حينما تكبر الفتاة قليلا وتبلغ تقريبا سن المراهقة وتحب للمرة الأولى فى حياتها, ويخيل اليها انه كما ان هذا النبض فى قلبها يعزف على قيثارة الحب لأول مرة فسوف يستمر فى العزف مدى الحياة, فلاحب بعد الأن..وهذا يدفعها الى التمسك بالحبيب لانه اول حبيب واخر من تحب ولن تحب أحدا بعده..
ولذلك تبكى كثيرا اذا حدث شىء يعوق بينهما وتسهر الليالى والدموع على خديها تسح من عينيها وتنزلق على وجنتيها كبلورات من الحب والحزن على قصور الامال عن الواقع .وتحصى نجوم الليل فلا تستطيع ان تعدها وتكون ساكنة فى البيت لاتحدث احد الاقليلا لكن لان لكل شىء نهاية الا الله فقصة الحب لاتنتهى لسبب ما وبعد فاصل من الدموع طال ام قصر تبداء فى ميل نحو ايجاد من يشاركها احزانها حتى تجد نفسها مرتبطة به فتشعر نحوه بألفة تدريجية تنزلق مع الايام الى الالتصاق به وعدم القدرة على الاستغناء عنه أى انها بدأت تحبه دون ان تدرى أو تقرر ذلك وبدات صورة الحبيب فى التلاشى تدريجيا ولم يبقى منها الا عود جاف يقول للذكريات ( هنا كانت قصة حب ) وتبداء بالشعور بحب يملاء حياتها كانها تحب لاول مرة.
وبالطبع تحاول تجنب الاخطاء التى قد حدثت فى القصة السابقة وكل فتاة تدعى انها لن تحب الا شخص ذو مركز ومكانة مرموقة وذو اخلاق حميدة لا تفهم شىء فى الحب فالحب لايتم بالاختيار وأنما يحدث نتيجة انجذاب لاأرأدى يصرف النظر عن شخص المحبوب بينما الاستحسان او الاعجاب أو الميل يتم بالارداة والاختيار والمفاضلة وتعمل الارادة على تجنب الاخطاء ومن قبيل الاوهام ان تردد الفتاة انها لن تتزوج الا من تحب وهذا نوع من الاستعداد للجنون لأنها لو احبت فعلا لفقدت جزء من عقلها ونقص أدراكها وربما أنتهى تميزها وتتزوج شخصا تحبه لكنه غير مناسب لها اجتماعيا أو اقتصاديا.
ويجدر القول ان مواصفات الحب معروفة فقط لمن احب ومجهولة تماما لمن لم يحب لذلك يحترمها الاول ويستذكرها التانى فمن مواصفات الحب أن الادراك فيه غائب تماما ويسيطر على الانسان شعور غامض يستذكر به كلام الناس وتصرفاتهم وسلوكهم ويحكم على الاشياء حكما مختلفا قد يتعارض مع الادراك العام للأمور.
بقلم: د. محمد اسماعيل على
جريدة الاهرام
