة الشباب.

وبالنسبة للمقدم محمد جابر فان عدم توفر مركز لرصد الزلزال يمثل جانبا خطيرا ومدعاة لتفاقم الكارثة.

ويقول اذا توفر مركز يتولى مهمة رصد الزلزال فان شأن ذلك ان يساهم في تلافي الكارثة قبل حدوثها وذلك بمعرفة مبكرة له.

ولكن أهل المنطقة يشتكون من عدم توفر سيارات الاسعاف التي تقف على اهبة الاستعداد لتقديم يد العون في مثل هذه الظروف الحرجة. كما طالب عدد منهم بتوفير متطلبات الانقاذ وايواء المتضررين. ويقول هؤلاء: لقد أدركنا بما لا يدع مجالا للشك بأن المنطقة عرضة للزلازل وبالتالي فان من الاهمية بمكان ان نكون جاهزين له.

انه من خلال الجولة الميدانية الاولية للجنة امس فقد تقرر حظر استخدام مسجد مدرسة مسافي الابتدائية وكذلك غرفة الادارة بينما لم تقر اللجنة بوجود خطر ناجم عن استخدام الفصول. وبالنسبة للمساكن المتأثرة بالزلزال فان وضعها مطمئن عدا مسكن واحد تم التوجيه باخلائه بسبب حدوث انهيار وظهور شرخ رأسي واضح.

ومن جهتها فقد اعدت المستشفيات برنامج طوارئ خاص في أعقاب الهزة الارضية كما فعل الشيء نفسه الدفاع المدني برأس الخيمة.

من جهتها صرحت الشيخة موزة المعلا مديرة ادارة الارصاد الجوية بوزارة المواصلات لـ «البيان» بأن الادارة قامت باتصالات مع الجهات المعنية عن طبيعة وقوة الهزة الارضية التي تعرضت لها الفجيرة امس الاول وبناء على معلومات تلك الجهات فأن الهزة رصدتها اجهزة مركز رصد النشاط الزلزالي بسلطنة عمان وبلغت قوتها 5.5 بمقياس ريختر وهناك توقعات بحدوث هزات مفاجئة واضافت بأن ادارة الارصاد الجوية لا علاقة بها برصد الهزات الارضية وانما تابعت المعلومات عن الهزة لمواكبة الاحداث والمشاركة برأي علمي سليم أن طلبت منها الجهات المختصة ذلك.

واكدت أن انشاء مركز علمي متخصص لمتابعة ورصد النشاط الزلزالي على المستوى الاقليمي والدولي يعد مصلحة وطنية عليا وتحتاج اليها الدولة للتحوط من اثار الزلازل والهزات على الممتلكات والمرافق والارواح.

وقالت لم ينقطع رنين هاتف الادارة لمدة دقيقة واحدة منذ ليلة امس الاول للاستفسار عن طبيعة وقوة الهزة الارضية التي تعرضت لها الفجيرة وباديء ذي بدء لابد أن نؤكد للجمهور بأن الادارة ليست مسئولة لا من قريب ولا من بعيد عن رصد الهزات الارضية او مراقبة النشاط الزلزالي فهي ادارة معنية بالرصد الجوي اي ظواهر الطقس والمناخ السائدة فوق سطح الارض وفي طبقات الجو العليا واما موضوع تحديد الجهة المسئولة عن الرصد الزلزالي فقد حسمت الجهات العليا المختصة الموضوع وذلك بتكليف ادارة الدفاع المدني بوزارة الداخلية بمتابعة تنفيذ مشروع انشاء محطات رصد الزلازل الارضية ومازال الموضوع لدى هذه الجهة المختصة منذ عام 1998 وحتى الان لم تتلق اية معلومات بشأن مشروع انشاء هذه المحطات من قبل ادارة الدفاع المدني او اية جهة اخرى وناشدت الشيخة موزة المعلا الجهات العليا المختصة بالبت الفوري في مشروع انشاء المحطات والتي تعد من اساسيات عمل الرصد الجوي والزلزالي على مستوى العالم.

