قصيدة اعتز بها كثيراً هل أنتم معي أم مارايكم دام فضلكم
القصيدة للشاعر : عمر بن الوردي
أعتزل ذكر الأغاني والغزل
وقل الفصل وجانب من هزل
ودع الذكرى لأيام الصبا
فلأيام الصبا نجم أفل
وأترك الغادة لا تحفل بها
تمس في عز رفيع وتجل
وأفتكر في حسن الذي
أنت تهواه تجد أمراً جلل
وأهجر الخمرة إن كنت فتى
كيف يسعى في جنون من عقل؟
وأتق الله فتقوى الله ما
جاورت قلب آمري إلا وصل
ليس من يقطع طرقاً بطل
إنما من يتقي الله البطل
كتب الموت على الخلق فكم
فل من جيش وأفنى من دول
سيعيد الله كلا منهم
وسيجزي فاعلاً ما قد فعل
أطلب العلم ولا تكسل فما
أبعد الخير على أهل الكسل
وأحتفل للفقه في الدين ولا
تشغل عنه بمال وخول
وأهجر النوم وحصله فمن
يعرف المطلوب يحقر ما بذل
لا تقل قد ذهبت أربابه
كل من سار على الدرب وصل
في إزدياد العلم إرغام العداء
وجمال العلم إصلاح العمل
جمل المنطق بالنحو فمن
يحرم الإعراب بالنطق أختبل
فهو عنوان على الفضل وما
أحسن الشعر إذا لم يبتذل
أنا لا أختار تقبيل يد
قطعها أجمل من تلك القبل
ملك كسرى عنه تغني كسرة
وعن البحر اجتزاء بالوشل
لا تقل أصلي وفصلي أبداً
إنما أصل الفتي ما قد حصل
قد يسود المرء من غير أب
ويحسن السبك قد ينفي الدغل
إنما الورد من للشوك وما
ينبت النرجس إلا من بصل
قيمة الإنسان ما يحسبه
أكثر الإنسان منه أم أقل
بين تبذير وبخل رتبه
وكل هذين إن زاد قتل
ليس يخلو المرء من ضد ولو
حاول العزلة في رأس الجبل
قصر الأمال في الدنيا تفز
فدليل العقل تقصير الأمل
غب وزد عباً تزد حباً فمن
أكثر الترداد أقصاه الملل
لا يضر الفضل إقلال كما
لا يضر الشمس إطباق الطفل*
* الطفل = الظلمة