وذكرت أن دول الفلبين وتايلاند وسيرلانكا انشأت محطات للرصد الزلزالي تابعة لادارات الارصاد الجوية بها فمن الناحية العلمية والعملية من الضروري أن تكون هذه المحطات تابعة للارصاد الجوية لا الى جهة اخرى ودعت الجهات العليا الى منح ادارة الارصاد الجوية الفرصة لانجاز مشروع مركز علمي لرصد النشاط الزلزالي تتبع الادارة في حالة تعثر اية جهة اخرى في انشاء محطات او مركز لرصد الهزات والزلازل.

وعن المعلومات المتوفرة عن الهزة الارضية التي تعرضت لها الفجيرة قالت ان هذه الهزة قوتها 5.5 بمقياس ريختر وهي تصنف عالميا بأنها فوق متوسطة ومركز هذه الهزة نشاط زلزالي بمنطقة بندر عباس وتأثرت الفجيرة بهذا النشاط وحدثت الهزة منتصف ليلة امس الاول وانتقلت على هيئة هزات بطيئة وصغيرة الى المناطق المجاورة حسب البعد الجغرافي عن الفجيرة فوصلت الهزات الى رأس الخيمة وشعم دبا وتتابع هذه الهزات البطيئة بقي مستمرا امس وامس الاول مستمدة قوتها من قوة الهزة الاولى.

وعن الرأي العلمي لتوقع هزات مفاجئة اوضحت الشيخة موزة المعلا أن عدم وقوع الامارات داخل نطاق الحزام الزلزالي النشط لا يعني انها بمنأى عن تعرضها لهزات ارضية مفاجئة فالدولة قريبة من حزام زلزالي نشط مقابل لحدودها مع ايران ولذلك فالاحتمال العلمي مفتوح للتبؤ بوقوع هزات مفاجئة الا انها استدركت القول بأن وجود محطات رصد ومركز لرصد النشاط الزلزالي سيساهم في رصد نشاط الحزام الزلزالي القريب من الدولة وسيساهم بقاعدة معلوماته وبياناته في اعطاء تقارير علمية للجهات المختصة حول الوسائل العلمية الامنة للتحوط من اثار الزلازل.

واكدت أن تأثير الهزات الارضية على المستوى المنظور والقريب قد لا يتضح الا أن هذه الاثار تتضح علاماتها على تصدع اساسات المباني والمرافق بالتراكم المستمر على مدى فترة زمنية طويلة.

وتساءلت بصراحة ايهما الافضل أن نضحي بمبلغ ميزانية قدرها 6 مليون درهم لانشاء مركز ومحطات للرصد الزلزالي ام تظل مشاريع الطرق والمرافق والبنى الاساسية التي كلفت الدولة مليارات الدراهم مهددة بالتأثر من اثار الهزات والزلازل!! واكدت أن التخطط العلمي للمحافظة على المشاريع العملاقة والمرافقة الرئيسية وتنميتها يحتم سرعة البت في مشروع انشاء مركز لرصد النشاط الزلزالي ومحطات لرصد الهزات تابعة له.

واشارت الى أن سلطنة عمان استشعرت اهمية هذا المرفق العلمي لتحقيق سلامة الارواح والممتلكات وأنشأت مركزا لرصد النشاط الزلزالي ومحطات عديدة تابعة له.

ومن جهة اخرى اوضحت الشيخة موزة المعلا أن ادارة الارصاد الجوية تحتاج حاليا الى محطات ارصاد ومحطات رصد اتصالات لاسلكية وفي حالة موافقة الجهات المختصة على قيام الادارة بانشاء مركز رصد نشاط الزلازل نحتاج الى محطات رصد زلزالي وذلك حتى تقوم الادارة بدورها العلمي والعملي على الوجه الاكمل والامثل.

====================================

هل سيمتد الزلزال إلى المناطق الأخرى ؟؟